مـرايا

منذ أن بدأتُ أشعر بالأمل حيال العودة الى المنزل لم أنم البتَّة
طال إنتظار وتصريح الخروج، وفي المطار وسط حشد من الوافدين ينتظرون بحقائب كبيرة مليئة بالعطور و أجهزة تسجيل، وأجهزة تلفاز ستكون "ساينو" وإبنتي في إنتظاري
كل ما في جعبتي لأعطيهم إياه هو الوقت المتبقي من عمري.

وفي رواية أخرى تمنينا نموت بغير تعذيب، مع كل هذا
يمكن بالعمر ينفتح مرة الباب، حيث تجدني نخلة حزينة
هناك واگف بس الك.

يملك الاخطبوط ثماني ايدٍ والكثير من الحبر لكنه يعجز عن الكتابة يا درة ، مؤخرا اشعر انني اصبحت اخطبوطا

صحوت في ساعة متأخرة صباح اليوم وأدركت حتى قبل أن أفكر في الموضوع أن الصيف انتهى في يوم واحد!
أدركت أيضا أنني لن استطيع كتابة رسالة أخرى إلى المرأة التي اكرهها، ونسيتها.. دون أن أنسى أنني لا أزال اكرهها.
لا أدري؟
يبدو أننا بعد مضي وقت ما لا نستطيع أن نجزم ما الجزء المتحقق من حياتنا، وما الجزء الذي لم يكن سوى أحلامنا المخذولة!
لا يهم..
ثمة أشياء كثيرة تقع خارج حدود فهمنا، وليس من قبيل المصادفة أن الطبيعة البشرية تحاول دائما العثور على مفاتيح الإيقاع الصحيح في الأشياء.

بعضنا لا يصغي إلا للمزاج الذي يتلقاه من طبيعته وأنا طبيعتي برية.
لذلك..
أنا..
سيّء العشرة على الدوام
مهارتي الوحيدة أنني مدمن تدخين
يعرف جيداً كيف يمارس لعبة قتل الوقت
عبر إحراق المزيد من السجائر
أعرف أيضا كيف أسقط فريسة للذكريات.
والحاصل:
لطالما كان التدخين بالنسبة لي وسيلة لاطيل عمر لحظة ما... بيني وبينك.
استمهلها قليلا قبل أن تمضي.. حتى أقول:
ما أجملك!
أو كم أنا تعيس من دونك؛
أو كم أنا غاضب منك؛
أو أنني مرهق جدا؛
ولا أريد لهذه الحكاية أن تنتهي الآن!!

ذكرتك يا عشرتيام تفاحات
عشرة بكل حياتي.. وصارن اسراري.

* عريان السيد خلف

@شَمَّـمْ🤍

الفاضلة المفضلة
عزيزتي شمم ،
أن هناك حديثاً بيننا لا ينقطع أبداً
منذ أن كانت الأحلام والطموحات بعيدة المنال عن مصطفى
وحتى أصبحت واقعاً أعيشه وأحدثكِ به .
...
عرفتك منذ أن كنتُ ولداً شقياً
يتلاعب بالساعات والاوقات الفائضة عن حاجته
غير مكترث بهدرها والإسراف فيها
واليوم كرجل بهندام نظيف ودموع
أنظف
يحاول جاهداً سرقة ساعة فراغ يستعيد بها أنفاسه ،
هذه السنوات
علمتني أن أكتب رسالة إنتحار كل ليلة
وأستيقظ غداً
أعيد قرائتها وأتأملها وأنا أعد فنجان قهوة
قبل أن أشرع بمهامي اليومية ،
تعلمين كل العلم
أن للحزن مساحة أكبر من الخوف
وأن الخوف ما هو إلا لحظات تنعكس على سنين كثيرة
وأنا أعاملك كمن يتعامل مع النسخة الأصلية المحفوظة
من نفسه وذاته يعود إليها كلما أخطأ في قرار او تصرف ،
تصححين وتضعين الحركات بشكل أدق وأكثر واقعية
على كل جملة ينطقها او يكتب مصطفى حروفها ،
تعرفين جيداً بأن مرّ الخذلان يذاق ولا يوصف
وتعرفين أن تلك الخسارة الكبيرة في حياتي
عظيمة للحد الذي يجعل الحياة مجبرة على الأعتذار مني
وتعويضي ولو بجزء من تحقيق أحلامي ، كتعويض رمزي
يقال أننا نموث مرتين ،
مرة حين تلفظ أنفاسنا الأخيرة

ومرة حين ينطق آخر شخص تعرفينه أسمنا ،
أما عن مصطفى فأنني أعلم تمام العلم
بأن ربح السنوات الثلاث الأخيرة
يمكن أن أختصره في تلك اللحظات التي كنت أحاول فيها
أن اكتب رسالة شكوى إليك مما يحدث لي
فأجدك قد سبقتيني برسالتك العظيمة المعتادة :
شلونك ، أنت زين ؟ "
" آني زين ، بس الأيام مو زينة ،

اشكو الوجوه التي مرت وبذاكرتي
اانا المرايا التي ما فارقت سجنا

أرى ما يتطلبه المرء
ليشق طريقه في هذا العالم
هو أن يمتهن النفاق ويبتعد عن ذاته في أخرى مغترباً
شأن ممثلٍ يجيد لغة المسرح في أطر النص حصراً
ذاك هو شأن العالم
فالحقيقة مُبغَضَة وأبنائها منفيين
وأنه سيكون كلُ شيء سوى نفسه، فقد يكون ظلاً
لإرادة قس أو طموح سيد
تأسرهُ أوهام رجل وتغرر بهِ أحلام آخر ينعى مقعداً مفقوداً
في فلورنسا من يدري،

هذا العالم قد فارق الحياة ولا يغرنك جرَييانه بعنف
فالتيارات العارمة تجري لكنها لا تعلم لأين! وأين تستقر
ولا تملك في ذلك إرادة
قد تراها تتمتع بالقوة وهي تجرف كل ما يعترض طريقها
لكنني أؤوكد لك أن كل ما تحمله وتقلهُ لمكانٍ آخر
ليس فيه من الحياة شيء
وهي ليست كذلك مع الأشياء التي لا تزل تدُب بها الحياة
وتنبض بين جوانبها الإرادة، كـ غزة مثلاً،

صديقة لا أعرفها جيدا، تركت لي رسالة عبر تطبيق الماسنجر تسألني: لو أن الناس مجرد كلمات، وأن عبارة أو كلمة واحدة تكفي لتصف شخصاً أو قصة. فما هي الكلمة أو العبارة التي تصف بها نفسك أو قصتك؟
فلم أجد شيئا أقوله غير تلك الجملة التي احفظها لا أدري من أين "في النهاية لست سوى تصميم لإنسان يُدخّن"