«الرابونا».. جنون وفنون
ساقان متقاطعتان تشكلان لوحة كروية إبداعية وفنية، إنها «الرابونا» الكلمة الإسبانية الأصل، والتي تعني لف القدم المتحركة خلف القدم الثابتة لتمرير أو تسديد الكرة نحو الشباك، وإذا كانت هذه الحركة تلهب مشاعر المشجعين ترفع من وتيرة حماسهم في حال حدثت في أي وقت من أوقات المباراة، فإنها تضاعف من هذا الحماس وتشعل المدرجات ألقا وتزيد من المباراة إمتاعاً إذا ما نتج عنها هدف أو صناعة.منذ يومين، نال الأرجنتيني، إيرك لاميلا، المحترف في صفوف توتنهام الإنكليزي، جائزة بوشكاش لأجمل هدف خلال العام 2021، بفضل هدفه الذي جاء بطريقة «رابونا»، في مرمى آرسنال.
الهدف بهذه الطريقة لم يكن الأول لللاعب الأرجنتيني، إذ سبق له أن سجل هدفين بنفس الطريقة عندما كان لاعباً في صفوف ريفير بليت للشباب، وهدف آخر بقميص توتنهام ضد فريق استيراس اليوناني في الدوري الأوروبي عام 2014.
ثمة العديد من الأسماء التي سجلت أو ساهمت بصناعة هدف من خلال هذه الحركة، أبرزهم دي ماريا حين كان لاعبا مع بنفيكا البرتغالي، ودييغو بيروتي لاعب روما الإيطالي، أما أبرز اللاعبين الذين قدموا «أسيست» بطريقة «الرابونا»، الأسطورة دييغو ماردونا ضد سويسرا في مباراة ودية عام 1980، وآخرهم عمرو السولية الذي صنع هدفا لمحمد شريف في مرمى الزمالك.
المهارات والحركات غير المألوفة التي يقوم بها اللاعبون على المستطيل الأخضر، دائما ما تمثل متعة لعشاق كرة القدم ولأن هذه الرياضة اخترعت بالأساس لهذه المتعة ولا شيء غيرها، يمكن للمشجعين أن ينسوا مرارة هزيمة أو يغفروا للاعب معين بمجرد رؤية حركة أو مهارة فنية مثل «دبل كيك» خرافي أو «ترويض» خيالي للكرة أو «مراقصة» فنية غاية في الروعة، إصافة إلى «الرابونا» المذهلة، كل هذه الحركات الفنية باتت من جماليات مباريات كرة القدم.
