•ṩҭʀᾄᾧвἔʀʀẏ❀
فٌرّوْلّة،ه
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه»
آمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فلقد قرأت كلمة جميلة للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى بين فيها ما يحصل فيه كمال الإنسان، فقال: "كمال الإنسان مداره على أصلين: معرفة الحق من الباطل، وإيثار الحق على الباطل، وما تفاوتت منازل الخلق عند الله في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين" أ. هـ من كتاب الجواب الكافي صفحة 99.
فما أجمل هذا الكلام وما أحكمه من عالم جليل قد ألان الله تعالى له الكلام كما ألان الحديد لداود عليه السلام.
فقوله (كمال الإنسان) أي أن الناس يتفاوتون فليسوا سواء
{فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ}][فاطر- 32]
، وهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة فالإيمان والإسلام والدين والتقوى والبر والخير والإحسان والهدى والنور والاستقامة وغير ذلك من الأسماء والألقاب تتفاوت تفاوتا كبيرا في قلوب الناس وهي تزيد وتنقص، ولبيان سبب هذا التفاوت، قال: (مداره على أصلين) أي لذلك التفاوت والقرب من الكمال والبعد عنه يرجع إلى أصلين اثنين هما سبب التفاوت، الأول منهما (معرفة الحق من الباطل) والمراد بالمعرفة أي العلم الذي تحصل به الهداية والتمييز بين الحق والباطل، فبالعلم يمكن للعبد أن يعرف التوحيد والشرك، والسنة والبدعة، والفضيلة والرذيلة، والمعروف والمنكر، والحسنة والسيئة وغير ذلك وفي الحديث "من يرد الله به خيرا يفقهه بالدين" [خرجه البخاري (71) ومسلم(1038) ]، فمتى ما استنار العبد بالهدى حصل له النجاة من الردى.
وهذا العلم هبة من الله تعالى يرزقه الله تعالى من يشاء من عباده فشرع الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله الزيادة منه فقال جل وعلا (وقل ربي زدني علماً) [طه- 114]، ولم يأمر الله تعالى نبيه أن يسأله الزيادة من شيء سوى العلم لما فيه من تحقيق الكمال ولما فيه من سعادة الدنيا والآخرة، ومثل هذا قوله تعالى في سورة الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم) وقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- بإذن الله تعالى- قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من فريضة أو نافلة وفيها هذا الدعاء (اهدنا الصراط المستقيم) أي أرشدنا وبلغنا صراطك المستقيم الذي لا اعوجاج فيه فما أحوج المسلم إلى العلم الشرعي ليعرف الحق من الباطل ويميز الخبيث من الطيب ثم اعلم أخي القارئ الكريم أن العلم بالتعلم فيجب على المسلم وجوبا عَيْنيا ما يستقيم فيه دينه ويصح به توحيده ويتعبد الله تعالى به ويحل به الحلال ويحرم به الحرام ويتخلق به بالأخلاق الحميدة ويتأدب به بالآداب القويمة.
آمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فلقد قرأت كلمة جميلة للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى بين فيها ما يحصل فيه كمال الإنسان، فقال: "كمال الإنسان مداره على أصلين: معرفة الحق من الباطل، وإيثار الحق على الباطل، وما تفاوتت منازل الخلق عند الله في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين" أ. هـ من كتاب الجواب الكافي صفحة 99.
فما أجمل هذا الكلام وما أحكمه من عالم جليل قد ألان الله تعالى له الكلام كما ألان الحديد لداود عليه السلام.
فقوله (كمال الإنسان) أي أن الناس يتفاوتون فليسوا سواء
{فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ}][فاطر- 32]
، وهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة فالإيمان والإسلام والدين والتقوى والبر والخير والإحسان والهدى والنور والاستقامة وغير ذلك من الأسماء والألقاب تتفاوت تفاوتا كبيرا في قلوب الناس وهي تزيد وتنقص، ولبيان سبب هذا التفاوت، قال: (مداره على أصلين) أي لذلك التفاوت والقرب من الكمال والبعد عنه يرجع إلى أصلين اثنين هما سبب التفاوت، الأول منهما (معرفة الحق من الباطل) والمراد بالمعرفة أي العلم الذي تحصل به الهداية والتمييز بين الحق والباطل، فبالعلم يمكن للعبد أن يعرف التوحيد والشرك، والسنة والبدعة، والفضيلة والرذيلة، والمعروف والمنكر، والحسنة والسيئة وغير ذلك وفي الحديث "من يرد الله به خيرا يفقهه بالدين" [خرجه البخاري (71) ومسلم(1038) ]، فمتى ما استنار العبد بالهدى حصل له النجاة من الردى.
وهذا العلم هبة من الله تعالى يرزقه الله تعالى من يشاء من عباده فشرع الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله الزيادة منه فقال جل وعلا (وقل ربي زدني علماً) [طه- 114]، ولم يأمر الله تعالى نبيه أن يسأله الزيادة من شيء سوى العلم لما فيه من تحقيق الكمال ولما فيه من سعادة الدنيا والآخرة، ومثل هذا قوله تعالى في سورة الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم) وقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- بإذن الله تعالى- قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من فريضة أو نافلة وفيها هذا الدعاء (اهدنا الصراط المستقيم) أي أرشدنا وبلغنا صراطك المستقيم الذي لا اعوجاج فيه فما أحوج المسلم إلى العلم الشرعي ليعرف الحق من الباطل ويميز الخبيث من الطيب ثم اعلم أخي القارئ الكريم أن العلم بالتعلم فيجب على المسلم وجوبا عَيْنيا ما يستقيم فيه دينه ويصح به توحيده ويتعبد الله تعالى به ويحل به الحلال ويحرم به الحرام ويتخلق به بالأخلاق الحميدة ويتأدب به بالآداب القويمة.