وقف منتصبا ً على حافة سياج الجسر .. بكامل هندامه .. اخرج من جيب سترته المتهرئة سيجارته الأخيرة .. أولعها .. وراح ينفذ دخانها الذي بدا وكأنه يلامس ذلك الفضاء الأزرق الفسيح الذي أحاط به .. راحت ذاكرته تأخذه بعيدا صوب عبق بيت أبيه العتيق في احد أزقة بغداد .. وذاك الأريج البهي الذي يطفح من بين...