عبدالله الجميلي
Well-Known Member
- إنضم
- 30 يونيو 2017
- المشاركات
- 1,875
- مستوى التفاعل
- 977
- النقاط
- 115
قلب واحد
جلس سامي على شرفة منزله، يحدّق في الأفق البعيد، بينما أفكاره تتقاذف بين قلبه وعقله. كان متزوجًا منذ خمسة عشر عامًا من رنا، امرأة صالحة، شريكة حياته وأم أولاده، لكنه لم يكن سعيدًا كما كان يتوقع. لم يكن الحب الذي جمعهما يومًا حقيقيًا، بل كان زواجًا تقليديًا رتّبته العائلة، ومع مرور السنين، باتت العلاقة بينهما أكثر برودًا، حتى أصبحت أشبه بروتين مملّ.
لكن نجلاء... كانت شيئًا آخر.
التقى بها صدفةً في أحد المؤتمرات، وكانت تعمل صحفية جريئة، ذكية وحنونة في آنٍ واحد. أحس معها بما لم يشعر به من قبل؛ حياةً نابضةً، حديثًا دافئًا، وشعورًا حقيقيًا بالسعادة. بادلته المشاعر، لكنه كان صريحًا منذ البداية: "أنا رجل متزوج".
أحبته نجلاء، لكنها لم تستطع تجاوز تلك الحقيقة. كلما فتح معها موضوع الزواج، أغلقت الباب برفق، قائلة:
— "سامي، أنا أحبك، لكنني لا أستطيع أن أكون السبب في هدم بيتك، ولا أن أعيش زوجةً ثانيةً في حياة رجل قلبه منقسم بين امرأتين. لا أريد أن أكون ظلًا، أريد رجلاً يكون لي وحدي، كما أكون له وحده."
حاول سامي مرارًا إقناعها:
— "أنا لم أشعر بالحب إلا معك، أنتِ من تمنحني السعادة، وزواجي السابق مجرد التزام فرضته الحياة."
لكنها كانت ثابتةً في قرارها، رغم دموعها التي كانت تخبره أنها تتمنى لو كانت الظروف مختلفة.
في إحدى الليالي، جلس معها في مقهى هادئ، وهو يدرك أنها ربما تكون آخر مرة يراها فيها. نظر في عينيها وقال بصوت متهدج:
— "ألا يوجد أمل؟"
أمسكت بيده برفق وقالت بحزن:
— "الأمل الوحيد هو أن تكون سعيدًا، حتى لو لم يكن معي. ابحث عن سعادتك، لكن دون أن تظلم أحدًا، لا زوجتك ولا أولادك ولا حتى نفسك."
يتبع
بقلم محمد الخضيري الجميلي
جلس سامي على شرفة منزله، يحدّق في الأفق البعيد، بينما أفكاره تتقاذف بين قلبه وعقله. كان متزوجًا منذ خمسة عشر عامًا من رنا، امرأة صالحة، شريكة حياته وأم أولاده، لكنه لم يكن سعيدًا كما كان يتوقع. لم يكن الحب الذي جمعهما يومًا حقيقيًا، بل كان زواجًا تقليديًا رتّبته العائلة، ومع مرور السنين، باتت العلاقة بينهما أكثر برودًا، حتى أصبحت أشبه بروتين مملّ.
لكن نجلاء... كانت شيئًا آخر.
التقى بها صدفةً في أحد المؤتمرات، وكانت تعمل صحفية جريئة، ذكية وحنونة في آنٍ واحد. أحس معها بما لم يشعر به من قبل؛ حياةً نابضةً، حديثًا دافئًا، وشعورًا حقيقيًا بالسعادة. بادلته المشاعر، لكنه كان صريحًا منذ البداية: "أنا رجل متزوج".
أحبته نجلاء، لكنها لم تستطع تجاوز تلك الحقيقة. كلما فتح معها موضوع الزواج، أغلقت الباب برفق، قائلة:
— "سامي، أنا أحبك، لكنني لا أستطيع أن أكون السبب في هدم بيتك، ولا أن أعيش زوجةً ثانيةً في حياة رجل قلبه منقسم بين امرأتين. لا أريد أن أكون ظلًا، أريد رجلاً يكون لي وحدي، كما أكون له وحده."
حاول سامي مرارًا إقناعها:
— "أنا لم أشعر بالحب إلا معك، أنتِ من تمنحني السعادة، وزواجي السابق مجرد التزام فرضته الحياة."
لكنها كانت ثابتةً في قرارها، رغم دموعها التي كانت تخبره أنها تتمنى لو كانت الظروف مختلفة.
في إحدى الليالي، جلس معها في مقهى هادئ، وهو يدرك أنها ربما تكون آخر مرة يراها فيها. نظر في عينيها وقال بصوت متهدج:
— "ألا يوجد أمل؟"
أمسكت بيده برفق وقالت بحزن:
— "الأمل الوحيد هو أن تكون سعيدًا، حتى لو لم يكن معي. ابحث عن سعادتك، لكن دون أن تظلم أحدًا، لا زوجتك ولا أولادك ولا حتى نفسك."
يتبع
بقلم محمد الخضيري الجميلي