ننۈڜـِـِـِهہ . . . =$‘
Nona qaisi
- إنضم
- 11 يونيو 2012
- المشاركات
- 2,875
- مستوى التفاعل
- 55
- النقاط
- 48
- العمر
- 27
http://www.alittihad.ae/assets/images/Dunia/2011/09/16/320x240/10a-na-55676.jpg
قبة زمردة خاتون واحدة من أشهر معالم العمارة السلجوقية الماثلة إلى اليوم في بغداد حاضرة العباسيين وتعد مثالا فريدا وكامل النضج للقباب المقرنصة التي اشتهرت بها عمارة السلاجقة. وزمرد المعروفة بزمردة خاتون التي ووري جثمانها الثرى تحت بناء تلك القبة هي الزوجة الأثيرة للخليفة العباسي المستضيء بالله، قدمت من شرقي التركستان إلى بغداد واحتلت مكانتها كجارية في القصر العباسي إلا أنها أثارت إعجاب الخليفة بجمالها فتزوجها سنة 552هـ وأنجبت له ابنه أحمد الذي صار فيما بعد خليفة للمسلمين باسم أحمد الناصر لدين الله.
المستضيء بالله هو الخليفة الثالث والثلاثون في ترتيب خلفاء الدولة العباسية وقد ولد عام 536هـ لأم أرمينية تزوجها أبوه الخليفة المستنجد بالله وتولى الخلافة وهو في الثلاثين من العمر فعمل على إراحة الرعية والتخفيف عنهم فرفع المكوس ورد المظالم وأظهر العدل ووزع المال على الفقراء والمحتاجين واقتدى بسيرة الملك العادل نور الدين محمود زنكي وقلده في نظام حكمه للشام.
وتصف المصادر التاريخية الخليفة بأنه كان من محاسن عصره حليما رحيما لينا كريما،لا يبالي بما أنفق من أموال وقد صادفت سنوات حكمه سقوط الدولة الفاطمية بمصر وتداعي الدولة السلجوقية وانحسارها في الأناضول وأيضا انحسار النفوذ الصليبي عن بلاد الشام، وقد توفي المستضيء بأمر الله في 30 شوال من عام 575هـ.
وانتقل زهد الخليفة إلى زوجته زمردة خاتون التي تفرغت لأعمال البر ونظرا لانتمائها للمذهب الشافعي عنيت بإنشاء جامع ومدرسة وضريح لها قرب مرقد معروف الكرخي وخصصت أوقافا للإنفاق من ريعها على وظائف تدريس المذهب الشافعي، كما قامت بإنشاء جامع جنوب مدرسة المستنصرية وهو يعرف اليوم بجامع الحفافين وتعتبر مئذنته من أقدم مآذن بغداد.
الخير والإحسان
ويذكر ابن سبط الجوزي أنها كانت امرأة صالحة متدينة تحب الخير والإحسان اعتادت في موسم الحج توزيع 300ألف دينار على الحجاج كما كانت توزع الأعطيات عند وصولها إلى مكة لأداء الحج وتعنى بالآبار واستراحات الحجاج.
وتوفيت زمردة خاتون عام 599هـ وحزن عليها ابنها الخليفة الناصر لدين الله حزنا شديدا، ومنذ تشييدها لهذه القبة وهي تستقطب بجمالياتها وتصميمها المعماري الفريد اهتمام المؤرخين والرحالة والمعنيين بالفنون والعمارة ويعتبر الرحالة الدانماركي «كريستين نيبور»من أقدم الأوروبيين الذين أشاروا لقبة زمردة خاتون وذلك عندما زار بغداد في عام 1766م وإن ذكر خطأ في رحلته أن القبر للسيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد.ويعرف طراز القبة الذي تكرر بعد ذلك في عدة مقابر ببغداد باسم «الميل» ومن أشهر نماذج هذا النوع قبة الشيخ عمر السهروردي التي شيدت في عام 622هـ ثم قبة مسجد ذي الكفل وقبة مشهد الشمسي في بغداد ولذا يعتبر مؤرخو العمارة الإسلامية قبة زمردة خاتون الأصل الذي تأثرت به بقية القباب.
ويتألف بناء القبة المشيدة كليا من الآجر أو الطابوق الجيد الحرق من غرفة مثمنة الأضلاع تحاكي بناء قبة الصخرة ويبلغ ارتفاع الجدران 8.30م. وتتميز هذه الجدران بالتدرج في السمك من أسفل إلى أعلى فتبدو شديدة السمك من أسفل عند قاعدة البناء حيث يصل سمك الجدران إلى ثلاثة أمتار ثم يقل السمك بعد ذلك تدريجيا وتلك الطريقة في البناء مكنت القبة من الصمود أمام عاديات الزمن رغم أنها مشيدة بالآجر الأحمر.
ويزدان كل ضلع من أضلاع المثمن من الخارج بدخلتين متماثلتين يتوج كل دخلة منهما عقد مدبب و فوق كل عقد منطقة مربعة وقد استخدمت قوالب الآجر في زخرفة العقود وأيضا سائر الواجهة بعناصر هندسية متنوعة عبر التنويع في أحجام وأشكال وأوضاع تلك القوالب فجمع البناء بين غرضي التشييد والزخرفة ويعد خلو الواجهة من الألوان من الأمور التي حرص عليها المعماري لإضفاء لمسة من الجمال الهادئ والحزين على ذلك المدفن.
وبداخل الجدران السميكة درج داخلي يقود إلى سطح البناء وقد استخدم المعمار تغطية فريدة لتلك القبة متخليا عن القباب النصف كروية التي كانت تقام عادة فوق البناء المثمن فلجأ إلى المقرنصات الخارجية التي رصت بهيئة متدرجة تبدأ من القاعدة بعدد 32 مقرنصا بواقع 4 مقرنصات بكل ضلع من أضلاع المثمن ثم يبدأ هذا العدد بالتناقص قبل أن ينتهي بقبة مقرنصة في قمة القبة الفريدة في نوعها.
وقد تباينت التفسيرات التي أعطاها المعماريون لتبرير لجوء المعمار لذلك الأسلوب البنائي المعروف في العراق باسم «الميل» فهناك من رآه أسلوبا عراقيا خاصا جاء متأثرا ببناء «الزاقورات» في المعابد الأشورية القديمة ومنهم من اعتبره تحايلا عبقريا على ندرة الأحجار الصلبة والأخشاب الجيدة في البيئة العراقية وجاء هذا الأسلوب للاحتيال على الخامة من خلال رص قطعها بملاط الطين أو الجص وتثبيتها متراكبة ومتكئة ومتراصفة مع بعضها. أما اللجوء للشكل المتطاول في تغطية المثمن فمبعثه الرغبة في تطويل المسافات بين البحور والمرتكزات التي تمثلها العناصر العمودية الناقلة للبناء نحو الأساسات ثم تسريبها إلى الأرض.وما عملية التدوير والتكوير إلا بغرض تحقيق انسيابية انتقال «العزم» البنائي بين عناصر الهيكل الإنشائي الأفقية إلى المكونات العمودية.
الأسقف الأفقية
أما تطويل بحور المقرنصات المكونة للقبة المتدرجة فالغرض منه التقليل من ثقل العزم أو ثقل البناء وترويض هذا العزم لإكساب التغطية صلابة أكبر في مواجهة أخطار أو احتمالات انهيار الأسقف التي تبدو أكبر في حال استخدام الأسقف الأفقية أو حتى عند استخدام القباب العادية ذلك أن قوة «رفص» عقد القبة قد تؤدي إلى تصدعها بعد وقت من التعرض لعوامل التعرية.
قبة زمردة خاتون واحدة من أشهر معالم العمارة السلجوقية الماثلة إلى اليوم في بغداد حاضرة العباسيين وتعد مثالا فريدا وكامل النضج للقباب المقرنصة التي اشتهرت بها عمارة السلاجقة. وزمرد المعروفة بزمردة خاتون التي ووري جثمانها الثرى تحت بناء تلك القبة هي الزوجة الأثيرة للخليفة العباسي المستضيء بالله، قدمت من شرقي التركستان إلى بغداد واحتلت مكانتها كجارية في القصر العباسي إلا أنها أثارت إعجاب الخليفة بجمالها فتزوجها سنة 552هـ وأنجبت له ابنه أحمد الذي صار فيما بعد خليفة للمسلمين باسم أحمد الناصر لدين الله.
المستضيء بالله هو الخليفة الثالث والثلاثون في ترتيب خلفاء الدولة العباسية وقد ولد عام 536هـ لأم أرمينية تزوجها أبوه الخليفة المستنجد بالله وتولى الخلافة وهو في الثلاثين من العمر فعمل على إراحة الرعية والتخفيف عنهم فرفع المكوس ورد المظالم وأظهر العدل ووزع المال على الفقراء والمحتاجين واقتدى بسيرة الملك العادل نور الدين محمود زنكي وقلده في نظام حكمه للشام.
وتصف المصادر التاريخية الخليفة بأنه كان من محاسن عصره حليما رحيما لينا كريما،لا يبالي بما أنفق من أموال وقد صادفت سنوات حكمه سقوط الدولة الفاطمية بمصر وتداعي الدولة السلجوقية وانحسارها في الأناضول وأيضا انحسار النفوذ الصليبي عن بلاد الشام، وقد توفي المستضيء بأمر الله في 30 شوال من عام 575هـ.
وانتقل زهد الخليفة إلى زوجته زمردة خاتون التي تفرغت لأعمال البر ونظرا لانتمائها للمذهب الشافعي عنيت بإنشاء جامع ومدرسة وضريح لها قرب مرقد معروف الكرخي وخصصت أوقافا للإنفاق من ريعها على وظائف تدريس المذهب الشافعي، كما قامت بإنشاء جامع جنوب مدرسة المستنصرية وهو يعرف اليوم بجامع الحفافين وتعتبر مئذنته من أقدم مآذن بغداد.
الخير والإحسان
ويذكر ابن سبط الجوزي أنها كانت امرأة صالحة متدينة تحب الخير والإحسان اعتادت في موسم الحج توزيع 300ألف دينار على الحجاج كما كانت توزع الأعطيات عند وصولها إلى مكة لأداء الحج وتعنى بالآبار واستراحات الحجاج.
وتوفيت زمردة خاتون عام 599هـ وحزن عليها ابنها الخليفة الناصر لدين الله حزنا شديدا، ومنذ تشييدها لهذه القبة وهي تستقطب بجمالياتها وتصميمها المعماري الفريد اهتمام المؤرخين والرحالة والمعنيين بالفنون والعمارة ويعتبر الرحالة الدانماركي «كريستين نيبور»من أقدم الأوروبيين الذين أشاروا لقبة زمردة خاتون وذلك عندما زار بغداد في عام 1766م وإن ذكر خطأ في رحلته أن القبر للسيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد.ويعرف طراز القبة الذي تكرر بعد ذلك في عدة مقابر ببغداد باسم «الميل» ومن أشهر نماذج هذا النوع قبة الشيخ عمر السهروردي التي شيدت في عام 622هـ ثم قبة مسجد ذي الكفل وقبة مشهد الشمسي في بغداد ولذا يعتبر مؤرخو العمارة الإسلامية قبة زمردة خاتون الأصل الذي تأثرت به بقية القباب.
ويتألف بناء القبة المشيدة كليا من الآجر أو الطابوق الجيد الحرق من غرفة مثمنة الأضلاع تحاكي بناء قبة الصخرة ويبلغ ارتفاع الجدران 8.30م. وتتميز هذه الجدران بالتدرج في السمك من أسفل إلى أعلى فتبدو شديدة السمك من أسفل عند قاعدة البناء حيث يصل سمك الجدران إلى ثلاثة أمتار ثم يقل السمك بعد ذلك تدريجيا وتلك الطريقة في البناء مكنت القبة من الصمود أمام عاديات الزمن رغم أنها مشيدة بالآجر الأحمر.
ويزدان كل ضلع من أضلاع المثمن من الخارج بدخلتين متماثلتين يتوج كل دخلة منهما عقد مدبب و فوق كل عقد منطقة مربعة وقد استخدمت قوالب الآجر في زخرفة العقود وأيضا سائر الواجهة بعناصر هندسية متنوعة عبر التنويع في أحجام وأشكال وأوضاع تلك القوالب فجمع البناء بين غرضي التشييد والزخرفة ويعد خلو الواجهة من الألوان من الأمور التي حرص عليها المعماري لإضفاء لمسة من الجمال الهادئ والحزين على ذلك المدفن.
وبداخل الجدران السميكة درج داخلي يقود إلى سطح البناء وقد استخدم المعمار تغطية فريدة لتلك القبة متخليا عن القباب النصف كروية التي كانت تقام عادة فوق البناء المثمن فلجأ إلى المقرنصات الخارجية التي رصت بهيئة متدرجة تبدأ من القاعدة بعدد 32 مقرنصا بواقع 4 مقرنصات بكل ضلع من أضلاع المثمن ثم يبدأ هذا العدد بالتناقص قبل أن ينتهي بقبة مقرنصة في قمة القبة الفريدة في نوعها.
وقد تباينت التفسيرات التي أعطاها المعماريون لتبرير لجوء المعمار لذلك الأسلوب البنائي المعروف في العراق باسم «الميل» فهناك من رآه أسلوبا عراقيا خاصا جاء متأثرا ببناء «الزاقورات» في المعابد الأشورية القديمة ومنهم من اعتبره تحايلا عبقريا على ندرة الأحجار الصلبة والأخشاب الجيدة في البيئة العراقية وجاء هذا الأسلوب للاحتيال على الخامة من خلال رص قطعها بملاط الطين أو الجص وتثبيتها متراكبة ومتكئة ومتراصفة مع بعضها. أما اللجوء للشكل المتطاول في تغطية المثمن فمبعثه الرغبة في تطويل المسافات بين البحور والمرتكزات التي تمثلها العناصر العمودية الناقلة للبناء نحو الأساسات ثم تسريبها إلى الأرض.وما عملية التدوير والتكوير إلا بغرض تحقيق انسيابية انتقال «العزم» البنائي بين عناصر الهيكل الإنشائي الأفقية إلى المكونات العمودية.
الأسقف الأفقية
أما تطويل بحور المقرنصات المكونة للقبة المتدرجة فالغرض منه التقليل من ثقل العزم أو ثقل البناء وترويض هذا العزم لإكساب التغطية صلابة أكبر في مواجهة أخطار أو احتمالات انهيار الأسقف التي تبدو أكبر في حال استخدام الأسقف الأفقية أو حتى عند استخدام القباب العادية ذلك أن قوة «رفص» عقد القبة قد تؤدي إلى تصدعها بعد وقت من التعرض لعوامل التعرية.