جان دارك ௮
Well-Known Member
أكل المكياج
نرى في يومياتنا الكثير من المشاهد والصور، نتفاعل معها ونتأثر بها، وتكون ردات أفعالنا تجاهها مختلفة ومتباينة، وربما متناغمة ومتشابهة، وذلك بناءً على نوعية تلك المشاهد وبحسب العناصر التي شكلت الصور، واختلاف صفاتنا وثقافاتنا وطبيعتنا وخبراتنا تكون لها اليد الطولى في فكرنا الناقد؛ ليصدر حكمه بالقبول أو الرفض أو الحيادية لما شاهدناه، وقد يكون الرفض فقط هو حكمنا حيث لا مجال للقبول أو الحيادية إن وقعت تلك المشاهدات والصور في منطقة شاذة لم تألفها عيوننا ولم يتعودها فكرنا، حينها يكون العقل الجمعي مسيطرًا ومهيمنًا وفي اتجاه واحد، وتكون النظرة أحاديةً والحكم وحيد، ولا مكان للاختلاف أو التنازع.
مشهد ”أكل المكياج“ من المشاهد التي تنضوي تحت عنوان المشاهد الشاذة، فالسواد الأعظم من بني البشر - إلا من شذ منهم - لا يقبل ذلك المشهد، ولا يسمح لنفسه أو للآخرين بفتح المجال للنقاش حوله، حيث يبقى من الأمور المردودة وغير المرضية عندهم، ولكن ماذا لو حولنا أكل المكياج من أكل مادي إلى أكل معنوي، فهل سيتغير حكمهم عليه؟ وهل سينتقل من خانة الرفض إلى خانة القبول؟
عندما تضع المرأة المكياج على وجهها، فهي تأمل من ذلك إضفاء مسحة جمالية خارجية، ولا تعدو كونها خارجية فقط فهي تطال الشكل والمظهر دون الولوج إلى جمال الداخل، ولو أنها فكرت أن تأكل المكياج محاولة منها لإجراء عملية تجميلية للداخل فلن تستطيع إلى ذلك سبيلا، وستجوب سيارة الإسعاف ذلك المكان بحثًا عمن قامت بتلك العملية الانتحارية؛ لإنقاذ حياتها.
إن تجميل الداخل لا يحتاج إلى هذا النوع من المكياج، تجميل الداخل يتطلب تغيير الفكر وترويض النفس وتهذيب السلوك واكتساب الأخلاق والفضائل الحسنة، وكل ذلك لا تنجح معه تلك المساحيق التجميلية.
علينا ألا ننخدع بجمال صورتنا من الخارج مهما بذلنا فيها من أموال ووقت، فهي لا تعدو كونها قشورًا وتأثيرها سيكون على السطح فقط ولا يمكن لها أن تصل إلى اللب وجمال الصورة من الداخل.
مشهد الإنسان سواءً أكان ذكرًا أم أنثى، وهو يعيش مشغولا بصورته الخارجية ليس إلا، في جسمه ووجه وبشرته وشعره، ويدفع مبالغ طائلة كي يظهر بأفضل مظهر وأجمل صورة، في المقابل فإنه لا يبذل نفس الوقت والجهد والمال في تجميل صورته الداخلية، ولا يصرف حتى ربع الاهتمام الذي يوجّهه إلى مظهره الخارجي، كل ذلك يرسم لنا الكثير من علامات الاستفهام، والتي لا تكون الإجابة عنها بالتنظير أو الكلام الانفعالي، وإنما بالعمل والأفعال، وبحجم التغيير الإيجابي لصورتنا الداخلية يكون حجم نجاحنا.
إن جمال الفراشة والطاووس لن يسعفهما قط إذا لم يكن فكرهما ناضحاً مدركاً، وحديثهما مستطاب فاخر، وتعاملهما حسن أنيق وسلوكهما متزن رزين.
نرى في يومياتنا الكثير من المشاهد والصور، نتفاعل معها ونتأثر بها، وتكون ردات أفعالنا تجاهها مختلفة ومتباينة، وربما متناغمة ومتشابهة، وذلك بناءً على نوعية تلك المشاهد وبحسب العناصر التي شكلت الصور، واختلاف صفاتنا وثقافاتنا وطبيعتنا وخبراتنا تكون لها اليد الطولى في فكرنا الناقد؛ ليصدر حكمه بالقبول أو الرفض أو الحيادية لما شاهدناه، وقد يكون الرفض فقط هو حكمنا حيث لا مجال للقبول أو الحيادية إن وقعت تلك المشاهدات والصور في منطقة شاذة لم تألفها عيوننا ولم يتعودها فكرنا، حينها يكون العقل الجمعي مسيطرًا ومهيمنًا وفي اتجاه واحد، وتكون النظرة أحاديةً والحكم وحيد، ولا مكان للاختلاف أو التنازع.
مشهد ”أكل المكياج“ من المشاهد التي تنضوي تحت عنوان المشاهد الشاذة، فالسواد الأعظم من بني البشر - إلا من شذ منهم - لا يقبل ذلك المشهد، ولا يسمح لنفسه أو للآخرين بفتح المجال للنقاش حوله، حيث يبقى من الأمور المردودة وغير المرضية عندهم، ولكن ماذا لو حولنا أكل المكياج من أكل مادي إلى أكل معنوي، فهل سيتغير حكمهم عليه؟ وهل سينتقل من خانة الرفض إلى خانة القبول؟
عندما تضع المرأة المكياج على وجهها، فهي تأمل من ذلك إضفاء مسحة جمالية خارجية، ولا تعدو كونها خارجية فقط فهي تطال الشكل والمظهر دون الولوج إلى جمال الداخل، ولو أنها فكرت أن تأكل المكياج محاولة منها لإجراء عملية تجميلية للداخل فلن تستطيع إلى ذلك سبيلا، وستجوب سيارة الإسعاف ذلك المكان بحثًا عمن قامت بتلك العملية الانتحارية؛ لإنقاذ حياتها.
إن تجميل الداخل لا يحتاج إلى هذا النوع من المكياج، تجميل الداخل يتطلب تغيير الفكر وترويض النفس وتهذيب السلوك واكتساب الأخلاق والفضائل الحسنة، وكل ذلك لا تنجح معه تلك المساحيق التجميلية.
علينا ألا ننخدع بجمال صورتنا من الخارج مهما بذلنا فيها من أموال ووقت، فهي لا تعدو كونها قشورًا وتأثيرها سيكون على السطح فقط ولا يمكن لها أن تصل إلى اللب وجمال الصورة من الداخل.
مشهد الإنسان سواءً أكان ذكرًا أم أنثى، وهو يعيش مشغولا بصورته الخارجية ليس إلا، في جسمه ووجه وبشرته وشعره، ويدفع مبالغ طائلة كي يظهر بأفضل مظهر وأجمل صورة، في المقابل فإنه لا يبذل نفس الوقت والجهد والمال في تجميل صورته الداخلية، ولا يصرف حتى ربع الاهتمام الذي يوجّهه إلى مظهره الخارجي، كل ذلك يرسم لنا الكثير من علامات الاستفهام، والتي لا تكون الإجابة عنها بالتنظير أو الكلام الانفعالي، وإنما بالعمل والأفعال، وبحجم التغيير الإيجابي لصورتنا الداخلية يكون حجم نجاحنا.
إن جمال الفراشة والطاووس لن يسعفهما قط إذا لم يكن فكرهما ناضحاً مدركاً، وحديثهما مستطاب فاخر، وتعاملهما حسن أنيق وسلوكهما متزن رزين.