ابو مناف البصري
المالكي
أما إذا كان سؤال الاخ : لماذا الأئمة من ذرية الحسين وليس الحسن؟
الجواب على قسمين :
١- الجواب النقضي:
لماذا اختار الله تعالى أن يكون الأنبياء من ذرية النبي هارون (عليه السلام) دون ذرية أخيه النبي موسى (عليه السلام) مع أن موسى كان أفضل منه؟
لماذا فضل الله تعالى إسماعيل على إسحاق، فجعل من ذرية اسماعيل سيد الكائنات ، وأفضل الخلق محمداً ، ولم يجعله في ذرية إسحاق ، مع أن كثيراً من الأنبياء كانوا من إسحاق باستثناء نبينا الأعظم « صلى الله عليه وآله » وآبائه « عليهم السلام »؟
ولماذا النبوة في ذرية يعقوب كانت في واحد من أولاده الاثني عشر ،(يوسف) دون سائر أولاده؟ ولماذا أصبحت الأنبياء من ذرية بنيامين بدلاً من يوسف وهو أفضل منه؟
2- الجواب الحلي :
إن النسب وإن كان له قيمة ، ولكنه ليس هو الميزان والمعيار في استحقاق الإمامة ، بل المعيار هو الاختيار الإلهي فإن كان لديكم اعتراض وسؤال على ذلك ، فلا يتوجه إلى الشيعة ، بل هو اعتراض على الله سبحانه َ حيث حسم الأمر في آية مباركة تقول : ﴿ ... اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ... ﴾ .
إن مسألة اختيار الأئمة المعصومين (عليهم السلام) موكولة لله سبحانه وتعالى وحده، والله لا يُسأل عما يفعل، وكما أن الله تعالى اختار أن يكون الأنبياء من ذرية هارون (عليه السلام) دون ذرية أخيه موسى (عليه السلام) مع أن موسى كان أفضل منه؛ كذلك اختار الله سبحانه وتعالى أن يكون الأئمة من ذرية الحسين (عليه السلام) دون ذرية أخيه الحسن (عليه السلام) مع أنه كان أفضل منه.
وهي الاختيار يرجع إلى معرفة الله تعالى بالمستحقين لهذا الاصطفاء الإلهي منذ ما قبل الخلقة، كما أنه يرجع إلى حكمة ومصلحة، فالحكمة والمصلحة هي أن يكون الأئمة من أبناء الحسين (عليه السلام) فهم المستحقين والمؤهلين لذلك وليس أبناء الحسن (عليه السلام) مع أنهم كانوا مؤمنين أتقياء مجاهدين، لكن ما كانوا أبدا في مستوى الأئمة المعصومين عليهم السلام.
علما أن الروايات الشريفة أوضحت أن جعل الإمامة في ذرية الحسين (عليه السلام) جاء تعويضا عن شهادته وتضحيته بنفسه في سبيل الله تعالى.
-عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام الحسن أفضل أم الحسين؟
فقال
الحسن أفضل من الحسين)
قلت: فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟
فقال: (إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة، كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامة؟ وإن الله عز وجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وإن كان موسى أفضل من هارون) . (بحار الأنوار ج25 ص249).
- وعن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام قلت له: لاي علة صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلام؟
قال: (لان الله عزوجل جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن والله لا يُسأل عما يفعل) . (بحار الأنوار ج25 ص260).
- وقال الإمام الصادق (عليه السلام) إن الله تعالى عوض الحسين (عليه السلام) من قتله أن جعل الإمامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره، ولا تعد أيام زائره جائياً ولا راجعاً من عمره. (تأويل الآيات: ص598).
-وعن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال: «سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام قلت له: لأي علة صارت الإمامة في وُلد الحسين دون وُلد الحسن عليهما السلام؟
قال
لأن الله عز وجل جعلها في وُلد الحسين، ولم يجعلها في ولد الحسن، والله لا يُسأل عما يفعل) . (عيون الأخبار للصدوق ص236)
-وما ورد في جواب الإمام الصادق (عليه السلام) لأبي بصير من أن الآية: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً )) (الاحزاب:33) نزلت في أصحاب الكساء ، فبعد علي (عليه السلام) كان الحسن (عليه السلام) لأنه من أصحاب الكساء ، وبعد الحسن (عليه السلام) كان الحسين (عليه السلام) لأنه منهم، ولو أراد الحسن (عليه السلام) أن يجعلها في ولده وما كان ليفعل ، لقال له الحسين (عليه السلام) لقد أنزل الله في كما أنزل فيك أي آية التطهير، وأما بعد شهادة الحسين (عليه السلام) فلم يكن أحد يدعي مثل ما يدعي الحسن والحسين (عليهما السلام) بأنهم من أصحاب الكساء، فجرى قول الله عز وجل في أولاد الحسين (عليه السلام): (( وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أَولَى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ )) (الانفال:75)، فكانت الإمامة في علي بن الحسين (عليه السلام) وبعده في محمد بن علي، وهكذا إلى الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
(الكافي 1 : 286 ح1).
الجواب على قسمين :
١- الجواب النقضي:
لماذا اختار الله تعالى أن يكون الأنبياء من ذرية النبي هارون (عليه السلام) دون ذرية أخيه النبي موسى (عليه السلام) مع أن موسى كان أفضل منه؟
لماذا فضل الله تعالى إسماعيل على إسحاق، فجعل من ذرية اسماعيل سيد الكائنات ، وأفضل الخلق محمداً ، ولم يجعله في ذرية إسحاق ، مع أن كثيراً من الأنبياء كانوا من إسحاق باستثناء نبينا الأعظم « صلى الله عليه وآله » وآبائه « عليهم السلام »؟
ولماذا النبوة في ذرية يعقوب كانت في واحد من أولاده الاثني عشر ،(يوسف) دون سائر أولاده؟ ولماذا أصبحت الأنبياء من ذرية بنيامين بدلاً من يوسف وهو أفضل منه؟
2- الجواب الحلي :
إن النسب وإن كان له قيمة ، ولكنه ليس هو الميزان والمعيار في استحقاق الإمامة ، بل المعيار هو الاختيار الإلهي فإن كان لديكم اعتراض وسؤال على ذلك ، فلا يتوجه إلى الشيعة ، بل هو اعتراض على الله سبحانه َ حيث حسم الأمر في آية مباركة تقول : ﴿ ... اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ... ﴾ .
إن مسألة اختيار الأئمة المعصومين (عليهم السلام) موكولة لله سبحانه وتعالى وحده، والله لا يُسأل عما يفعل، وكما أن الله تعالى اختار أن يكون الأنبياء من ذرية هارون (عليه السلام) دون ذرية أخيه موسى (عليه السلام) مع أن موسى كان أفضل منه؛ كذلك اختار الله سبحانه وتعالى أن يكون الأئمة من ذرية الحسين (عليه السلام) دون ذرية أخيه الحسن (عليه السلام) مع أنه كان أفضل منه.
وهي الاختيار يرجع إلى معرفة الله تعالى بالمستحقين لهذا الاصطفاء الإلهي منذ ما قبل الخلقة، كما أنه يرجع إلى حكمة ومصلحة، فالحكمة والمصلحة هي أن يكون الأئمة من أبناء الحسين (عليه السلام) فهم المستحقين والمؤهلين لذلك وليس أبناء الحسن (عليه السلام) مع أنهم كانوا مؤمنين أتقياء مجاهدين، لكن ما كانوا أبدا في مستوى الأئمة المعصومين عليهم السلام.
علما أن الروايات الشريفة أوضحت أن جعل الإمامة في ذرية الحسين (عليه السلام) جاء تعويضا عن شهادته وتضحيته بنفسه في سبيل الله تعالى.
-عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام الحسن أفضل أم الحسين؟
فقال
قلت: فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟
فقال: (إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة، كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامة؟ وإن الله عز وجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وإن كان موسى أفضل من هارون) . (بحار الأنوار ج25 ص249).
- وعن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام قلت له: لاي علة صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلام؟
قال: (لان الله عزوجل جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن والله لا يُسأل عما يفعل) . (بحار الأنوار ج25 ص260).
- وقال الإمام الصادق (عليه السلام) إن الله تعالى عوض الحسين (عليه السلام) من قتله أن جعل الإمامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره، ولا تعد أيام زائره جائياً ولا راجعاً من عمره. (تأويل الآيات: ص598).
-وعن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال: «سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام قلت له: لأي علة صارت الإمامة في وُلد الحسين دون وُلد الحسن عليهما السلام؟
قال
-وما ورد في جواب الإمام الصادق (عليه السلام) لأبي بصير من أن الآية: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً )) (الاحزاب:33) نزلت في أصحاب الكساء ، فبعد علي (عليه السلام) كان الحسن (عليه السلام) لأنه من أصحاب الكساء ، وبعد الحسن (عليه السلام) كان الحسين (عليه السلام) لأنه منهم، ولو أراد الحسن (عليه السلام) أن يجعلها في ولده وما كان ليفعل ، لقال له الحسين (عليه السلام) لقد أنزل الله في كما أنزل فيك أي آية التطهير، وأما بعد شهادة الحسين (عليه السلام) فلم يكن أحد يدعي مثل ما يدعي الحسن والحسين (عليهما السلام) بأنهم من أصحاب الكساء، فجرى قول الله عز وجل في أولاد الحسين (عليه السلام): (( وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أَولَى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ )) (الانفال:75)، فكانت الإمامة في علي بن الحسين (عليه السلام) وبعده في محمد بن علي، وهكذا إلى الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
(الكافي 1 : 286 ح1).