العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ

مرت فلم أرى منها إلا ما يُشم
سمراء تُحجل بشمسها الظلم
كأنياتِ ملئن بماءٍ والماء ذهب
رمت أمساكها وهل يمسك الحلم
وأخذ الظمأ مني ، قلت أسقيني
أنا بنت لا أجارى و أسقي الحمم
قلت يا أبنة الاوهام هذا أنا
بين الجوانح نارُكِ بي تُضرمُ
وعلى المُقلِ غفت بكل الانوثةِ
وأغنية كل آنٍ لها وبألف نغم
أنا الجنوب بسيابهِ والشباب
وأنا للقاصدين أكون من خدم
بين شتات الغربة أجمع ألمي
وأري ألقاصد ضحكي وبي ألم
والجرح بنزفه يكون أهونُ
فكيف إذ كان الجرح ورم
عروس النهرين بألف عروسٍ
وشبا ب يُلمُ فيهم الطيب الأشم
فلا تُخالِ نفسكِ عالية الشأن
كل الذي بالعشق عالي المقام
ولا تظني لي بين الحشاشةِ حجر
قد خلقنا من تراب وكلانا ولد آدم
لا الامس يعودُ كي نعيد الحساب
وهل غداً سنطوى ونكون رمم
لا تأنفي فإني لا أأنفُ من الخلقِ
لكني أأنف من قيمته قيمة الدرهم
لي فؤادٍ يسع الكون بما فيه بحبٍ
ويكره الدنيا بمافيه لدمعة من يُتمُ
أرضى بقليلٍ وأن فاتني الدهر
وأعطي الكثيرُ كي غداً لا أندم
بقلمي
عقيل العراقي