أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

أثر الإيمان بالقدر في التغلب على مصائب الحياة

نور أية

Well-Known Member
إنضم
11 مايو 2014
المشاركات
74
مستوى التفاعل
0
النقاط
6

إيليا رجل أعمال ناجح يملك شركة من أكبر شركات المقاولات، وكثيرا ما يتصدر اسمه عناوين الصحف، وأغلفة مجلات المال والأعمال، وقد بدأ مشواره العملي عصامياً دون مساندة من أحد، حياته العائلية في غاية الاستقرار، فله زوجة وفية، وأولاد مهذبون، وحياة هادئة سعيدة، إلا أن سنة الحياة لم تتغير في حق "إيليا" فتقلبت به الدنيا كما تقلبت بغيره، وأرته الأحزان بعد الأفراح والمسرات، فبينما كان يقود اجتماعاً لمدراء الفروع في شركته إذ رن جرس هاتفه ليخبره رجل الشرطة أن زوجته وأولاده تعرضوا لحادث أليم ماتوا جميعا على إثره.


صعق "إيليا" من هول ما سمع، وعقدت الدهشة لسانه، وبدا الخوف والحزن على وجهه، ولم يدر ما يفعل!، إلا أنه حاول تجميع قواه للذهاب لمعاينة الحادث، وكان مما زاد من حزنه وألمه منظر زوجته وأولاده، وقد تمزقت جثتهم، وتناثرت أشلاؤهم، في منظر رهيب يلين قلب كل قاس، فكيف بالزوج الحنون والأب المشفق.

وبينما هو في تلك اللحظات العصيبة إذا بخبر آخر يأتي إليه عن طريق شركة الوساطة المالية التي يتعامل من خلالها في البورصة ليتفاجأ أن أسهم شركته قد انهارت جميعاً؟ يا لله ما الذي حصل؟ وكيف حصل؟ دارت الدنيا بــــــــ"إيليا" وأظلمت الحياة في وجهه، وعاد يجمع ما تبقى من شتات عقله ليسأل نفسه عما جرى، ويبحث له عن تفسير مقنع، لكن عقله لم يوصله إلى شيء، فانزوى عن الحياة، واعتزل المجتمع.



20120518-1106281948834010.jpg


وفي موضع آخر من الكرة الأرضية يجلس الحاج محمد ذاكرا الله -تعالى- حامداً له على كل حال، الرضا يعلو وجهه، والتسليم لله يملأ قلبه، وهو الذي تعرض بالأمس لنفس ما تعرض له "إيليا"، حيث ماتت زوجته وأولاده وفقد ماله، ولم يبق له شيء سوى إيمانه بربه، وعلاقته الطيبة بمن حوله، فصبر واحتسب على ما قدره الله، بخلاف ما فعل "إيليا".

قصتان أو موقفان من الخيال الواقعي نراهما ونسمع عنهما كثيرا، إلا أن القليل منا من يبحث في الأسباب الكامنة وراء تباين هذين الموقفين، ولن يعجز الباحث عن فهمهما إذا علم اختلاف عقيدة الرجلين، وتباين نظرتهما للحياة، فالحاج محمد مؤمن بالله -سبحانه-، وأنه بيده تصريف الأمور كلها، وأنه قدّر مقادير الخلائق قبل خلقها بأزمنة طويلة، وأن ما أصاب الناس من خير أو شر فهو بتقدير الله وتصريفه فعلام الخوف والجزع؟ في حين أن "إيليا" ملحد مادي لا يؤمن بالله -عز وجل-، وبالتالي فهو لا يؤمن بتقديره وحكمته، ويظن أن الأمور تحدث وفق تقديراتنا وخططنا دون إرادة الله ومشيئته، فلما حصلت الفاجعة لم يستوعبها، وتعطل عقله عن التفكير، وأظلمت الدنيا في وجهه، وتبدلت حياته كلها.



الحاج محمد يعلم ثواب الصبر، وأن الله يجزي الصابرين بغير حساب، وأنهم مبشرون بصلاة الله ورحمته وهدايته، فصبر واحتسب، مرددا قول المؤمنين الصابرين: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}، فحمد الله، وعلم أن الكل راجع إليه، وأنه عن قريب سيلتقي بمن فقده فكان في ذلك أعظم عزاء له.

الحاج محمد يعلم أن الله لا يقضي قضاء للمؤمن إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً، فعلم أن الله لم يرد إلا خيره وصلاحه فصبر واحتسب.



images


الحاج محمد كان قد سمع من إمام المسجد أن هذه المصائب وإن بدت في ظاهرها محناً وآلاماً إلا أن الإنسان لو تأمل حقيقتها لوجدها قد اشتملت على كثير من النعم، فتأمل في موت ولده ورأى أن في موتهم صغاراً خير لهم، فالصغير يدخل الجنة دون سابق حساب ولا عقاب، بخلاف ما إذا كبروا وبلغوا فهم سيحاسبون على الصغيرة والكبيرة، وزوجته امرأة صالحة، ولعل الله أراد بوفاتها تعجيل ثوابها، وإراحتها من مرضها الذي لزمها طويلاً، وأما ماله الذي فقده فربما كان سببا لانشغاله عن واجب أو أداء حق، فحمد الله على كل حال.

أما إيليا فلا يؤمن بشيء من ذلك، فانزوى عن الحياة، وأظلمت الدنيا في وجهه، وقعد عن العمل، في حين أن الحاج محمد حاول أن يستجمع قواه ليكافح من جديد، ويستأنف عمله، لأن إيمانه بالقدر لا يعني اليأس والقعود، فالله قد أمر بالعمل وحث عليه، فقال -سبحانه-: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}(التوبة: 105).


athar_aleman_bl2dr_t3lb_3_msayb_aldonya.jpg


هذه هي ثمرات الإيمان بالقدر رأيناها في قصة الحاج محمد والملحد إيليا، وهي ثمرات نستطيع من خلالها أن نفهم أثر الإيمان بالقدر في حياة الناس، وأسباب تباين مواقفهم تجاه مصائب الدنيا وصعوباتها، فليس صحيحاً أن الإيمان بالقدر يجعل من الإنسان سلبياً غير مقبل على الحياة، وليس صحيحاً أن الإيمان بالقدر يجعل من المرء عاجزاًً عن العمل، وليس صحيحاً أن الإيمان بالقدر يجعل من الإنسان جباناً لا يزيل ظلما ولا يسعى في دفعه، وفي هذه القصة ما يبين بوضوح أن الإيمان بالقدر يضفي سعادة على الإنسان، ويزيده قوة وقدرة على تخطي عقبات الحياة ومصاعبها، ويدفعه إلى العمل والإنتاج بشرط أن يفهمه فهما صحيحاً.


المصدر midad.com
 

Şнủт ủp

Well-Known Member
إنضم
20 مايو 2014
المشاركات
805
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
الإقامة
ٱڵـعـږٱڦـ
رد: أثر الإيمان بالقدر في التغلب على مصائب الحياة

شكرا وبارك الله بيج
 

نور أية

Well-Known Member
إنضم
11 مايو 2014
المشاركات
74
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
رد: أثر الإيمان بالقدر في التغلب على مصائب الحياة

images
 

شمس

🌹شمس الفخامه🌹
إنضم
14 مايو 2014
المشاركات
16,188
مستوى التفاعل
2,330
النقاط
113
الإقامة
العراق بغداد
رد: أثر الإيمان بالقدر في التغلب على مصائب الحياة

جزاك الله خير وبارك فيك
تحياتي
 

قيثار الجنون

Well-Known Member
إنضم
22 أبريل 2014
المشاركات
4,493
مستوى التفاعل
22
النقاط
38
الإقامة
القاهره
رد: أثر الإيمان بالقدر في التغلب على مصائب الحياة

6_6.gif




الذين يعطون غيرهم
جمال افكارهم
لابد ان ننحني بكل حب وتقدير واحترام لهم



ربي ما يحرمنا روعة حضور حضرتك





شكرا جزيلا للعطاء الانيق




تحياتي وودي واحترامي لحضرتك




أنا عالم أحزان
iuuyi.gif





6_6.gif
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )