أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

ممر الأرواح بالأدب ...

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
121,959
مستوى التفاعل
120,305
النقاط
2,508
Picsart_25-10-07_09-11-10-444.jpgهنا لا تُعلَّق النصوص، بل تُدفن كجواهر تحت قبابٍ من ضوء، لتبقى شاهدةً على أن الكلمة لا تُكتب لتُقرأ فقط، بل لتعيش ككائنٍ يتنفّس في العتمة.

النصّ المميّز يشبه مدينةً ضائعة في الضباب، ندخلها صدفةً ثم نضيع في أزقّتها الملتوية، ولا نخرج منها إلا وقد التصقت بأرواحنا رائحة الورق القديم.

هذه الزاوية ليست رفًّا للعرض، بل ممرًّا يتنفّس بالحروف، تمشي فيه الكلمات كبحّارةٍ يفتّشون عن ميناءٍ في قلب العاصفة.

ما يُختار هنا ليس الأجمل بالضرورة، بل الأعمق: النصّ الذي يترك في القارئ أثر جرحٍ لا يندمل، أو لمسةَ نورٍ لا تزول.

كأنّ كل نصٍّ يوضع هنا قنديلٌ على جدارٍ متهالك في سرداب، يضيء لعابرٍ مجهولٍ قد يجيء بعد أعوامٍ ليجد نفسه فيه.

من يعبر هذا الركن لن يعود كما دخل؛ فالنصوص المميّزة لا تُقرأ، بل تُحفر في القلب، كما تُحفر الأسماء على خشب المراكب الغارقة.


---

الأقسام التي ينبض بها هذا الممرّ:

المدوّنات:
هنا تتناثر اليوميّات كنجومٍ مكسورة. كلّ نصٍّ مميّز يُختار من هذا الركن يشبه مرآةً صدئةً تُريك وجهك من زمنٍ آخر، أو نافذةً تطلّ على قلبٍ كان يكتب كي لا ينكسر.

الشعر الفصيح:
تُنتقى القصائد المضيئة كما تُقطف العناقيد النادرة، تحمل جرسًا أبديًّا لا يُقرأ مرّةً واحدة، بل يتردّد في الروح كما يتردّد صدى البحر في قوقعةٍ منسيّة.

الشعر الشعبي:
نصوصه كأغنيةٍ تُغنّى على نارٍ قديمة، بصوت الجدّات حين ينسجن الليل بحكاياته، ولهيب القلوب التي تنبض بلحن الأرض.

المقالة:
يُصطفى منها النصّ الذي لا يصف فقط، بل يُفكّك العالم ويعيد تركيبه؛ كحبرٍ فلسفيٍّ يكتب على زجاج نافذةٍ في ليلةٍ ممطرة. المقالة المميّزة ليست رأيًا، بل بوّابة لفهمٍ أعمق.

أقلام الأعضاء:
كلّ قلمٍ هنا مسافر، لكن النصّ المميّز هو الذي يخلّف خريطة، ويمهّد لطريقٍ يعبره الآخرون، كأنّ الحروف شراعٌ يجرّ المنتدى نحو أفقٍ جديد.

القصة:
النصوص المختارة من هذا الركن تشبه مدن زافون المفقودة: أبوابٌ خشبيّة تقود إلى دهاليز، شخصيّات تخرج من العتمة، وأحداثٌ تترك القارئ عالقًا بين الوهم والحقيقة. القصة المميّزة لا تُقرأ فقط، بل تُسكنك عالمًا لا تستطيع مغادرته.
 
التعديل الأخير:

أم السادة

كل الحكاية قد أشتقت لك ❣
وسام المحاور فذ
إنضم
31 مايو 2018
المشاركات
47,597
مستوى التفاعل
39,342
النقاط
300
مبدعة دائما
...
. مودتي لك مع عبق الزهر ..
 

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
121,959
مستوى التفاعل
120,305
النقاط
2,508

نص النبيل من قسم أقلام الأعضاء ....
تحليل قصيدة "نداء على جذع الغربة" قراءة فلسفية رمزية

القصيدة تفتح جرحًا يشبه الصحراء، وتغلقه بنداءٍ يشبه الولادة.
"هُزّي بجذعي" ليست مجرد استعارة تكرارية، بل فعل خلاصٍ ينهض من ذاكرة مريم عليها السلام، حين خاطبها الوحي وهي وحيدة بين ألم الولادة وخوف العار.
القصيدة تستحضر ذلك الجذع لا بوصفه شجرة، بل رمزًا كونيًا للثبات في زمن الانهيار.


في صوتك ايها النبيل نسمع صدى مريم، لا لأنها أنثى، بل لأنها الرمز الكامل للإنسان حين يُمتحن في أقصى وحدته.
النداء في القصيدة ليس طلبًا للعون، بل محاولة لخلق معنى في العدم:


"هُزّي بجذعي فإن الموت يقتربُ"
كأن الشاعر يقول: اهتزي، لا ليتساقط الرطب، بل ليتساقط الحزن.
الحركة هنا فعل مقاومة، تُنجب الحياة من قلب الوجع.

كل بيت هو ارتعاشة بين اليأس والإيمان.
الصحراء في النص ليست جغرافيا، بل زمن روحيّ جافّ، والليل الذي "يَلتهم بقايا الحلم" هو وجه الغربة، حيث يُحاصر الحالمون بظلالهم.
حين يقول:

"إني وقفت على صحراء موحشةٍ
لا ظل فيها سوى ما أوقد اللهبُ"
فهو يقف في اللحظة ذاتها التي وقفت فيها مريم حين أنكرها قومها، وتحوّل الحبل بالحياة إلى امتحانٍ بين النار والماء.
النار هنا لهبُ الألم، والماء هو الرجاء الذي يقطر من جذعٍ قديم.

أيها النبيل إستبدال ذكي الطفل عيسى بالحلم، والرطبَ المنهمر بالمعنى الذي يتساقط بعد اهتزاز الذات.
ففي كل “هُزّي بجذعي” يتجدد الانبعاث، يتكرّر الفعل كصلاةٍ يائسة تحاول إقناع الوجود أن يمنحنا حياةً أخرى ولو في الكلمات.


الغربة في النص ليست عن وطنٍ بعينه، بل عن الذات حين تفقد يقينها،

لكنّ شاعرنا النبيل مثل مريم، يخرج من هذا الفراغ بنورٍ خافت، كأنه يقول:
“ما زال الحزن طريقًا، لكنه طريقٌ يُفضي إلى المعنى.”

الإسقاط الفلسفي

القصيدة تُعيد سرد اللحظة المريمية بلغة إنسانٍ معاصرٍ يحاور نفسه بدل السماء.
"الجذع" صار رمز الوعي،
و"الهزّ" صار مجاز الفعل في وجه العبث،
و"الرطب" صار ثمرة البصيرة التي لا تنضج إلا بعد وجعٍ طويل.


وكأنك تهمس لمريم أو لكل من صار مريم في وحدته
أن الغربة ليست نفيًا بل مخاضًا،
وأن أقسى ما في الألم ليس حدوثه، بل صمته،
وأن كل من "هزّ جذع حزنه" بصدقٍ،
سيسمع يومًا سقوط أول ثمرة معنى.

ايها @النبيل

أشكرك من أعماق الصحراء التي أيقظتها كلماتك، ومن قلب الغربة التي حولتها رموزك إلى نور.
لقد جعلتَ الجذع يهتز، ليس ليتساقط الرطب، بل لتسقط أقنعة الألم، ولتولد ثمار المعنى في أرواحنا.
كل الإمتنان لهذه الفرصة التي جمعتنا مع قلم مثلك غاية بالعمق ....
تقبل مروري في لحاء شجرة غربتك
 

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
121,959
مستوى التفاعل
120,305
النقاط
2,508

النص من قسم القصص والروايات
للكاتب @أميــــر الحـــــرف
في صباح خريفي، يغشى السماء غيم باهت، يجلس على الطاولة الخشبية، وحيدًا كما اعتاد، لكنه ليس وحيدًا حقًا. وحدته ليست فراغًا، بل مساحة متسعة، لحظة تقيم فيها روحه حوارًا صامتًا مع ذاته ومع العالم، حوارًا لا يقرأه أحد، سوى نفسه، وربما القدر الذي يراقبه من بعيد. لماذا كل هذا الانتظار؟ هل هو اختيار روحي خفي أم مجرد صدفة تسلل إلى حياته كما يتسلل ضوء الشمس بين شقوق الغيم؟ كل نفس، كل رذاذ مطر، كل ورقة تتساقط، يشير له بأن الوجود أكبر من أجسادنا، وأن الزمن ليس ساعات يُقاس بها، بل فراغات نملؤها بالانتظار، بلحظة ضوء خاطفة، كبرق يظهر فجأة في عتمة السماء، تمنح القلب وضوحًا لم يدركه من قبل.

المدينة من حوله ليست مجرد شوارع أو مقاهي، بل مرايا تكسر الحقيقة إلى آلاف صور، صور تتسرب إلى أعماق الروح، تكشف عن الغياب والحنين والمواعيد الضائعة، عن احتمال أن كل شيء مجرد وهم كبير، وأننا نحن من نخلق الأشخاص لنعيش معهم لحظة الوهم. أتعلم، أحيانًا أتساءل: هل أعيش اللحظة حقًا، أم أعيش ذكرى انتظارها؟ هل هي تلك الفتاة، أم فكرة عنها تتخبط في وعيي، تتقافز مثل برق بعيد في أفق مظلم؟ هنا، على الرصيف المواجه للمترو، يصبح المطر رسالة، والنسيم عتابًا، والقهوة مرآة لعقل يبحر في صمت، يلتقط كل ما فات، وكل ما لم يُقَل بعد، يلتقط لحظة الإحساس بالغياب كما يلتقط الضوء على حافة الظلال.

حين تلتقي العيون، لا تتلاقى النظرات فقط، بل أرواح تبحث عن صدى يثبت أنها ليست وحدها، تبحث عن لمحة برق من الداخل، لحظة صغيرة من الوضوح في ليل طويل، مثل الوضوح الذي يمنحك القدر مرة واحدة ويختفي. أترى؟ أحيانًا يخيل إليّ أن كل العالم مجرد ظلال تمر عبر عيني، وأن كل ابتسامة ليست سوى انعكاس لما أود أن أراه، لم أخلقها، لكنها تظهر، لتقول لي: ها أنت هنا، وأنت لا تعرف إذا كنت تصنعها أم تصنعها لك الحياة. كل ابتسامة، كل رمشة عين، كل صمت قصير، جسر صامت عبر الزمن، يربط بين حاضر خائف ومستقبل مجهول، بين ما نعيشه وما نحلم أن نعيشه، وبين ما كان وما سيأتي.

المدينة، المطر، المترو، الطاولة الخشبية، كل شيء يبدو عابرًا، لكنه خالد، لأن الحقيقة ليست فيما نلمسه، بل فيما يلمسنا: لحظة إدراك، لحظة شوق، لحظة حضور قلبٍ في غياب الآخر، لحظة برق خاطف، يضيء داخلنا ما لا يضيء في الخارج. أنا هنا، ومع ذلك أنا في كل مكان آخر، أعيش كل لحظة كما لو كانت الأخيرة، وأتساءل: هل سيأتي يوم أفهم معنى هذا الصمت، أم أن الصمت نفسه هو الذي يعلمني الحياة، الصمت الذي يضيء داخلي مثل برق بعيد في ليل لا ينتهي؟

وهكذا، يعيش الإنسان، بين انتظار وذكريات، بين لحظة صغيرة تبدو عابرة لكنها تكشف كل الأبعاد المجهولة للروح، حيث الحب والحنين والصمت يصبحون حقيقة الحياة نفسها، أكثر صدقًا من كل ما نحاول فهمه أو تفسيره، أكثر وضوحًا من كل ما يزول ويبقى فينا كلمحة برق في سماء بعيدة.

فارس الحروف وأمير أقبية الغياب ،
شكرا لهذه الرحلة، التي منحتنا إياها بين زوايا المهجورة من الروح حيث الصمت يصبح نبضًا و المطر يهمس بما لا يستطيع الكلام أن يقوله، الى هناك حيث المدينة تتحول إلى مرايا تكشف عن الغياب والحنين والمواعيد الضائعة. شكراً لأن كلماتك صنعت لحظة برق صغيرة، أضاءت دواخلنا بما تناسينا ، وأرشدت قلوبنا إلى فهم الانتظار كما لو كان قدرًا مكتوبًا مسبقًا، لا يطلب منا سوى أن نكون حاضرين. لقد جعلتنا نرى أن الوحدة ليست فراغًا، وأن كل ضحكة وكل صمت قصير هو جسر يمتد عبر الزمن، يربط بين ما نعيشه وما نحلم أن نعيشه بين ما كان وما سيأتي. شكراً لك،وامتناني لهذه الفرصة للغوص في معاني أظن اننا اصبحنا نراها عادية .....
 

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
121,959
مستوى التفاعل
120,305
النقاط
2,508
المشاركة اليوم من قسم المدونات ....

مشاركة في الموضوع 'مـرايا' https://www.f-iraq.com/vb/threads/مـرايا.258944/post-5075877

في هذا النص، لا يتحدث الكاتب @النبيل عن الانتحار بقدر ما يتحدث عن خسارة المعنى.
إنه لا يريد أن يموت، بل يريد أن يتوقف عن الدوران في يومٍ لا يتغير.
اختياره ليوم الثلاثاء ليس عبثًا؛ فهو يومٌ بلا لونٍ، لا يحمل كآبة الاثنين ولا خفة الجمعة، كأنه مساحة رمادية في المنتصف، تُشبه تلك الفجوة التي تتسلل إلى أرواحنا حين نفقد الدهشة.

النبيل لا يصرخ، بل يهمس.
يكتب وكأنه يخاف أن يوقظ شيئًا نائمًا في داخله، أو أن يُسمِعَ العالم ما يختبئ بين سطور صمته.
هو يعرف أنّ التعب لا يأتي من الحياة، بل من التكرار، من تلك الأيام التي لا تنبض بشيء سوى الواجب والاعتياد.
وحين يقول: «أود لو أنني أبقى في السرير إلى وقت متأخر»، فإننا لا نقرأ كسلاً بل تعبًا وجوديًا، رغبة في أن يتوقف الزمن قليلًا كي يلتقط أنفاسه المرهقة من الركض وراء اللاشيء.

ثم يأتي الهامش، لا كملاحظة بل كاعتراف مؤجل:
«لأنكِ لو كنتِ موجودة...»
هنا ينكسر الصمت، ويطلّ الضوء.
تتحوّل اللغة من رمادٍ إلى دفء، ومن انطفاءٍ إلى اشتعالٍ خافت.
كأنّ حضور “هي” ليس حبًا فحسب، بل نجاة — نجاة من الموت، من الغياب، من تلوّث العالم.
النبيل يجعل الوجود الإنسانيّ مشروطًا بالآخر، وكأن الحبّ هو الأوكسجين الذي يمنح الحياة معناها الحقيقي.

بهذا يصبح النص مرآة مزدوجة:
مرآة تُظهر هشاشة الإنسان حين يفقد الدفء، ومرآة أخرى تعكس قدرته على البقاء حين يتذكّر أن للحياة وجهًا آخر، ولو كان غائبًا.


ولعلّ في هذا النص ما يذكّرنا بأن الإنسان لا يُهدَّد بالموت حين يتوقّف قلبه، بل حين يفقد المعنى الذي يجعله يستيقظ كل صباح.
إن الثلاثاء الذي يراه الكاتب يومًا رماديًّا، هو في الحقيقة استعارة لكل يومٍ تغيب فيه الدهشة، وكل صباحٍ لا يجيء فيه صوتٌ يوقظ فينا الرغبة بالعيش.
وربما لذلك، لم يكن النص عن الانتحار بقدر ما كان عن الحياة المؤجلة، عن الأمل الذي يختبئ في هامش صغير، في جملةٍ لم تكتمل، في شخصٍ لو عاد، لتبدّل الهواء، وتغيّر العالم قليلًا.
 

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
121,959
مستوى التفاعل
120,305
النقاط
2,508
من قسم أقلام الأعضاء ...

@العـ عقيل ـراقي



في هذا النص يتجلّى الليل لا كزمنٍ عابر، بل ككائنٍ حيٍّ يتنفّس الحزن، ويمتدّ في الذاكرة كظلٍّ طويلٍ للعاشق. منذ السطر الأول، "الليلُ وحزن الأيام أقارب"، نسمع الموسيقى الداخلية التي تبني فضاء النص، حيث يتجاور الحزن والعشق كما يتجاور المطر والنار في قصائد نازك.

القصيدة تنتمي إلى تلك المنطقة التي يُصبح فيها الحب حالة وجودية أكثر منه انفعالًا عاطفيًا.
فالعاشق هنا لا يبحث عن معشوقته فقط، بل عن نفسه المفقودة فيها. هو “يقطع سحبًا من العشق” ويغرق في أول نهر، بلا مجذافٍ أو قارب — صورة تُكثّف فكرة الاستسلام التام للحبّ، حدّ الذوبان، حدّ الفناء.

في المقطع الأوسط تتجلّى براعة الصورة:
“ينظر لهلالٍ تواً يصحو من إغفاءته وكأنه كسر الساعة والعقارب” —
إنها لحظة شعرية نادرة، لحظة ينهار فيها الزمن أمام العاطفة. الهلال هنا ليس جرمًا سماويًا بل عينٌ أُنثوية توقظ الليل من سباته، كأنها تُعيد ترتيب الوقت بحضورها.

ثم تأتي النغمة الأنثوية — تلك التي تشبه همس مي زيادة حين تكتب عن الجمال كطقسٍ روحي:
“بحزن الليل والزهرات الوردية والحبّ وترف الجسد الشمعي”،
الجسد هنا ليس شهوانيًا بل طيفيّ، مصنوع من ضوء وذاكرة. كل المشهد يرقص في منطقة بين الحلم واليقظة، حيث تتحوّل المرأة إلى طقسٍ جماليّ، إلى أنثى يُصاغ منها الضوء والعطر والمطر والياسمين.

أما الخاتمة، “وهي مثل مطر الياسمين... تنتشي سنيني الصغيرة”، فهي ولادة جديدة.
بعد كل الغرق والانتظار، يأتي المطر — لا ليغسل الوجع، بل ليوقظ الطفولة في القلب. هنا يتحوّل الحنين إلى خلاص، والذاكرة إلى ربيعٍ صغير.



إنها قصيدة عن الانتظار الذي يُنضج الروح، وعن الحبّ الذي لا ينتهي باللقاء، بل يبدأ من الغياب.
فيها من الرهافة ما يكفي لتوقظ الحزن الجميل،
ومن الشغف ما يجعل اللغة تتلألأ مثل لؤلؤٍ على صدر الليل.
 

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
121,959
مستوى التفاعل
120,305
النقاط
2,508
من قسم المدونات

Picsart_25-10-07_08-11-05-071.jpgحين يكتب القلم من رائحة العطر
@سامح
ليلة واحدة كانت كافية ليختبر الكاتب هشاشته أمام الجمال.
العطر، تلك الرائحة التي لا تُرى، تصبح هنا حضورًا كاملًا يوقظ فيه الذاكرة والحنين، كما لو أنّ الهواء ذاته بدأ يتحدث بلغتها. لا يكتب عن المرأة، بل يكتب عنها من خلالها؛ كأنها البوابة التي يعبر منها إلى ذاته المخبّأة.

في لحظة الكتابة الأولى، تتبدّى المفارقة:
القلم يريد أن يكتب، لكنه يخجل.
وصاحبه يريد أن يصمت، لكنه لا يستطيع.
كأنّ الحبر صار قلبًا آخر ينبض خارج الجسد.
هنا، ينجح النص في الإمساك بذلك الحدّ الفاصل بين الإفراط في العاطفة وبين حكمة الامتناع عنها. فكل سطر يبدو كتردّدٍ بين الحنين والخوف، بين الرغبة في الإفصاح والرهبة من تبديد السحر الذي يخلقه الغموض.

العطر في هذا النص ليس تفصيلًا حسّيًا بل رمزٌ للذاكرة والافتتان.
إنه يتسلل إلى اللغة كما يتسلل الضوء في غرفةٍ مغلقة، يبدّل ترتيب الأشياء بصمته.
وحين يقول الكاتب: «كف كفك عني، أنا في وصفها عجول»، نلمح ذلك الصراع الأبدي بين اليد والفكرة — بين ما يُقال وما يُراد ألا يُقال.
إنها لحظة صراعٍ داخليّ، كأنّ القلم تمرّد على صاحبه، أو كأنّ اللغة ضاقت بالعاطفة التي تحملها.

ثم يأتي الحسم في النهاية، لا كخاتمة بل كانتظارٍ مفتوح:
«وكيف أتركه؟ وكيف أنساك؟ وأنا قلبي بك مشلّ» —
هذه الجملة الأخيرة لا تُغلق النص، بل تتركه يتنفس خارج الورق، كما لو أن المعنى رفض أن يُحبس في الكلمات.

إن جمال النص لا يقوم على زخرفة اللغة، بل على الصدق المرتجف فيه، على تلك الحيرة التي لا تبحث عن مخرج بل عن معنى.
وفي صمته، في ارتباكه، في خجله من البوح، يُولد الشعر الحقيقي:
الشعر الذي لا يصف الحب، بل يعيشه على هيئة ارتباكٍ جميلٍ بين اليد والقلب.
نص باذخ صدقًا
 

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
121,959
مستوى التفاعل
120,305
النقاط
2,508



من المقهى الأدبي

مشاركة في الموضوع '🌧️ تحت ظل الغيم ☁️' https://www.f-iraq.com/vb/threads/🌧️-تحت-ظل-الغيم-☁️.334438/post-5071517

@الغيم

تحت ظل الغيم يقف النص كما يقف عاشق على حافة الذاكرة بين انكسار الضوء وارتجاف القلب ليس المشهد مجرد تأمل في المطر بل تأمل في الوجود حين يتخذ هيئة الغيم وفي الصمت حين يصير لغة أعمق من الكلام

الكاتب هنا لا يصف الطبيعة بل يجعلها مرآة للروح فالغيوم تصغي والنسيم يتحدث واللحظة تتحول إلى حضن رحيم للأرواح المثقلة في هذه التحويلات الميتافيزيقية تكمن قوة النص إذ يرفع المشهد من حسيته إلى فضاء تأملي يلتقي فيه الإنسان بالعالم في حوار صامت

اللغة تمضي بهدوء حالم يشبه نبض مدينة بعد المطر مدينة لا تنام بل تتذكر كل جملة تنضح بملمس من الحنين والانتظار هنا ليس مجرد حالة شعورية بل حالة فلسفية انتظار المعنى انتظار الخلاص انتظار أن تفهم الحياة نفسها لماذا تمطر حين نحزن

النص يعيد تعريف الوجع فهو لا يروى بالصراخ بل بالسكوت العميق الذي يتسرّب من بين الكلمات هذه البنية الصامتة تمنح القارئ حرية الدخول إلى النص من أي باب يشاء فكل قارئ سيجد غيمه الخاص وحزنه الشخصي المختبئ بين السطور


في النهاية يمكن القول إن النص يقف بين الشعر والفلسفة بين الحلم والمعرفة كأنه صلاة معلقة في هواء لا يخص أحدًا لكنه يشبهنا جميعًا حين نصغي للغيم ونحاول أن نفهم ما يقوله لنا دون أن ينطق
 

النبيل

الابن المدلل لقبيلة الجن
إنضم
29 أبريل 2020
المشاركات
18,984
مستوى التفاعل
27,169
النقاط
115
الإقامة
في المـرايا
الموقع الالكتروني
www.facebook.com

نص النبيل من قسم أقلام الأعضاء ....
تحليل قصيدة "نداء على جذع الغربة" قراءة فلسفية رمزية

القصيدة تفتح جرحًا يشبه الصحراء، وتغلقه بنداءٍ يشبه الولادة.
"هُزّي بجذعي" ليست مجرد استعارة تكرارية، بل فعل خلاصٍ ينهض من ذاكرة مريم عليها السلام، حين خاطبها الوحي وهي وحيدة بين ألم الولادة وخوف العار.
القصيدة تستحضر ذلك الجذع لا بوصفه شجرة، بل رمزًا كونيًا للثبات في زمن الانهيار.


في صوتك ايها النبيل نسمع صدى مريم، لا لأنها أنثى، بل لأنها الرمز الكامل للإنسان حين يُمتحن في أقصى وحدته.
النداء في القصيدة ليس طلبًا للعون، بل محاولة لخلق معنى في العدم:




كل بيت هو ارتعاشة بين اليأس والإيمان.
الصحراء في النص ليست جغرافيا، بل زمن روحيّ جافّ، والليل الذي "يَلتهم بقايا الحلم" هو وجه الغربة، حيث يُحاصر الحالمون بظلالهم.
حين يقول:



أيها النبيل إستبدال ذكي الطفل عيسى بالحلم، والرطبَ المنهمر بالمعنى الذي يتساقط بعد اهتزاز الذات.
ففي كل “هُزّي بجذعي” يتجدد الانبعاث، يتكرّر الفعل كصلاةٍ يائسة تحاول إقناع الوجود أن يمنحنا حياةً أخرى ولو في الكلمات.


الغربة في النص ليست عن وطنٍ بعينه، بل عن الذات حين تفقد يقينها،

لكنّ شاعرنا النبيل مثل مريم، يخرج من هذا الفراغ بنورٍ خافت، كأنه يقول:
“ما زال الحزن طريقًا، لكنه طريقٌ يُفضي إلى المعنى.”

الإسقاط الفلسفي

القصيدة تُعيد سرد اللحظة المريمية بلغة إنسانٍ معاصرٍ يحاور نفسه بدل السماء.
"الجذع" صار رمز الوعي،
و"الهزّ" صار مجاز الفعل في وجه العبث،
و"الرطب" صار ثمرة البصيرة التي لا تنضج إلا بعد وجعٍ طويل.


وكأنك تهمس لمريم أو لكل من صار مريم في وحدته
أن الغربة ليست نفيًا بل مخاضًا،
وأن أقسى ما في الألم ليس حدوثه، بل صمته،
وأن كل من "هزّ جذع حزنه" بصدقٍ،
سيسمع يومًا سقوط أول ثمرة معنى.

ايها @النبيل

أشكرك من أعماق الصحراء التي أيقظتها كلماتك، ومن قلب الغربة التي حولتها رموزك إلى نور.
لقد جعلتَ الجذع يهتز، ليس ليتساقط الرطب، بل لتسقط أقنعة الألم، ولتولد ثمار المعنى في أرواحنا.
كل الإمتنان لهذه الفرصة التي جمعتنا مع قلم مثلك غاية بالعمق ....
تقبل مروري في لحاء شجرة غربتك
ايتها العابرة بين المعنى والرمز
قرأت حروفك كما تقرأ صلاة ؏ــلىٰ جرح قديم فارتجف في داخلي الجذع من جديد
ما كتبته كان ولادة ثانية للنص اعدت اليه انفاسه الاولى وجعلت من الصحراء ساحة تأمل غــير موحشة
وادهشني وعيك الذي التقط النداء في القصيدة بوصفه احتجاج ؏ــلىٰ الصمت والصراخ

اشكرك على هذا الضوء الذي منحته للنص
وعلى هذا الاصغاء النادر
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )