منذ ثلاث اشهر والسبل تتشعب في صدري
أمشي إليك ولا أراك سوى على قدري
أسأل النهار عن الخطى، عن ظلك المسري
وأناجي الليل هل يأتي الرجوع ببشرى فجري
كل النجوم تنادي باسمك
وكل دمعي إذا جرى، يرثي غيابك وحدي
فأين أنت، وحنيني في دمي لم يخمد
يا من له قلبي اكتمل، إن غبت عني جحدي
تائه بين لهيب شوقك وغيابك المؤرق
وجهك ينير صدري ونبضك لا يفارقني
أنت في أرجاء روحي باق رغم البعد
تكثر الأيام لا يذيب نقش وجهك في الفؤاد
لقد رحلت هي وانطفأ على شفتي اسمها
لكن ذكراها نار لا يخمدها الزمان
كل ذكرى لوجهك تكسرني
تذبلني كما يذبل كهل أنهكته الحياة شابا
لا وداع يليق بي ولا صدى يجيب النداء
يبقى وجودي و ترقبي وحده شاهدا
على كسر ما زال ينبض بلا صوت
أما الآن، فأنا أعيش على ذكراك،
لأنك لست ماضٍ يمر، بل نبضٌ مقيم لا يغيب.
أما بعدك، فلن أُحبك… بل سأبقى أحبك،
كما كنت، كما أنت، كما لن يكون أحد غيرك.
أما وعدي، فقد كتبته قبل أن تبتعد،
لن أحب بعدك، ولن أسكن غيرك،
حتى تنطفئ شموع عمري، وألقاك في الهدوء الأخير.