- إنضم
- 31 يناير 2017
- المشاركات
- 2,303,238
- مستوى التفاعل
- 48,722
- النقاط
- 117
أضرار التلفاز على الرضع
غزا التلفاز بيوتنا منذ زمن، ومنذ ذلك الحين لم يكف الحديث عما له وما عليه من مزايا وأضرار. ولم يؤثر القيل والقال على انتشاره، بل زاد عليه في الآونة الأخيرة الأجهزة اللوحية وما بدى من تعلق بها وانجذاب شديد لها بين الجميع كبارًا وصغارًا. إلا أن الأمر عندما يتعلق بأطفالنا، فلا بد من وقفة نراجع فيها أنفسنا حفاظُا على تلك الأمانة التي وضعها الله بين أيدينا. لذا سنركز حديثنا فيما يلي على أضرار التلفاز على الرضع بشكل خاص.
من هو الرضيع
يُطلق لفظ الرضيع على الإنسان منذ ولادته وحتى اكتمال عامه الثاني، وهي الفترة التي تكون فيها الرضاعة مصدرًا أساسيًّا للتغذية، والتي تُسحَب تدريجيًّا من الرضيع حتى يتم الفِطام. وتتميَّز هذه المرحلة بأنها أكثر المراحل أهمية في حياة الإنسان؛ إذ ينمو خلالها بشكل سريع جدًّا مُقارنةً بغيرها من المراحل، ففضلًا عن نمو جسمه، يكتسب الكثير من القدرات والمهارات، فيبدأ في إدراك المُحيطين به والتمييز بينهم والتفاعل معهم، إلى جانب تعلمه الكلام والمشي واكتشاف الأشياء من حوله. ومن ثَمَّ كانت الطريقة التي يتبعها الآباء والأمهات في التفاعل مع تلك المهارات وتعزيزها من الأمور المؤثرة، ليست في لحظات القيام بها فحسب، بل يمتد تأثيرها على الابن حتى بعد أن يكبُر.
التلفاز والرضع
لا يخفى على أحد مدى انجذاب الرضع للتلفاز على الرغم من عدم إدراكهم لما يدور أمامهم من أحداث أو مشاهد، إلا أن الانجذاب هنا يكون لما يدور على شاشته من حركة، وما ينبعث منه من ألوان وأضواء كفيلة بجذب انتباه الصغير وسحبه من كل المثيرات الحقيقية الأخرى. وهو ما تستغله معظم الأمهات لتتمكن من القيام ببعض المهام اليومية، فتضع الطفل في غرفة المعيشة مع فتح التلفاز لإلهائه، دون الانتباه إلى أضرار التلفاز على الرضع وإدراكها.
أضرار التلفاز على الرضع
أُجريت العديد من الدراسات التي أشارت إلى أضرار التلفاز على الرضع والتي أكدت على تنوعها ما بين الأضرار الصحية والنفسية والسلوكية، إذ:
- يؤثر التعرض لشاشة التلفاز أو غيرها من الشاشات المُضيئة لفترة طويلة بالسلب على أعين الرضيع وقوة نظره.
- يُقلل المكوث في حضرة التلفاز لساعات طويلة من التقاط الكلمات من المُحيطين وتعلم النطق.
- يُقلل التلفاز أيضًا من قدرة الصغير على التفاعل، مما يجعله أكثر عرضه لتطور أعراض التوحد.
- وُجِد أن الأطفال الذين يتعرضون للشاشات المُضيئة بكثرة يُعانون من اضطرابات النوم، أو ينامون لساعات أقل من أقرانهم.
- يحتاج الرضيع في هذه المرحلة إلى التواصل الجسدي والشعور بالدفء والاهتمام أكثر من احتياجه لشاشة تجذب جُل اهتمامه وتعزله عن المُحيطين به.
في الوقت الذي بات فيه من الصعب منع التلفاز تمامًا، يُنصَح بالحد من تشغيل أجهزة التلفاز في المنازل قدر الإمكان، وفي حالة تشغيلها لفترة محدودة لا تتجاوز ساعة يوميًا، يكون ذلك في وجود شخص كبير مع الرضيع، يُحاول مداعبته بين الحين والآخر وتخفيف انجذابه لتلك الشاشة، وقد يكون ذلك بالحديث معه عما يدور أمامه من مشاهد أو أحداث.