سما العراق
Well-Known Member
- إنضم
- 28 يونيو 2020
- المشاركات
- 13,633
- مستوى التفاعل
- 52
- النقاط
- 48
أستغفر الله.. قصة وعبرة
ماهر الجراح*
â—„شكا سعيد همّه لصديقه حسين يوماً بعد أن أصابته ضائقة مالية بسبب قلة الزبائن بعد إرتفاع الأسعار، فقال له حسين: "إذا شئت سعة الرزق فاستغفر الله لأنّ الله تعالى يقول: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) (هود/ 52)". أعجب سعيد بالفكرة وقرر أن يستغفر ربه حتى يوسع عليه رزقه. ذهب مساءً إلى المنزل وتناول مسبحة كانت لديه وجلس يستغفر الله بجوار نار الموقد التي كانت تستعر في ليلة شتاء باردة. تذكر أنّه كان يرى جده جالساً هكذا يذكر الله بجوار الموقد عندما كان طفلاً صغيراً. بدأ يقول بصوت خافت "أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله..." وكرر ذلك مئات المرات خلال مدة طويلة. فجأة سأل نفسه: "ولكن ما هي ذنوبي التي إستغفر الله عليها؟" بدأ يفكر بذنوبه فشاهد في مخيلته قصة حياته كلها منذ أن كان... ... فتى مراهقاً حتى أصبح شاباً ثمّ رجلاً وتذكر ذنوباً كثيرة إرتكبها في حياته. بدأ يرى حياته كلها مليئة بالذنوب كأنها صفحة سوداء قاتمة فخاف وإرتعش ووجف قلبه. لم يعد يستطيع أن يفكر بذنوبه أكثر لأنّه كره نفسه المحملة بالذنوب منذ سنوات طويلة. ألقت يده المرتعشة المسبحة منها وكف لسانه عن الإستغفار وأراد أن يقوم من مجلسه ولكن فجأة خطر له خاطر جعله يتجمد في مكانه "ماذا لو جئت يا سعيد يوم القيامة بكل هذه الذنوب لتعرض عليك وتحاسب عليها؟ ماذا سيكون مصيرك غير نار جهنم؟" إعتراه الخوف والرعب من مشهد الحساب يوم القيامة ونظرت عيناه إلى النار في الموقد فتخيل نار جهنم أمامه وهو يكاد أن يلقى فيها فخر في مكانه وهو لا يكاد يقوى على الحراك. بعد دقائق مرت كأنها سنوات عليه أحس بالعرق يغمر وجهه وبدأ يخاطب نفسه ويقول: "أستغفر الله العظيم، كيف أتخلص من ذنوبي؟ سأستغفر ربي أكثر وأكثر حتى يغفر لي كل ذنوبي". إمتدت يده إلى المسبحة من جديد وبدأ لسانه يكرر الإستغفار بإلحاح لساعات طويلة في تلك الليلة. وفي اليوم التالي كرر سعيد الإستغفار من جديد وبدأت أفكار وأسئلة كثيرة تخطر في باله من دون توقف "هل يكفي أن أستغفر الله بلساني حتى يغفر لي ذنوبي؟ كلا، هذا لا يكفي. يجب أن أتوب أوّلاً وأكف عن إرتكاب المعاصي وأعاهد الله أن لا أعود إليها أبداً. ويجب أن أكثر من الصلاة والصيام والزكاة والأعمال الحسنة حتى تزداد حسناتي لأنّ الحسنات يذهبن السيئات. نعم الآية تقول: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) (هود/ 3)، فلابدّ من التوبة إذا". بعد أيام من الإستغفار بدأ سلوك سعيد يتغير بالتدرج لأن ذنوبه صارت أقل من ذي قبل وصار يكثر من العبادة والأعمال الحسنة. رغبته في الخلاص من ذنوبه أنسته طلب المال والتفكير في قلة الرزق التي كان يعاني منها، ولكن الله فرج عنه بعد فترة قصيرة لحسن نيته وإخلاصه. جاء صديقه حسين ليزوره بعد مدة وسأله إذا كان قد وجد الإستغفار مفيداً فأجابه سعيد: "لقد وجدت فوائد الإستغفار يا حسين أكبر من مجرد الحصول على الرزق في الدنيا، وإني لأرجو أن يعطيني الله بالإستغفار سعة في الدنيا والآخرة".â–؛
*كاتب من هولندا
ماهر الجراح*
â—„شكا سعيد همّه لصديقه حسين يوماً بعد أن أصابته ضائقة مالية بسبب قلة الزبائن بعد إرتفاع الأسعار، فقال له حسين: "إذا شئت سعة الرزق فاستغفر الله لأنّ الله تعالى يقول: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) (هود/ 52)". أعجب سعيد بالفكرة وقرر أن يستغفر ربه حتى يوسع عليه رزقه. ذهب مساءً إلى المنزل وتناول مسبحة كانت لديه وجلس يستغفر الله بجوار نار الموقد التي كانت تستعر في ليلة شتاء باردة. تذكر أنّه كان يرى جده جالساً هكذا يذكر الله بجوار الموقد عندما كان طفلاً صغيراً. بدأ يقول بصوت خافت "أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله..." وكرر ذلك مئات المرات خلال مدة طويلة. فجأة سأل نفسه: "ولكن ما هي ذنوبي التي إستغفر الله عليها؟" بدأ يفكر بذنوبه فشاهد في مخيلته قصة حياته كلها منذ أن كان... ... فتى مراهقاً حتى أصبح شاباً ثمّ رجلاً وتذكر ذنوباً كثيرة إرتكبها في حياته. بدأ يرى حياته كلها مليئة بالذنوب كأنها صفحة سوداء قاتمة فخاف وإرتعش ووجف قلبه. لم يعد يستطيع أن يفكر بذنوبه أكثر لأنّه كره نفسه المحملة بالذنوب منذ سنوات طويلة. ألقت يده المرتعشة المسبحة منها وكف لسانه عن الإستغفار وأراد أن يقوم من مجلسه ولكن فجأة خطر له خاطر جعله يتجمد في مكانه "ماذا لو جئت يا سعيد يوم القيامة بكل هذه الذنوب لتعرض عليك وتحاسب عليها؟ ماذا سيكون مصيرك غير نار جهنم؟" إعتراه الخوف والرعب من مشهد الحساب يوم القيامة ونظرت عيناه إلى النار في الموقد فتخيل نار جهنم أمامه وهو يكاد أن يلقى فيها فخر في مكانه وهو لا يكاد يقوى على الحراك. بعد دقائق مرت كأنها سنوات عليه أحس بالعرق يغمر وجهه وبدأ يخاطب نفسه ويقول: "أستغفر الله العظيم، كيف أتخلص من ذنوبي؟ سأستغفر ربي أكثر وأكثر حتى يغفر لي كل ذنوبي". إمتدت يده إلى المسبحة من جديد وبدأ لسانه يكرر الإستغفار بإلحاح لساعات طويلة في تلك الليلة. وفي اليوم التالي كرر سعيد الإستغفار من جديد وبدأت أفكار وأسئلة كثيرة تخطر في باله من دون توقف "هل يكفي أن أستغفر الله بلساني حتى يغفر لي ذنوبي؟ كلا، هذا لا يكفي. يجب أن أتوب أوّلاً وأكف عن إرتكاب المعاصي وأعاهد الله أن لا أعود إليها أبداً. ويجب أن أكثر من الصلاة والصيام والزكاة والأعمال الحسنة حتى تزداد حسناتي لأنّ الحسنات يذهبن السيئات. نعم الآية تقول: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) (هود/ 3)، فلابدّ من التوبة إذا". بعد أيام من الإستغفار بدأ سلوك سعيد يتغير بالتدرج لأن ذنوبه صارت أقل من ذي قبل وصار يكثر من العبادة والأعمال الحسنة. رغبته في الخلاص من ذنوبه أنسته طلب المال والتفكير في قلة الرزق التي كان يعاني منها، ولكن الله فرج عنه بعد فترة قصيرة لحسن نيته وإخلاصه. جاء صديقه حسين ليزوره بعد مدة وسأله إذا كان قد وجد الإستغفار مفيداً فأجابه سعيد: "لقد وجدت فوائد الإستغفار يا حسين أكبر من مجرد الحصول على الرزق في الدنيا، وإني لأرجو أن يعطيني الله بالإستغفار سعة في الدنيا والآخرة".â–؛
*كاتب من هولندا