الاحتياج ليس مجرد رغبة تأتي وتذهب، بل هو انعكاس للحظة التي نعيشها، حيث يلتقي الزمن بالوجود ويُعيد تشكيل دوافعنا. نحن لا نحتاج الأشياء ذاتها، بل نحتاج ما يتناسب مع اللحظة، ما يكمل النقص، وما يوازي حالتنا الشعورية.
ربما يكون الاحتياج هو نقطة التقاء بين الماضي الذي صنعنا، والحاضر الذي يختبرنا، والمستقبل الذي نأمل الوصول إليه. ففي كل لحظة، هناك نقصٌ ما، فراغٌ يبحث عن معنى، سؤالٌ ينتظر إجابة، وشعورٌ يتوق إلى تحقق. قد يكون الاحتياج إلى فكرة تُغير مسارنا، أو شخص يُشعرنا أننا لسنا وحدنا، أو حتى صمتٌ يُعيد ترتيب أصواتنا الداخلية.
لكن هل الاحتياج دلالة على النقص، أم على الوعي؟ هل نحن نحتاج لأننا ناقصون، أم لأننا ندرك بوضوح ما ينقصنا؟