بنت الاكابر
Banned
يعكف الباحثون في معهد بيرنهارد نوخت في مدينة هامبورغ الألمانية على إنجاز دراسات تساعد على معرفة أكبر بمرض الملاريا وأنواعه وطرق انتقاله.
ووفر الباحثون في المعهد -الذي يعنى بالبحث في الأمراض الاستوائية وهو أقدم وأشهر المعاهد في هذا التخصص بألمانيا- في مبناه فضاء يحاكي البيئة الاستوائية.
ويتم في هذا الفضاء -الذي تصل فيه درجة الحرارة إلى 28 درجة مئوية، ودرجة الرطوبة 70%- تربية بعوض الأنوفيليس لإجراء الأبحاث اللازمة عليه.
تربية البعوض
وتقول إيريس بروخهاوس -التي بدأت أبحاثها في هذا المعهد قبل أربع سنوات- إن آلية العمل تعتمد على تغذية يرقات البعوض التي تسبح في ماء معبأ في أوعية بلاستيكية بيضاء.
وعندما يخرج البعوض من طور اليرقة ويكتمل نموه، يطير داخل صناديق بلاستيكية شفافة ذات فتحات تغطيها شبكات مشدودة وضعت لمنعه من الطيران إلى خارج الصناديق.
وتوضح الباحثة أن هذا النوع من البعوض غير ضار بالبشر لأنه ينقل الملاريا إلى القوارض فقط، أما الطفيليات التي تنقل إلى الإنسان عدوى مرض الملاريا الاستوائية فهي موجودة في أنابيب بمختبرات المعهد.
وتضيف بروخهاوس أن مجال بحثها الرئيسي هو الملاريا التي تصيب البشر، وأنها تسعى إلى معرفة الكيفية التي تتمكن بها كريات الدم الحمراء المصابة من تثبيت نفسها على جدران الأوردة، بحيث تفسح المجال لتكاثر الطفيليات بشكل مثالي في الخلايا.
وإذا ما تمكنت الباحثة من الإجابة على هذا السؤال، فقد يساهم ذلك في تطوير عقاقير من شأنها منع تثبيت كريات الدم الحمراء على الأوردة، لتقوم بالتالي بدورها في الدفاع عن الجسم.
"
تجرى أبحاث على الملاريا منذ أكثر من مائة عام، لكننا ما زلنا نجهل الكثير عن هذا المرض
"
أسئلة متعددة
لكن مسار المرض يثير العديد من الأسئلة، فإذا ما لسع البعوض شخصا ما فإن الطفيليات المسببة للمرض تدخل إلى مجرى الدم ثم تتكاثر في خلايا الكبد، وتواصل من هناك رحلتها المدمرة في مجرى الدم، بعد وصولها مرحلة التطور المعروفة بالميروزويت.
وبعد ذلك تهاجم هذه الطفيليات كريات الدم الحمراء وتخترقها وتغير من شكل الخلايا لتقوم بتثبيت نفسها على جدران الأوعية الدموية، وتواصل الطفيليات نموها ليتضاعف عددها بسرعة حتى تنفجر الخلية.
وهذا الانفجار يؤدي إلى انتشار الميروزويت مجددا في مجرى الدم، وهكذا تتكرر هذه الدورة ليصاب في نهاية المطاف عدد كبير من خلايا الدم الحمراء، وينجم عن هذا فقر الدم وانسداد الأوعية الدموية.
وتجرى أبحاث على الملاريا منذ أكثر من مائة عام، لكننا ما زلنا نجهل الكثير عن هذا المرض.
و"الملاريا الاستوائية" مرض خطير يهدد الحياة وفقا لمنظمة الصحة العالمية، إذ بلغ عدد الوفيات الناجمة عنه عام 2010 مثلا أكثر من 650 ألف شخص.
ولا تختلف أعراض المرض عن أعراض الإنفلونزا، إذ يصاب المريض بالحمى والغثيان والإسهال، ويعد العلاج في الوقت المناسب ضروريا لمنع إصابة أجهزة الجسم بأضرار كبيرة.
وهناك أكثر من مائتي نوع من الملاريا، ومن بينها الملاريا المنجلية وملاريا القوارض.
ويعتبر البعوض الناقل الرئيسي لعدوى هذا المرض، فلدغته لا تنقل العدوى إلى الإنسان وحده، بل إلى جميع الحيوانات، بما في ذلك الزواحف والطيور والقوارض والثدييات الأخرى، إذ تمثل كلها بلا استثناء وعاء مثاليا لحضانة طفيليات الملاريا.