الثلج هو تلك اللمسة الباردة التي تلامس القلب فتوقظ داخله مشاعر دفينة. إنه الأبيض الذي يغمر الأرض، كما تغمر المشاعر الحقيقية أرواحنا. تحت وهج الثلج، يصبح العالم أنقى، كأنما يغتسل من كل ما شاب صفحته.
عندما تتساقط حبات الثلج، أسمع همسات السماء تهدهد الأرض بلطف، كأنها تخبرنا أن هناك جمالًا في البرودة، وسكينة في السكون. تشبه المشاعر في عمقها، لكنها تحمل قوة قادرة على تغيير كل شيء، تمامًا كما يُغير الثلج ملامح الأرض في لحظات.
الثلج يوقظ فينا الحنين، ربما إلى ذكريات قديمة، أو ربما إلى دفء لمسة أحببناها يومًا. تحت سقف السماء البيضاء، نشعر بأن أرواحنا تتجدد، ونكتشف أن المشاعر الصادقة لا تحتاج إلى ألوان زاهية، بل يكفيها نقاء الثلج لتظهر بكل بهائها.
- هناك أناس يمرون بانكسارات لا يراها أحد، يقاتلون في صمت، ينهضون دون تصفيق، ويكملون فقط لأن الحياة لا تتوقف ، أن تنهزم وتعيد بناء نفسك دون أن يلحظك أحد، بل وأحيانًا دون أن تدرك أنت حجم ما مررت به، هو في حد ذاته نوع من القوة، لكنه أيضًا شكل من أشكال الوحدة القاسية.
الإنسان ليس آلة، يحتاج إلى لحظة اعتراف، إلى من يقول له “أنا أراك، وأشعر بك”، لكن في كثير من الأحيان لا يجد ذلك، فيتعلم أن يكون سنده نفسه.
وهذه أعظم الانتصارات، لكنها أيضًا من أثقلها على القلب.
في العلاقات الجديدة، الحكمة تكمن في التوازن ، لا تمنح ثقتك بسرعة، ولا تفتح كل أوراقك منذ البداية ، حافظ على مساحة خاصة بك، راقب، وقيّم بهدوء، فليس كل من يقترب يستحق أن يعرف أعماقك. العلاقات كالأرض، تحتاج إلى وقت لتعرف إن كانت خصبة أم قاحلة ، لا تدخل بكل قوتك منذ اللحظة الأولى، ولا تتسرع في الفضفضة، فبعض الكلمات إذا خرجت لا تعود.
كن ثقيلًا في البدايات، خفيفًا على قلبك، وانتقِ من يستحق أن يكون قريبًا منك بحكمة لا بعاطفة متسرعة.
- صحتك تتأثر إذا اضطررت يوماً بعد يوم أن تقول عكس ما تحس ، أن تنحني أمام ما تكره ، أن تفرح بما لا يجلب لك إلا الشؤم ، جهازنا العصبي ليس خرافة ، إنه جزء من جسدنا ، و روحنا توجد في مكان ما داخلنا ، كالأسنان في فمنا لا يمكن التعدي عليها بإستمرار دون عقاب .
يرى مؤسس علم النفس "سيغموند فرويد": أننا نُهمل كم هائل من إيجابيات شخص مُعيّن حين نرى ناحية سلبية واحدة فيه، لذلك قال عبارته الشهيرة: "نحن كائنات إلغاء".