اليوم شعرت أن الورد ليس كما عهدته… كان مضطربًا، متردّدًا بين البقاء والرحيل، كأنه يقرأ في داخلك شيئًا أثقل من احتماله.
الغيم الذي اعتدت أن يرافقك بالسكينة، صار اليوم قلقًا عليك، يخشى أن يغرقك بصمته كما يغرق المدن بالمطر.
حتى السماء بدت مرتبكة، كأنها تشاركك حالتك النفسية، فلا هي صافية لتطمئنك، ولا ماطرة لتفرغ همّك.
الغيم يا صديقي مرآة روحك، وإن كان قلقًا، فذاك لأنه يشعر بما تخفيه عن الجميع.
أحيانًا أتوقف لأراقبك من بعيد، وأتساءل: هل تشعرين بي كما أشعر بك؟ هل تعرفين أنني الغيم الذي يرافقك بصمت، الذي يغسل حزنك ويمطر قلبك بالسكينة؟ أنا الغيم… وأنتِ الورد، وكلما اقتربت منك، أصبح المطر ألين، والسماء أصفى، والهواء أرقّ
قبل الطيور… وقبل أن ينطق الصمت باسمه، يبقى السر بيننا،
جرحٌ عميقٌ يروي ظمأ القلب، ودمعٌ يسأل عن مقلة الجمر.
إذا ابتسمت لعينيك، هبّ الجميع، لكن قلبي سيبقى صامتًا،
يحفظ لفتنتك حرمة الإعجاب، ويزرع في صمتك ولاءً لا يُرى.
حتى لو جفّ نهر دمي، سيبقى يجري في دروب الذكرى،
مثل الوحي الذي لا ينتهي، مثل سؤالٍ لا يجد جوابًا إلا فيك.