امرأة أمريكية تُدعى ناتالي سنايدر، تبلغ من العمر 42 عامًا، عاشت معظم حياتها متنقّلة بين دول مختلفة؛ من إيطاليا وألمانيا إلى نيوزيلندا وفلوريدا. لكنها لم تكن تتخيّل يومًا أن حياتها ستتغيّر كليًا بسبب تعليق بسيط على صورة نشرتها في إنستغرام.
في عام 2021، ظهر في خانة التعليقات شاب بدوي من البتراء اسمه فراس بودين، يبلغ 32 عامًا، كتب لها جملة قصيرة: "هذا أنا. تعالي لزيارتي." لم يكن التعليق عاديًا بالنسبة لناتالي، ومنذ تلك اللحظة بدأ بينهما تواصل يومي استمر لأكثر من عام ونصف. وأخيرًا، قررت السفر إلى الأردن، وهناك، عندما التقت بفراس وجهًا لوجه، شعرت بأنها لا تريد الابتعاد عنه مرة أخرى.
غير أن القصة لم تتوقف عند حدود اللقاء، بل ازدادت غرابة ودهشة.
فقد كان فراس قد وُلد في كهف، ولم يشأ أن يترك هذه الحياة البسيطة يومًا. وهكذا وجدت ناتالي نفسها أمام خيار لم يكن في الحسبان: إما أن تعود إلى عالمها الحديث المليء بالرفاهية، أو أن تختار حياة مختلفة تمامًا بجانبه. وبلا تردّد، تركت خلفها الشقق المريحة والتمدّن لتنتقل إلى كهف حجري وسط صخور البتراء، حيث تعيش اليوم مع فراس بين الجبال والسياح والحيوانات.
وفي فصل الشتاء يضطران إلى الانتقال إلى بيت صغير في القرية القريبة، لكن سرعان ما يعودان إلى الكهف الذي بات بالنسبة لهما المنزل الحقيقي.
هنا يبرز التساؤل: هل كانت هذه التضحية الجذرية بدافع الحب وحده؟ هل يمكن للعاطفة أن تجعل إنسانًا يتخلى عن مظاهر المدنية والراحة؟ أم أن وراء القرار أسبابًا أعمق؛ مثل البحث عن الحرية، والعودة إلى حياة أكثر بساطة، والرغبة في التخلّص من ضغوط الحياة الحديثة؟
قصة ناتالي وفراس تُلقي الضوء على معضلة أزلية: أين تكمن السعادة الحقيقية… في صخب المدن ووسائلها الحديثة، أم في الكهوف الصامتة حيث تنبض الحياة ببطء ولكن بصدق؟

في عام 2021، ظهر في خانة التعليقات شاب بدوي من البتراء اسمه فراس بودين، يبلغ 32 عامًا، كتب لها جملة قصيرة: "هذا أنا. تعالي لزيارتي." لم يكن التعليق عاديًا بالنسبة لناتالي، ومنذ تلك اللحظة بدأ بينهما تواصل يومي استمر لأكثر من عام ونصف. وأخيرًا، قررت السفر إلى الأردن، وهناك، عندما التقت بفراس وجهًا لوجه، شعرت بأنها لا تريد الابتعاد عنه مرة أخرى.
غير أن القصة لم تتوقف عند حدود اللقاء، بل ازدادت غرابة ودهشة.
فقد كان فراس قد وُلد في كهف، ولم يشأ أن يترك هذه الحياة البسيطة يومًا. وهكذا وجدت ناتالي نفسها أمام خيار لم يكن في الحسبان: إما أن تعود إلى عالمها الحديث المليء بالرفاهية، أو أن تختار حياة مختلفة تمامًا بجانبه. وبلا تردّد، تركت خلفها الشقق المريحة والتمدّن لتنتقل إلى كهف حجري وسط صخور البتراء، حيث تعيش اليوم مع فراس بين الجبال والسياح والحيوانات.
وفي فصل الشتاء يضطران إلى الانتقال إلى بيت صغير في القرية القريبة، لكن سرعان ما يعودان إلى الكهف الذي بات بالنسبة لهما المنزل الحقيقي.
هنا يبرز التساؤل: هل كانت هذه التضحية الجذرية بدافع الحب وحده؟ هل يمكن للعاطفة أن تجعل إنسانًا يتخلى عن مظاهر المدنية والراحة؟ أم أن وراء القرار أسبابًا أعمق؛ مثل البحث عن الحرية، والعودة إلى حياة أكثر بساطة، والرغبة في التخلّص من ضغوط الحياة الحديثة؟
قصة ناتالي وفراس تُلقي الضوء على معضلة أزلية: أين تكمن السعادة الحقيقية… في صخب المدن ووسائلها الحديثة، أم في الكهوف الصامتة حيث تنبض الحياة ببطء ولكن بصدق؟
