بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لقد تميز عهد الإمام الرضا عليه السلام بالانفتاحالفكري الواسع، وتبِعه بالضرورة كثرةُ المناظرات.
ولأهداف مبطنة لدى المأمون تنطوي على الكثير من الخبث والدهاء، فقد عمل على تنظيم العديد من المناظرات بين كبار المحاججين والمناظرين اللامعين والإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.
ولأن الرضا سلام الله عليه سليل العترة الطاهرة،أولي الألباب والقلوب العارفة العالمة، كان فيها سيد العلم الذي لا ينضب وكلمةالحق التي لا تعلو فوقها كلمة.
وما ميز مناظرات وحوارات إمامنا عليه السلام، هو:
إعتماد الأسلوب العلمي الأخلاقي في إظهارالحقائق المُبرهنة وهداية الطرف المقابل، حرصاً عليه من سقوطهم في الانحرافات معتجنبه عليه السلام النقاش لأجل النقاش أو الحوار لأجل إظهار الغلبة، ولو تتبعناالحوارات والمناظرات التي أُقيمت بين الإمام الرضا عليه السلام والأطراف المقابلةكاليهود والنصارى، أو الملحدين والمخالفين، لوجدناه عليه السلام رافضاً كل جدالٍعقيم ولف ودوران، حيث كان هدفه إيصالهم إلى الحقيقة، وإثباتها لهم ومحاولة إقناعهمبها.
ثم إنه عليه السلام أظهر البراعة في تحقيق عناصرالحوار الفعال الناجح، من شخصية المُحاوِر أولًا، الذي يُدير عملية الحوار بكلانفتاح، حيث سمح عليه السلام لمناظره ليبدي كل ما لديه، بعد ذلك يعمد عليه السلامإلى تفنيد ما يطرحه المقابل بالأدلة الواضحة القاطعة المقنعة التي تسد الطريق علىمن تعمد الجدل أو المغالطة والمكابرة.
أما أُسلوبه في الحوار، وهو أمرٌ مهم للوصول إلىالهدف المطلوب بلا إتلاف وقت أو إضاعة جهد، فقد رأيناه متميزاً في استخدامالأُسلوب الواضح الذي يسير وفق منهجيةٍ علمية دقيقة مع الحفاظ التام على الأسلوبٍ الأخلاقي الراقي الذي يعتمد اللين والمحبة أساساً في البحث والمناظرة، إيماناًبمبدأ الإسلام بأن الحوار وسيلةٌ من وسائل إصابة الهدف وكشف الحقيقة للأخذ بهااعتقاداً وعملاً.
وقد حدثنا التاريخ عن حواراتٍ كثيرةٍ وبحوثٍومجالات علميةٍ عميقةٍ وخطيرة في مواضيع حساسة كالتوحيد والنبوات والأديانوالإمامة والكتب السماوية، فلم يُنقل لنا أن الإمام الرضا صلوات الله عليه ـ حاشاهـ قد أهان واحداً من المخالفين أو مس كرامته، أو خدش مشاعره وأحاسيسه، بل نقل لناأن جميع مخالفيه انتهوا بالإقرار بما أدلى هو سلام الله عليه، أظهروا ذلك أوأخفوه، ولكن الذي ظهر على الجميع هو ارتسامُ ملامح الرضى على مُحياهم، لأن الإمامبحق هو (الرضا) اسماً ولقباً وحقيقةً وواقعاً.
• روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة في(عيون أخبار الرضا عليه السلام 13:1 / ح 1) بسنده عن أبي نصر البزنطي قال: قلتُلأبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام (الإمام الجواد عليه السلام): إنقوماً مِن مخالفيكم يزعمون أن أباك إنما سماه المأمونُ «الرضا»، لما رضيه لولايةعهده فقال عليه السلام: «كذبوا واللهِ وفجروا بل اللهُ تبارك وتعالى سماه الرضا؛لأنه كان رضىً لله عز وجل في سمائه ورضىً لرسوله والأئمة بعده صلوات الله عليهم فيأرضه».
فقلت: ألم يكن كل واحدٍ من آبائك الماضين عليهمالسلام رضىً لله عز وجل ولرسوله والأئمة بعده عليهم السلام ؟ فقال: «بلى»، فقلت:فلِم سُمي أبوك عليه السلام مِن بينهم «الرضا»؟ قال: «لأنه رضِي به المخالفون مِنأعدائِه، كما رضي به الموافقون مِن أوليائِه، ولم يكن ذلك لأحدٍ من آبائهِ عليهمالسلام، فلذلك سُمي مِن بينهم الرضا عليه السلام» .
بحار الأنوار ج 49
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لقد تميز عهد الإمام الرضا عليه السلام بالانفتاحالفكري الواسع، وتبِعه بالضرورة كثرةُ المناظرات.
ولأهداف مبطنة لدى المأمون تنطوي على الكثير من الخبث والدهاء، فقد عمل على تنظيم العديد من المناظرات بين كبار المحاججين والمناظرين اللامعين والإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.
ولأن الرضا سلام الله عليه سليل العترة الطاهرة،أولي الألباب والقلوب العارفة العالمة، كان فيها سيد العلم الذي لا ينضب وكلمةالحق التي لا تعلو فوقها كلمة.
وما ميز مناظرات وحوارات إمامنا عليه السلام، هو:
إعتماد الأسلوب العلمي الأخلاقي في إظهارالحقائق المُبرهنة وهداية الطرف المقابل، حرصاً عليه من سقوطهم في الانحرافات معتجنبه عليه السلام النقاش لأجل النقاش أو الحوار لأجل إظهار الغلبة، ولو تتبعناالحوارات والمناظرات التي أُقيمت بين الإمام الرضا عليه السلام والأطراف المقابلةكاليهود والنصارى، أو الملحدين والمخالفين، لوجدناه عليه السلام رافضاً كل جدالٍعقيم ولف ودوران، حيث كان هدفه إيصالهم إلى الحقيقة، وإثباتها لهم ومحاولة إقناعهمبها.
ثم إنه عليه السلام أظهر البراعة في تحقيق عناصرالحوار الفعال الناجح، من شخصية المُحاوِر أولًا، الذي يُدير عملية الحوار بكلانفتاح، حيث سمح عليه السلام لمناظره ليبدي كل ما لديه، بعد ذلك يعمد عليه السلامإلى تفنيد ما يطرحه المقابل بالأدلة الواضحة القاطعة المقنعة التي تسد الطريق علىمن تعمد الجدل أو المغالطة والمكابرة.
أما أُسلوبه في الحوار، وهو أمرٌ مهم للوصول إلىالهدف المطلوب بلا إتلاف وقت أو إضاعة جهد، فقد رأيناه متميزاً في استخدامالأُسلوب الواضح الذي يسير وفق منهجيةٍ علمية دقيقة مع الحفاظ التام على الأسلوبٍ الأخلاقي الراقي الذي يعتمد اللين والمحبة أساساً في البحث والمناظرة، إيماناًبمبدأ الإسلام بأن الحوار وسيلةٌ من وسائل إصابة الهدف وكشف الحقيقة للأخذ بهااعتقاداً وعملاً.
وقد حدثنا التاريخ عن حواراتٍ كثيرةٍ وبحوثٍومجالات علميةٍ عميقةٍ وخطيرة في مواضيع حساسة كالتوحيد والنبوات والأديانوالإمامة والكتب السماوية، فلم يُنقل لنا أن الإمام الرضا صلوات الله عليه ـ حاشاهـ قد أهان واحداً من المخالفين أو مس كرامته، أو خدش مشاعره وأحاسيسه، بل نقل لناأن جميع مخالفيه انتهوا بالإقرار بما أدلى هو سلام الله عليه، أظهروا ذلك أوأخفوه، ولكن الذي ظهر على الجميع هو ارتسامُ ملامح الرضى على مُحياهم، لأن الإمامبحق هو (الرضا) اسماً ولقباً وحقيقةً وواقعاً.
• روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة في(عيون أخبار الرضا عليه السلام 13:1 / ح 1) بسنده عن أبي نصر البزنطي قال: قلتُلأبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام (الإمام الجواد عليه السلام): إنقوماً مِن مخالفيكم يزعمون أن أباك إنما سماه المأمونُ «الرضا»، لما رضيه لولايةعهده فقال عليه السلام: «كذبوا واللهِ وفجروا بل اللهُ تبارك وتعالى سماه الرضا؛لأنه كان رضىً لله عز وجل في سمائه ورضىً لرسوله والأئمة بعده صلوات الله عليهم فيأرضه».
فقلت: ألم يكن كل واحدٍ من آبائك الماضين عليهمالسلام رضىً لله عز وجل ولرسوله والأئمة بعده عليهم السلام ؟ فقال: «بلى»، فقلت:فلِم سُمي أبوك عليه السلام مِن بينهم «الرضا»؟ قال: «لأنه رضِي به المخالفون مِنأعدائِه، كما رضي به الموافقون مِن أوليائِه، ولم يكن ذلك لأحدٍ من آبائهِ عليهمالسلام، فلذلك سُمي مِن بينهم الرضا عليه السلام» .
بحار الأنوار ج 49