كرز بيروت .....
كان يسير بخطوط متعرجة خالية من الاتزان يميل على كل جدار يتكئ ويتنهد يبتسم يعانق روحه كان له حديث مع نفسه بكل ميلان فقط سؤال يردده على نفسه مابالي انا المتزن الشديد حلم يفعل بي هذا وتلك من هي حتى تزورني بحلمي تبتسم لي واشتم رائحة الزهور منها تلفني وتدخلني بعالم من التيه كنت دوما لا انظر الى احد ولكن فتاة بحلم اضاعت عقلي فبت كالورقة بهبوب ريح تشرين ارتجف كلما مرت بي واندفع اليها كلما ابتعدت وصلت الى مكتبي مشتت الذهن قليلا جلست الى المقعد واحضر فنجان القهوة الى ما ان امسكته حتى اعلنت السكرتيرة ان الزبونه صاحبة الموعد قد وصلت تمتم يا الهي الم يحلو لك الغياب الا اليوم يا لك من شريك سيئ بصوته الجهوري قال ادخليها دقائق كنت منكبا على اوراق الهندسية دون انذار احاطتني نفحة من تلك الرائحة عبقت بأنفاسي وجعلت عيوني تجحظ وانا اتمتم امعقول اني بالحلم مازلت ارتعشت اناملي فوضعت القلم اقرب للهمس اخترق قلبي قبل اذني صباح الخير استاذي رفعت عيني فكانت هي الفتاة بأحلامي نفس الشفاه ونفس العيون نفس الانف ولون البشرة قربت اناملي من ذراعي وقرصت نفسي علي استيقظ علي استوعب لكنه لم يكن حلما وكانت هي
نظرت لها برويه احاول ان اقارن التفاصيل كانت ترتدي تنوره قصيرة وقميص بلون كرزي وحذاء بكعب عال مفتوح قليلا من الامام قلت لها تفضلي بالجلوس سيدتي همست انسة استاذي اشكرك
جلست بكل سلطنة الى الكرسي وضعت ساق على الاخرى وسألتني ايمكن ان ادخن
هززت رأسي بلا مانع
اخرجت علبة سجائرها كانت ذهبية اللون اخرجت واحده ووضعتها بين شفاهها واشعلتها واكملت انا هنا استاذي لأني سمعت عن مكتبكم الكثير الكثير لدي غرفة بمنزلي الجديد احتاج لاعادة هيكلتها بوقت قصير
اجبتها وانا اقف وامشي اتجاهها
بالتأكيد ما رأيك ان تأخذيني اليها الان ،كنت تواقا فقط لأرى منزلها اكذب انا اربد ان تلتصق رائحتها بي اطول مدة اجابتني حسنا ونهضت كانت لها ساقان طويلتان ومتناسقان مع ماترتدي قالت هيا بنا سبقتني وعبرت المكتب ارتدت نظارتها وانا اسير ورائها وريح عطرها يلفني
يفتنني بلا تفكير يجعلني فتحت سيارتها وقالت اتريد الركوب معي ام لديك سيارتك كيف لا اغتنم فرصة بقائي بجانبها قلت لها لا سأتي معك هزت رأسها وشعرها يتمايل بجوانب رأسها اعطا هذا منظرا كتمثال الحرية كالشمس المشعة صعدت وصعدت هي ما ان جعلت سيارتها تعمل صدح المسجل لديها بأغنية لسنيترا
التفتت الي وقالت هل تزعجك الموسيقى كان فمها يرسم دوائر كما السمك داخل الحوض قلت لا انتقاؤك رائع
بعد ثلث ساعة وصلنا وترجلنا من السيارة هذه كانت اجمل رحلة عشتها بحياتي كنت فقط اتجول بمحيطها اللذيذ اشبع حواسي من رائحتها وجمال وجهها من عينيها ومن انحنائتها على المقود ترجلت لاحقا بها الى داخل بيتها كان رائعا بكل تفصيل كانت تملك ذوقا يفوق الوصف اخذتني الى الغرفة التي تريد ترتيبها وتنظيمها قلت لها حسنا سأفعل ماتريدين بل اكثر اقتربت مني جدا واخرجت المفتاح ووضعته بيدي وهي تهمس شكرا لك
ابتعدت وسارت الى الخارج لتركب سيارتها وتنطلق امسكت بهاتفها لقد نسيته على المنضدة عندما دخلنا
بحثت به الى ان وجدت رقم هاتفها استخدمت هاتفي ورنننت علها صوتها من الناحية الاخرى ساحر لم اتمالك نفسي من التنهيد تنهدت وزفرت وقلت لها نسيت هاتفك
صدرت منها اووه جعلت قلبي يرتطم ارضا لشدة الانفعال
قالت الان سأعود لآخذه شكرا لك وبالفعل جاءت لم افعل ما سأفعل انا فقط سأخبرها بالحلم وبكل التفاصيل انها فرصتي
وصلت وترجلت من السيارة وتوجهت الى المنزل على عجل ما ان دخلت حتى اغلقت الباب وبدأت بالحديث والاقتراب منها الى ان وصلت اليها ودون انذار قامت بدفعي واعتذرت عما بدر منها ولكن لشدة الدفع سقطت ارضا واستيقظت لاجد نفسي في فراشي وهي تجلس جانبي وتمسك بيدي اقتربت مني وهمست كله حلم لايوجد كرز في هذا الزمهرير ورائحتي اقتربت مني وانا على الارض وهمست عطري لا يتغير
واختفت ايقنت انني لن اراها مجددا فجائني همسها بأذني وهي تنفث انفاسها الحارة باذني سأعود غدا مساء كن حاضرا لنكون معا
واستيقظت....كان مجرد حلم ارتديت ملابسي وتوجهت الى مكتبي وبدأت العمل جاءت السكرتيرة الي لتخبرني هناك انسة تنتظرك سيدي امتعضت ورضخت وقلت ادخليها دخلت بصوت حذائها تنقر الارض بلطف همست انا هنا لاقدم على الوظيفة المنشورة بالجريدة لفحني صوتها كسياط من نار وريحها جعلني اقف كانت هي لكن هذه المرة ترتدي بلوزه بيضاء وبنطال جينز ازرق ابتسمت وانا اقول لها الوظيفة لك ناولتني اوراقها نظرت اليها كان اسمها ببداية الورقة كرز ابتسمت لها وقلت سعيد بانضمامك لطاقمنا انسة كرز انا مديرك بيروت ابتسمت وتقدمت وصافحتها ابتسمت لها مجددا وهمست اتعلمين ان مكتبنا يدعى كرز بيروت مالت للامام وابتسمت اعلم
يابيروت اعلم ذلك .....
..........النهاية.....