آهاات حالمة
Well-Known Member
هذه القصيدة بشهادة عدد من النقاد بأنها أول وأجمل قصيدة رومانسية
ليس ذلك لِجودتها الفنية فقط بل لِموضوعها غير المسبوق وجدانياً في بيئة الشعر
حيث كتبها شاعر في زوجته وهو على مشارف التسعين من عمره في بيئة ثقافية «نجدية» لا يكاد الإنسان يسامر زوجته داخل بيته،
فكيف يفعل ذلك شعراً وأمام الملأ
أما شاعرها عبدالله ابن إدريس فيقول عنها:
حصل بيني وبين زوجتي أم عبدالعزيز توافق في المرض، فكل منا صار عنده الضعف الصحي
ولا ندري من سيرحل أولاً وخرجت القصيدة وكانت على مستوى جيد والحمدالله
أأرْحَـلُ قَـبْلـكِ أمْ تـَرْحَـلين
وتَغرُبُ شَمْسي أمْ تَغرُبين
ويَنْبَـتُّ مـا بيْـنَنا مِنْ وجـود
ونسلُكُ دَرْبً الفِراقِ الحزين
ويذبُل ما شاقَنا من ربيعٍ
تـُؤرجه نفـحةُ الياسمـين
وتسْكُـبُ سُحُـبُ الأسـى وابـِلاً
على مرقدٍ في الثَّرى مُسْتَكين
فإنْ كُنْتُ بادئَ هذا الرّحيل
فيا حُزنُ رُوْحٍ براها الحَنين
وإن كُنتِ مَنْ قدْ طَواها المَدى
فـيا فـجـعـةً لـفـؤادي الطّـعيـن
لقد كُنتِ لي سَعْدَ هذا الوُجودِ
ويـا سَعْــدَنا بـصلاحِ البَـنـيـن
هُمُ الذُّخْرُ دَوْماً بِـذي الـحَياةِ
وهـُم كنْـزُنا بامـتـدادِ السّنين
سلَكْنا سويّاً طَـريقَ الـحياةِ
وإنْ شابَها كَدَرٌ بعضُ حين
لـقـدكُنـْتُ نِعْمَ الرّفيقِ الوَفِيّ
وأنتِ كذاكَ الرّفـيقُ الأمـين
لكَ الحمْدُ يا ربِّ أنْ صِغْتَها
خـدينةَ ديـنٍ وعقْلٍ رصيـن
تٌسابِقُني في اصْطِناع الجَميل
وتـَغْبِطُـني في انْـثيالِ اليَميـن
فيا زخَّةً مِنْ سَحابٍ رهيفٍ
ويا نفحةَ مِنْ سنا المُتَقين
حــيـاتـي بــدونِـكِ حـَـرٌّ وقــرٌّ
وأنتِ على صِدْقٍ ذا تَشْهَدين
ويَـنْـفَضُّ سامِـرُنا موغِلاً
رَحيلاً إلى أكْرَمِ الأكْرَمين
عبدالله بن إدريس