ابو مناف البصري
المالكي

لا يخفى ما فعله الجيش الأموي بعيال الحسين (عليه السلام) من سبيهم من بلد إلى آخر وصورت السيدة زينب الكبرى فيما روي عنها هذا السبي والأسر قائلة: (أظننت يا يزيد أنه حين أْخذ علينا بأطراف الأرض وأكناف السماء، فأصبحنا نُساق كما يُساق الأُسارى: أن بنا هواناً على الله وبك كرامة…) [موسوعة التأريخ الإسلامي ج ٦ ص ٢٠٦] وكذلك: (قُتل خيرُنا، وسُقنا كما تُساق الأنعام! وحُملنا على الأقتاب) [المصدر السابق ص ٢٢٥].
ومع تلك الجرائم التي أرتكبها الأمويون في كربلاء وما جرى بعدها من مآسي السبي والشماتة،
فلما ثار أهل المدينة على الأمويين قبل حادثة الحرة وتأهب أهل المدينة لإخراج الأمويين فخاف مروان بن الحكم الأموي على حريمه فأراد أحد من الناس يغيب حريمه عنده فذهبوا إلى عبد الله بن عمر الذي كان متوجهًا من المدينة إلى مكة وطلبوا منه أن يجعل حريم آل أمية مع حريمه فرفض خوفاً من أهل المدينة!
وبعد امتناع بن عمر لجأوا إلى الإمام علي بن الحسين الإمام السجاد (عليه السلام) الذي هو عدوهم وهم اعداؤه فجعل حرم آل أمية مع حرمه وأخرجهم إلى ينبع فكان مروان شاكراً لزين العباد هذا الفضل [موسوعة التأريخ الإسلامي ج ٦ ص ٢٣٩].