✿قہہمہہر✿
بزونة المنتدى
- إنضم
- 22 أبريل 2016
- المشاركات
- 129,653
- مستوى التفاعل
- 2,419
- النقاط
- 114
رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث الصحيحة التي تُشير إلى فضل رمضان، وفضل صيامه وقيامه، ودوره في مغفرة الذنوب وتكفيرها، وتحصيل الأجور العظيمة، وأنَّ من فاته قيام رمضان فقد فاته خيرٌ عظيم، ومن هذه الأحاديث والنصوص ما يأتي: ما رواه عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (لمَّا رجَعَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من حَجَّتِهِ، قال لأمِّ سِنَانٍ الأنصاريَّةِ: ما منَعَكِ من الحجِّ. قالت: أبو فلانٍ، تَعني زوجَها، كان لهُ ناضِحَان حجَّ على أحَدِهِما، والآخرُ يسقي أرضًا لنَا. قالَ: فإنَّ عمرةً في رمضانَ تَقْضي حجةً معي)،[١] وقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث، وفي المراد أنّ المسلم إن اعتمر في شهر رمضان فسيُعادل ذلك فضيلة الحجِّ مع النبي، وفيما يلي أقوال العلماء في هذه الجزئيّة:[٢] ذهب بعض العلماء كسعيد بن جُبير، وابن حجر العسقلاني وغيرهما إلى أنّ هذا الحديث خاص بالمرأة التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأجابها بذلك الفضل، وأنّ هذا الفضل لا يصدق على غيرها من الناس. ذهب بعض العلماء إلى أنَّه لا تتحصّل هذه الفضيلة إلّا لمن نوى الحج في وقته فعجز عن أدائه مادياً أو جسدياً أو غير ذلك، ثمّ قدر على أداء عمرةٍ في شهر رمضان المبارك، فيكون بأدائها قد أدرك أجر وفضل الحج بنيّته الحج، وقد نُقل هذا القول عن ابن كثير وابن تيمية وغيرهما من العلماء. يرى أصحاب المذاهب الأربعة المعتبرة وغيرهم من الفقهاء الثقات والعلماء العدول أنّ هذا الفضل عام يشمل جميع من اعتمر في شهر رمضان، فليس ذلك الفضل خاصاً بالسائل كما ذهب أصحاب القول الأول، ولا خاصّ بمن نوى الحج وعجز عنه كما قال أصحاب الرأي الثاني. ما رُوي في تحري ليلة القدر من حديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (تَحَرَّوْا ليلة القدرِ في الوِتْرِ، من العشرِ الأواخرِ من رمضانَ).[٣] ومثله ما رواه عُبادة بن الصّامت -رضي الله عنه- قال: (خرج النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخبرنا بليلةِ القدرِ، فتلاحَى رجلانِ من المسلمينَ، فقال: خرجْت لأُخبِركم بليلةِ القدرِ، فتلاحَى فُلانٌ وفُلانٌ فرُفِعَت، وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمِسوها في التّاسعةِ والسّابِعةِ والخامِسةِ).[٤] فالمراد في الحديثين سابقي الذكر أنّ ليلة القدر لها أيّام وليالي خاصة تم تحديدها بالعشر الأواخر الفردية من شهر رمضان، وقد كان وقتها معلوماً، فلما اختلف الصحابيان فيها نسي النبي صلى الله عليه وسلم موعدها تحديداً، وبقي على العموم أنّها في الليالي الفردية من العشر الأواخر من شهر رمضان. ما رُوي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- في إثبات مداومة النبي -صلى الله عليه وسلم- على القيام والاعتكاف في العشر الأواخر فيها، واقتداء نسائه به بعد وفاته، فقد رُوي عنها أنّها قالت: (أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ من رمضانَ حتى توفاهُ اللهُ، ثم اعتكفَ أزواجُهُ من بعدِهِ).[٥] ما روي عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - في فضل الدعاء ليلة القدر؛ حيثُ روي في الصحيح أنّها قالت: (يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟ قالَ: تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي).[٦] ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا دخَل رمضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ وغُلِّقَتْ أبوابُ جهنَّمَ، وسُلسِلَتِ الشياطينُ)،[٧] وحسب نصِّ الحديث فإنّ تصفيد الشياطين في رمضان تصفيدٌ حقيقيّ مُطلق، إلّا أنّ ذلك لا يعني انعدام تأثير الشياطين على المسلم إطلاقاً، بل إنّ المراد ضعف تأثير الشياطين على المسلم، وضعف بأسهم وسطوتهم، فلا يكون بيدهم فعل ما يفعلونه في غير رمضان، وقد اختلف الناس في ذلك بسبب وجود المعاصي والذنوب والآثام، وانتشارها من بعض المسلمين في رمضان؛ فالجواب عن ذلك بالآتي:[٨] القول الأوّل: إِنَّ الشياطين تُغَلّ عَنْ الصَّائِمِينَ الذين أدّوا حق الصيام بشروطه وآدَابُهُ، أمَّا الذين لم يُحافظوا على آداب الصيام وشروطه فلا تُغَلّ عنهم الشياطين. القول الثاني: إنَّ الشياطين حتى إن صُفّدت؛ فإن ذلك لا يعني عدم وقوع الشر والمعاصي إطلاقاً؛ لأنّ للمعاصي والآثام أسباب أخرى لا تنحصر بوسوسة الشيطان فقط، بل من أسبابها كذلك وجود أهل الشر وأصحاب النفوس الخبيثة، والمقاصد السيئة، والذي ينظر إلى القنوات الهابطة والبرامج الخبيثة التي تنتشر في شهر رمضان تحديداً يُدرك ذلك جيداً. القول الثالث: قد يُقصد من هذا الإخبار تصفيد غالب الشياطين وكبار المَرَدة منهم، أمَّا مَن ليس مِن مَرَدة الجن فربّما إنّه غير مشمول في هذا الخبر، والمقصود من الحديث إجمالاً هو تقليل الشُّرُورِ والفتن، فإن كان موجوداً حقاً في رمضان إلّا إنّه قليل، ويُعوّض بالصيام والقيام والطاعة لأهل الأعمال الصالحة. ما رواه عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ).[٩] (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ. وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ)،[١٠] فهذا الحديث يدلُّ على أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أجود الناس إطلاقاً، وأجود الأحوال التي يمرُّ بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان؛ حين يلقاه جبريل ليعرض عليه القرآن؛ ولأنَّ الأعمال والأجور تتضاعف في رمضان، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يترك باباً للخير إلا يطرقه اغتناماً للأجر وإدراكاً لفضل شهر رمضان؛ حتى أنه يكون أجود من الريح المرسلة، فيعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويقوم فلا يفتر؛ يعتزل أهله في العشر الأواخر ويعتكف في مسجده.[١١] (فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُونَ).[١٢] (مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ).[١٣] (مَنْ صامَ رمضانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ ستًّا مِنْ شوَّالٍ كانَ كصيامِ الدَّهْرِ).[١٤] (صيامُ شهرِ رمضانَ بعشْرةِ أشْهُرٍ، وصيامُ سِتَّةِ أيامٍ بشَهرينِ، فذلِك صيامُ السنةِ).[١٥] (كل عملِ ابنِ آدمَ يُضاعفُ الحسنةَ عشرةَ أمثالها إلى سبعمائةِ ضعفٍ. قال اللهُ عزَّ وجلَّ: إلا الصومُ، فإنَّهُ لي وأنا أجزي بهِ، يَدَعُ شهوتَه وطعامَه من أجلي. للصائمِ فرحتانِ: فرحةٌ عند فطرِه، وفرحةٌ عند لقاءِ ربِّهِ، ولخُلوفٌ فيهِ أطيبُ عند اللهِ من ريحِ المسكِ).[١٦] (الصيامُ جُنَّةٌ، وهوحِصْنٌ مِنْ حصونِ المؤمِنِ، وكُلُّ عملٍ لصاحِبِهِ إلَّا الصيامُ، يقولُ اللهُ: الصيامُ لِي، وأنا أُجزي بِهِ).[١٧] آيات قرانية في الصيام ذُكرت كلمة الصّيام في أكثر من موضع في القرآن الكريم، إلّا أن أحكام الصّيام اقتُصِرَت على ما ورد في آخر سورة البقرة، وضّح فيها الله تعالى من يسقط عنهم الصّوم، وفضل هذه الشهر الكريم، وما أُحلّ للعباد خلال شهر الصّيام، والآيات هي كالآتي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ، أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).[١٨]