أما الآن، فأنا أعيش على ذكراك،
لأنك لست ماضٍ يمر، بل نبضٌ مقيم لا يغيب.
أما بعدك، فلن أُحبك… بل سأبقى أحبك،
كما كنت، كما أنت، كما لن يكون أحد غيرك.
أما وعدي، فقد كتبته قبل أن تبتعد،
لن أحب بعدك، ولن أسكن غيرك،
حتى تنطفئ شموع عمري، وألقاك في الهدوء الأخير.
كنت كلما سمعتكِ تهمسين بالرحيل ،
أصمت… لا لأني لا أُصدق،
بل لأن شيئا في يقيني كان يأبى أن يتخيلك راحلة.
ما أشد ثقتي بك وما أهونها عليك.
رحلت كما يرحل العابرون…
كأنك لم تكوني يوما وطنا،كأنك لم تعبري قلبي،
ولم تسكني تفاصيله الصغيرة.
حتى الوداع بخلت به، تركت لك رسالتي بلا رد الى الان،
وكأني ما...
لم أعد أسأل عن العودة
فأنا ما زلت واقفا عند أول الفقد،
كأنك ما زلت هنا، أرتب لك التفاصيل،
أترك لك مكانك في القلب كما هو،
لم يمسه النسيان، ولم يجرؤ عليه سواك.