B
banned1
Guest
أسألوني قبل ان تفقدوني ..للإمام علي((عليه السلام))
عن الأصبغ بن نباتة قال: لما جلس علي عليه السلام على الخلافة وبايعه الناس, خرج الى المسجد متعمما بعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله واله وسلم, لابسا بردة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متنعلا نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متقلدا سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فصعد المنبر وجلس عليه متمكنا وشبك أصابعه ووضعها أسفل بطنه.
ثم قال:
معاشر الناس أسألوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا مازقني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زقا زقا, أسألوني فإن عندي علم الأولين والآخرين , أما والله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول : صدق علي ماكذب لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ. وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل فيقول : صدق علي ماكذب لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ . وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول : صدق علي ماكذب لقد
أفتاكم بما أنزل الله فيّ . وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا فهل فيكم أحد يعلم مانزل فيه؟ ولولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة, وهي هذه الآية (
( يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)).
ثم قال : أسألوني قبل أن تفقدوني فوالله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية آية في ليل نزلت أو في نهار أنزلت , مكيها ومدنيها, سفريها وحضريها, ناسخها ومنسوخها, محكمها ومتشابهها , وتأويلها وتنزيلها, لأخبرتكم.
فقام اليه رجل, يقال له ذعلب وكان ذرب اللسان بليغا في الخطب شجاع القلب.
فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنه اليوم لكم في مسألتي اياه .
فقال : ياأمير المؤمنين هل رأيت ربك؟
فقال سلام الله عليه : ويلك ياذعلب ! لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره,
فقال ذعلب : فكيف رأيته صفه لنا.
فقال: ويلك ياذعلب! ان ربي لايوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بمجيء ولا ذهاب, لطيف اللطافه لايوصف باللطف, عظيم العظمة لايوصف بالعظم, كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر, جليل الجلالة لايوصف بالغلظ, رؤوف الرحمة لايوصف بالرقة, مؤمن لابعبادة , مدرك لابمجسة قائل لا باللفظ. هو في الأشياء على غير ممازجة خارج منها على غير مبائنة, فوق كل شيء فلا يقال شيء فوقه, وأمام كل شيء ولايقال له أمام, داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل , وخارج من الأشياء لاكشيء من شيء خارج.
فخر ذعلب مغشيا عليه ثم قال: تالله ماسمعت مثل هذا الجواب والله لاعدت لمثلها.
ثم قال عليه السلام: أسألوني قبل أن تفقدوني..
فقام الأشعث بن قيس وقال : ياأمير المؤمنين كيف يؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب ولم يبعث اليهم نبي؟
فقال: بلى ياأشعث قد أنزل الله عليهم كتابا وبعث اليهم رسولا, حتى كان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته الى فراشه فارتكبها, فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا الى بابه فقالوا: أيها الملك دنست علينا ديننا فأهلكته, فاخرج نطهرك ونقيم عليك الحد. فقال لهم: اجتمعوا واسمعوا كلامي فان يكن لي مخرج مما ارتكبت والا فشأنكم, فاجتمعوا فقال لهم: هل علمتم ان الله لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبيه آدم وأمنا حواء؟
قالوا : صدقت أيها الملك .
قال: أوليس قد زوج بنيه بناته وبناته من بنيه؟
قالوا صدقت هذا هو الدين.
فتعاقدوا على ذلك فمحى الله مافي صدورهم , من العلم ورفع عنهم الكتاب, فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب والمنافقون أشد حالا منهم.
فقال الأشعث: والله ما سمعت لمثل هذ الجواب والله لاعدت لمثلها ابدا.
ثم قال عليه السلام : أسألوني قبل أن تفقدوني.
فقام اليه رجل من أقصى المسجد متوكيا على عصاه فمازال يتخطا الناس حتى دنا منه ثم قال : ياأمير المؤمنين دلني على عمل إذا انا عملته نجاني الله من النار؟
فقال له : اسمع ياهذا ثم افهم ثم استيقن , قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعلمه وبغني لايبخل بماله على أهل دين الله وبفقير صابر. فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور وعندها يعرف العارفون لله أن الدار قد رجعت الى بدئها أي الكفر بعد الإيمان.
أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى, أيها السائل انما الناس ثلاثة : زاهد وراغب وصابر, فأما الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه ولا يحزن على شيء منها فاته , وأما الصابر فيتمناها بقلبه فان أدرك منها شيء صرف عنها قلبهلما يعلم من سوء عاقبتها, وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام.
قال له : ياأمير المؤمنين فماعلامة المؤمن في ذلك الزمان؟
قال: ينظر الى ماأوجب الله عليه من حق فيتولاه وينظر الى ماخلفه فيتبرأ منه وان كان حميماً قريباً.
قال: صدقت ياأمير المؤمنين.
ثم غاب الرجل فلم نراه ثم طلبه الناس فلم يجدوه فتبسم علي سلام الله عليه على المنبر، وقال: مالكم هذا أخي الخضر عليه السلام.
ثم قال: أسألوني قبل أن تفقدوني .
فلم يقم اليه أحد فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم, ثم قال للحسن عليه السلام : قم فاصعد المنبر وتكلم بكلام لاتجهلك قريش بعدي فيقولون : ان الحسن بن علي لايحسن شيئا, فقال الحسن: ياأبه كيف أصعد وأتكلم وانت في الناس تسمع وترى؟
فقال له: بأبي وأمي أو اري نفسي عنك فأسمع وأرى وأنت لاتراني. فصعد الحسن المنبر وحمدالله بمحامد بليغة شريفة ثم صلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة موجزه، ثم قال:أيها الناس سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
أنا مدينة العلم وعلي بابها , وهل تدخل المدينة الا من بابها؟
ثم نزل فوثب اليه علي صلى الله عليه وآله وسلم فحمله وضمه الى صدره. ثم قال للحسين عليه السلام: قم فاصعد المنبر وتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون : إن الحسين بن علي لايبصر شيئا, وليكن كلامك تبعاً لكلام أخيك.
ثم صعد الحسين المنبر ثم حمد الله وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم صلاة موجزه ، ثم قال: يامعاشر الناس سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: ان علي هو مدينة هدى فمن دخلها نجى ومن تخلف عنها هلك. فوثب اليه الامام علي فضمه الى صدره وقبله.
ثم قال: معاشر الناس اشهدوا انهما فرخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووديعته التي استودعنيها وأنا استودعكموها معاشر الناس ورسول الله سائلكم عنهما.
عن الأصبغ بن نباتة قال: لما جلس علي عليه السلام على الخلافة وبايعه الناس, خرج الى المسجد متعمما بعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله واله وسلم, لابسا بردة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متنعلا نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متقلدا سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فصعد المنبر وجلس عليه متمكنا وشبك أصابعه ووضعها أسفل بطنه.
ثم قال:
معاشر الناس أسألوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا مازقني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زقا زقا, أسألوني فإن عندي علم الأولين والآخرين , أما والله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول : صدق علي ماكذب لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ. وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل فيقول : صدق علي ماكذب لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ . وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول : صدق علي ماكذب لقد
أفتاكم بما أنزل الله فيّ . وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا فهل فيكم أحد يعلم مانزل فيه؟ ولولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة, وهي هذه الآية (
( يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)).
ثم قال : أسألوني قبل أن تفقدوني فوالله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية آية في ليل نزلت أو في نهار أنزلت , مكيها ومدنيها, سفريها وحضريها, ناسخها ومنسوخها, محكمها ومتشابهها , وتأويلها وتنزيلها, لأخبرتكم.
فقام اليه رجل, يقال له ذعلب وكان ذرب اللسان بليغا في الخطب شجاع القلب.
فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنه اليوم لكم في مسألتي اياه .
فقال : ياأمير المؤمنين هل رأيت ربك؟
فقال سلام الله عليه : ويلك ياذعلب ! لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره,
فقال ذعلب : فكيف رأيته صفه لنا.
فقال: ويلك ياذعلب! ان ربي لايوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بمجيء ولا ذهاب, لطيف اللطافه لايوصف باللطف, عظيم العظمة لايوصف بالعظم, كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر, جليل الجلالة لايوصف بالغلظ, رؤوف الرحمة لايوصف بالرقة, مؤمن لابعبادة , مدرك لابمجسة قائل لا باللفظ. هو في الأشياء على غير ممازجة خارج منها على غير مبائنة, فوق كل شيء فلا يقال شيء فوقه, وأمام كل شيء ولايقال له أمام, داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل , وخارج من الأشياء لاكشيء من شيء خارج.
فخر ذعلب مغشيا عليه ثم قال: تالله ماسمعت مثل هذا الجواب والله لاعدت لمثلها.
ثم قال عليه السلام: أسألوني قبل أن تفقدوني..
فقام الأشعث بن قيس وقال : ياأمير المؤمنين كيف يؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب ولم يبعث اليهم نبي؟
فقال: بلى ياأشعث قد أنزل الله عليهم كتابا وبعث اليهم رسولا, حتى كان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته الى فراشه فارتكبها, فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا الى بابه فقالوا: أيها الملك دنست علينا ديننا فأهلكته, فاخرج نطهرك ونقيم عليك الحد. فقال لهم: اجتمعوا واسمعوا كلامي فان يكن لي مخرج مما ارتكبت والا فشأنكم, فاجتمعوا فقال لهم: هل علمتم ان الله لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبيه آدم وأمنا حواء؟
قالوا : صدقت أيها الملك .
قال: أوليس قد زوج بنيه بناته وبناته من بنيه؟
قالوا صدقت هذا هو الدين.
فتعاقدوا على ذلك فمحى الله مافي صدورهم , من العلم ورفع عنهم الكتاب, فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب والمنافقون أشد حالا منهم.
فقال الأشعث: والله ما سمعت لمثل هذ الجواب والله لاعدت لمثلها ابدا.
ثم قال عليه السلام : أسألوني قبل أن تفقدوني.
فقام اليه رجل من أقصى المسجد متوكيا على عصاه فمازال يتخطا الناس حتى دنا منه ثم قال : ياأمير المؤمنين دلني على عمل إذا انا عملته نجاني الله من النار؟
فقال له : اسمع ياهذا ثم افهم ثم استيقن , قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعلمه وبغني لايبخل بماله على أهل دين الله وبفقير صابر. فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور وعندها يعرف العارفون لله أن الدار قد رجعت الى بدئها أي الكفر بعد الإيمان.
أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى, أيها السائل انما الناس ثلاثة : زاهد وراغب وصابر, فأما الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه ولا يحزن على شيء منها فاته , وأما الصابر فيتمناها بقلبه فان أدرك منها شيء صرف عنها قلبهلما يعلم من سوء عاقبتها, وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام.
قال له : ياأمير المؤمنين فماعلامة المؤمن في ذلك الزمان؟
قال: ينظر الى ماأوجب الله عليه من حق فيتولاه وينظر الى ماخلفه فيتبرأ منه وان كان حميماً قريباً.
قال: صدقت ياأمير المؤمنين.
ثم غاب الرجل فلم نراه ثم طلبه الناس فلم يجدوه فتبسم علي سلام الله عليه على المنبر، وقال: مالكم هذا أخي الخضر عليه السلام.
ثم قال: أسألوني قبل أن تفقدوني .
فلم يقم اليه أحد فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم, ثم قال للحسن عليه السلام : قم فاصعد المنبر وتكلم بكلام لاتجهلك قريش بعدي فيقولون : ان الحسن بن علي لايحسن شيئا, فقال الحسن: ياأبه كيف أصعد وأتكلم وانت في الناس تسمع وترى؟
فقال له: بأبي وأمي أو اري نفسي عنك فأسمع وأرى وأنت لاتراني. فصعد الحسن المنبر وحمدالله بمحامد بليغة شريفة ثم صلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة موجزه، ثم قال:أيها الناس سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
أنا مدينة العلم وعلي بابها , وهل تدخل المدينة الا من بابها؟
ثم نزل فوثب اليه علي صلى الله عليه وآله وسلم فحمله وضمه الى صدره. ثم قال للحسين عليه السلام: قم فاصعد المنبر وتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون : إن الحسين بن علي لايبصر شيئا, وليكن كلامك تبعاً لكلام أخيك.
ثم صعد الحسين المنبر ثم حمد الله وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم صلاة موجزه ، ثم قال: يامعاشر الناس سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: ان علي هو مدينة هدى فمن دخلها نجى ومن تخلف عنها هلك. فوثب اليه الامام علي فضمه الى صدره وقبله.
ثم قال: معاشر الناس اشهدوا انهما فرخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووديعته التي استودعنيها وأنا استودعكموها معاشر الناس ورسول الله سائلكم عنهما.