مناضل الناصر
Banned
كان بشر بن الحارث، الذي اشتهر باسم بشر الحافي من أهم الصوفية والزهاد الذين ظهروا في القرن الثاني الهجري، ولكن مما زاد من شهرة بشر، رابطة الأخوة التي جمعته مع ثلاثة من المتصوفات الشهيرات، وهم مضغة ومخة وزبدة، حيث تذكر الكتابات التاريخية، ومنها على سبيل المثال وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خلكان المتوفي 681هـ، أن كلاً من الأخوات الثلاث قد عُرفن بالزهد والتصوف، فكن مع أخيهن بشر من أعلام التصوف في عصرهن.
وقد ورد عن بشر الاعتراف بفضل إخوته عليه، حيث يذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة، أن الصوفي الحافي قد قال عن أخته الكبرى مضغة "إني تعلمت الورع منها، فإنها كانت تجتهد ألا تأكل ما للمخلوق فيه صنع"، كما يذكر أنه لما ماتت مضغة، فإن بشراً قد حزن عليها حزناً شديداً، وبكى عليها كثيراً، فلما عاتبه البعض في ذلك، قال لهم "قرأت في بعض الكتب أن العبد إذا قصر في خدمة ربه سلبه أنيسه، وهذه كانت أنيستي في الدنيا".
أما مخة، فيورد ابن كثير في البداية والنهاية، ما يدل على زهدها وبعدها عن الحرام، ذلك أنها قد ذهبت في يوم من الأيام إلى الإمام أحمد بن حنبل، لتسأله عن مسألة، فلما قابلته قالت له أنها تشتغل بصناعة الغزل، وأنها قد اعتادت على أن تمارس عملها على ضوء السراج، وفي بعض الأوقات ينفذ زيت السراج، فتخرج لتواصل عملها على ضوء القمر، وأنها تخاف أن يكون هناك اختلاف في الجودة ما بين غزل السراج وغزل القمر، فعجب ابن حنبل من ورعها وأشاد بها.
أما الأخت الثالثة، زبدة، فروي عنها عدد من الأقوال الحكيمة، ومن ذلك ما أورده ابن الجوزي من قولها "أثقل شيء على العبد الذنوب وأخفه عليه التوبة، فماله يدفع أثقل شيء بأخف شيء؟"
وقد ورد عن بشر الاعتراف بفضل إخوته عليه، حيث يذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة، أن الصوفي الحافي قد قال عن أخته الكبرى مضغة "إني تعلمت الورع منها، فإنها كانت تجتهد ألا تأكل ما للمخلوق فيه صنع"، كما يذكر أنه لما ماتت مضغة، فإن بشراً قد حزن عليها حزناً شديداً، وبكى عليها كثيراً، فلما عاتبه البعض في ذلك، قال لهم "قرأت في بعض الكتب أن العبد إذا قصر في خدمة ربه سلبه أنيسه، وهذه كانت أنيستي في الدنيا".
أما مخة، فيورد ابن كثير في البداية والنهاية، ما يدل على زهدها وبعدها عن الحرام، ذلك أنها قد ذهبت في يوم من الأيام إلى الإمام أحمد بن حنبل، لتسأله عن مسألة، فلما قابلته قالت له أنها تشتغل بصناعة الغزل، وأنها قد اعتادت على أن تمارس عملها على ضوء السراج، وفي بعض الأوقات ينفذ زيت السراج، فتخرج لتواصل عملها على ضوء القمر، وأنها تخاف أن يكون هناك اختلاف في الجودة ما بين غزل السراج وغزل القمر، فعجب ابن حنبل من ورعها وأشاد بها.
أما الأخت الثالثة، زبدة، فروي عنها عدد من الأقوال الحكيمة، ومن ذلك ما أورده ابن الجوزي من قولها "أثقل شيء على العبد الذنوب وأخفه عليه التوبة، فماله يدفع أثقل شيء بأخف شيء؟"