عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,772
- النقاط
- 113
كما تعرف النبع قبل الورود
تشمُّ مِن السفح ريح النجودْ
تجيءُ مهرِّبةً ذات يوم
وتُمسي مواطنةً ذات جُودْ
تبيض هنا وهناك الرَّصاصَ
وترمي هنا وهناك النقودْ
* * *
ويوما تُسمَّى «لميساً» ويوماً
تُسمَّى «فُنَيدا» ويوماً «فُنُود»
وعن كل شيءٍ تعيد السؤال
وتبدي غباءاً أمام الردود
أتسهو عن «القات» يا عم يوماً؟
أعد إليه الثواني (عدود)!
وكيف تراك - لدى مضغه؟
أميراً على جن (بيت العرود)!
وكم عمرك الآن؟ سبعون عاماً
عرفت الأعاجيب: حمراً وسود!
* * *
تكسرت في زمن (الانسحاب)
ويوم «كريتر» ذبحت اليهود
بذي «السك» أحرقت طيارتين
على الانجليز، السلاح الزنود
* * *
أراكم حفاةً.. نعم كالنمور
لأهل الغنى، لبس تلك «المسود»
وهل تقصدون من الاغتراب
سوى المال؟ إن المعنى قصود
* * *
وأنت كجدك، يا ذا الفتى؟
كنفسي، على كل عاتٍ حقود
تراك، وأختيك ند «الإمام»؟
أضيفي إلينا ألوف الندود
* * *
وتستنفر المستريب الصموت
بإطرائها كل حاكٍ سرود:
(حكى لي «أبو عامرٍ» قصةً
سأكتبها برحيق الخلود)
تجس نبواءات «بيت الفقيه»
لكي تدخل الغيم قبل الرعود
وعند «المقذي» ترى داءها
وعند «الشبيبي» تداوي الكمود
وفي طب «حيفان» و«الحيمتين»
تغوص من الساق حتى الخدود
* * *
(هنا.. كل شيءٍ على ما يرام
لكل عنودٍ نقيضٌ عنود
إذا ما استحال الموالي عدواً
فسوف يكون المعادي سنود
أما ههنا للعداوات حد
وبين الأخوات أعتى الحدود
يقولون: لا بد.. لا بد.. لا..
عن البت يستحمسون البدود
أرى بعضهم نبت هذي السنين
وأكثرهم نبت عهد الجدود)
* * *
تضاهي أوان «المقيل» الثقاة
فتروي تواريخ كل العهود
وتبدي اختصاصاَ بعلم النقوش
وأقوام «عادٍ» وأصحاب «هود»
* * *
(هناك.. بنوا مئتي معبدٍ
وكانوا هنا، يعصرون القنود
وكانوا يصلون قبل الصباح
وبعد الضحى، يدبغون الجلود
يحوكون في «الجند» المذهبات
وفي «مأربٍ» ينقشون اللبود)
* * *
وتسرد: كيف مضى «آصف»
بـ (بلقيس) ثم تلتها «السدود»
و«ذي حود» تحكي: على أنه
لتوحيده الله سموه «حود»
وتزعم: أن «يريماً» مَرِيمٌ
وأن اسم «عبهلةٍ» «ذا العبود»
وأن «أبا حميرٍ» شافعي
و«خولان» من قبل «زيدٍ» «زيود»
و«ذو يزنٍ» نشد المستحيل
لكي ينجلي بعد، موت النشود
وتخبر عن «سبأ»: كم سبى
وكيف طوى «حضرموت» البرود؟
(أكانوا سيوفاً، كما يدعون؟
فكيف استحالوا بقايا غمود؟
أأتقنت سحر الزمان الدفين؟
لكي تقتدي بالقبور المهود)
* * *
وتبدي، بأن اهتماماتها
«معينيةٌ» عن أبيها تذود
وقد تدعي أنها من «زبيدٍ»
وأن خؤولتها من «عتود»
وأن أباها تحدى «الوشاح»
وضاع ابنها في ليالي «القرود»
وأن أخاها اشترى «موتراً»
قبيل «الحلالي» وباع «القعود»
وعن «فيد» «صنعا» سوى الناس عف
وعادوا سواه بأغلى «الفيود»
* * *
تغني كأهلي: أيا (دان دان)
وكالأهل تدعو الجبال: «الحيود»
وكـ «ابن الغويري» تشد «العسيب»
وتلبس كـ «العنسيات» العقود
فتغدو يمانيةً من زجاجٍ
مقاتلةً لا يراها الجنود..
وبعد ثلاثين شهراً تغيب
وتأتي كأخرى، كطيف شرود
(مهماتي اليوم: شتى الوجوه
فكم أشتري؟ وعلى كم أجود)؟
وتنسل كالهارب المطمئن
وتختال كالياسمين الميود..
* * *
تراها فتاةً بُعيد الشروق
وقبل العشية زوجاً ولود
لها من جلود التماسيح ثوبٌ
وقبعةٌ من سراب «النفود»
* * *
تلوح «سويديةً» تارةً
وحيناً عليها اصفرار «الهنود»
وتبدو هناك ابنة «العم سام»
وتبدو هنا، ناقةً من «ثمود»
وآناً تمر كسيارةٍ
وترنو كغزلان وادي «زرود»
وطوراً تحجر لمح العيون
وطوراً تعلب فيها الهجود...
* * *
وبعد ثمانين يوماً تغيب
وتأتي.. عليها مئات النهود!
(أرى ذلك «البنطلون» أشرأب
على ذلك «التكس» كبش سفود)
* * *
يصير اسمها العربي (رندةً)
ومن دللوها دعوها (رنود)
وكان اسمها في «دبي» «أم زينٍ»
وفي سوق «طهران» «قوت الكبود»
وكان اسمها في «المعادي» «حناناً»
وفي «الأحمدي» كان «أم الرشود»
وكانت «بيروت» «دوبو فوار»
وفي «خور مكسر» «مرجريت يود»
* * *
لها سلةٌ من فتات اللغات
وقارورةٌ من حليب الوعود
تسمي حسيناً «هسيناً» كما
تنادي بايثار: فردٍ فرود...
فيعجبها مثل «عبدالغفور»
ويرعبها مثل «سعد الكدود»
تقول لذا: ألف شكرٍ، تقول لهاتيك
«مرسي» لهذين: «قود»
ومن كتب الحب تشري الرخيص
وتبتاع ليلاً.. بيبع الهمود
* * *
هنا تفتح الجيب والساعدين
هنا.. تفتح النار ذات الوقود!
وتندس بين الحمى والحمى
وبيني، وبيني تشق اللحود
وتسخو على كل ذي ثروةٍ
وتستنزف السيد بن المسود
* * *
(لماذا أجود، ولا أستميل
كثيراً، وأهوى، وألقى الصدود؟
أما آد هذي الرياح الغبار
وحجب المدى؟ أي شيءٍ يؤود؟)
ترى الحل نفي الحمى من حماه
وتبديل أبنائه بالوفود!!
* * *
يخوفها بائع «السندويتش»
وترتاب في بائع «العنبرود»
وتخشى الزقاق الترابي، تراه
يراوغها.. كالرقيب الكيود
* * *
(أأقتاد كل أنوف القصور
ويوقعني شارعٌ في القيود؟)
فتخفى كعادتها مدةً
وتأتي كأخرى، كشيخٍ صيود
لها لحيةٌ كالنبي الكذوب
وظهرٌ كظهر الحصان (الحرود)
وكفان - رغم التماع الحلى -
بنانهما من أفاعٍ ودود!!
أواناً تناهز منهى السقوط
وآناً تناهز بدء الصعود!
بأسمار «صنعا» تسمى المدام
وفي «باب موسى» تسمى «حمود»!
وتدعى بـ «صعفان» دكتورةً
وتدعى بـ «همدان» ذات الجعود
«بوادي بنا» ينكرون اسمها
وفي الجوف يدعونها: (عقنفود)
وتدعى «الخبيرة» في «البرتكول»
وفي غيره أم أخفى الجهود؟
ترود هنا، مصيفاً في الشتا
وتشتو مصيفاً، فماذا ترود؟
تُشتِّي، وتصطاف كل الفصول
سوى الحر تبغي، وغير البرود
* * *
على منكب الجوع ترقى.. ترى
على من ستقضي؟ ومن ذا تقود؟
تجيء كباحثةٍ مرةً
وأخرى كمبحوثةٍ لا تعود
عبدالله البردوني
تشمُّ مِن السفح ريح النجودْ
تجيءُ مهرِّبةً ذات يوم
وتُمسي مواطنةً ذات جُودْ
تبيض هنا وهناك الرَّصاصَ
وترمي هنا وهناك النقودْ
* * *
ويوما تُسمَّى «لميساً» ويوماً
تُسمَّى «فُنَيدا» ويوماً «فُنُود»
وعن كل شيءٍ تعيد السؤال
وتبدي غباءاً أمام الردود
أتسهو عن «القات» يا عم يوماً؟
أعد إليه الثواني (عدود)!
وكيف تراك - لدى مضغه؟
أميراً على جن (بيت العرود)!
وكم عمرك الآن؟ سبعون عاماً
عرفت الأعاجيب: حمراً وسود!
* * *
تكسرت في زمن (الانسحاب)
ويوم «كريتر» ذبحت اليهود
بذي «السك» أحرقت طيارتين
على الانجليز، السلاح الزنود
* * *
أراكم حفاةً.. نعم كالنمور
لأهل الغنى، لبس تلك «المسود»
وهل تقصدون من الاغتراب
سوى المال؟ إن المعنى قصود
* * *
وأنت كجدك، يا ذا الفتى؟
كنفسي، على كل عاتٍ حقود
تراك، وأختيك ند «الإمام»؟
أضيفي إلينا ألوف الندود
* * *
وتستنفر المستريب الصموت
بإطرائها كل حاكٍ سرود:
(حكى لي «أبو عامرٍ» قصةً
سأكتبها برحيق الخلود)
تجس نبواءات «بيت الفقيه»
لكي تدخل الغيم قبل الرعود
وعند «المقذي» ترى داءها
وعند «الشبيبي» تداوي الكمود
وفي طب «حيفان» و«الحيمتين»
تغوص من الساق حتى الخدود
* * *
(هنا.. كل شيءٍ على ما يرام
لكل عنودٍ نقيضٌ عنود
إذا ما استحال الموالي عدواً
فسوف يكون المعادي سنود
أما ههنا للعداوات حد
وبين الأخوات أعتى الحدود
يقولون: لا بد.. لا بد.. لا..
عن البت يستحمسون البدود
أرى بعضهم نبت هذي السنين
وأكثرهم نبت عهد الجدود)
* * *
تضاهي أوان «المقيل» الثقاة
فتروي تواريخ كل العهود
وتبدي اختصاصاَ بعلم النقوش
وأقوام «عادٍ» وأصحاب «هود»
* * *
(هناك.. بنوا مئتي معبدٍ
وكانوا هنا، يعصرون القنود
وكانوا يصلون قبل الصباح
وبعد الضحى، يدبغون الجلود
يحوكون في «الجند» المذهبات
وفي «مأربٍ» ينقشون اللبود)
* * *
وتسرد: كيف مضى «آصف»
بـ (بلقيس) ثم تلتها «السدود»
و«ذي حود» تحكي: على أنه
لتوحيده الله سموه «حود»
وتزعم: أن «يريماً» مَرِيمٌ
وأن اسم «عبهلةٍ» «ذا العبود»
وأن «أبا حميرٍ» شافعي
و«خولان» من قبل «زيدٍ» «زيود»
و«ذو يزنٍ» نشد المستحيل
لكي ينجلي بعد، موت النشود
وتخبر عن «سبأ»: كم سبى
وكيف طوى «حضرموت» البرود؟
(أكانوا سيوفاً، كما يدعون؟
فكيف استحالوا بقايا غمود؟
أأتقنت سحر الزمان الدفين؟
لكي تقتدي بالقبور المهود)
* * *
وتبدي، بأن اهتماماتها
«معينيةٌ» عن أبيها تذود
وقد تدعي أنها من «زبيدٍ»
وأن خؤولتها من «عتود»
وأن أباها تحدى «الوشاح»
وضاع ابنها في ليالي «القرود»
وأن أخاها اشترى «موتراً»
قبيل «الحلالي» وباع «القعود»
وعن «فيد» «صنعا» سوى الناس عف
وعادوا سواه بأغلى «الفيود»
* * *
تغني كأهلي: أيا (دان دان)
وكالأهل تدعو الجبال: «الحيود»
وكـ «ابن الغويري» تشد «العسيب»
وتلبس كـ «العنسيات» العقود
فتغدو يمانيةً من زجاجٍ
مقاتلةً لا يراها الجنود..
وبعد ثلاثين شهراً تغيب
وتأتي كأخرى، كطيف شرود
(مهماتي اليوم: شتى الوجوه
فكم أشتري؟ وعلى كم أجود)؟
وتنسل كالهارب المطمئن
وتختال كالياسمين الميود..
* * *
تراها فتاةً بُعيد الشروق
وقبل العشية زوجاً ولود
لها من جلود التماسيح ثوبٌ
وقبعةٌ من سراب «النفود»
* * *
تلوح «سويديةً» تارةً
وحيناً عليها اصفرار «الهنود»
وتبدو هناك ابنة «العم سام»
وتبدو هنا، ناقةً من «ثمود»
وآناً تمر كسيارةٍ
وترنو كغزلان وادي «زرود»
وطوراً تحجر لمح العيون
وطوراً تعلب فيها الهجود...
* * *
وبعد ثمانين يوماً تغيب
وتأتي.. عليها مئات النهود!
(أرى ذلك «البنطلون» أشرأب
على ذلك «التكس» كبش سفود)
* * *
يصير اسمها العربي (رندةً)
ومن دللوها دعوها (رنود)
وكان اسمها في «دبي» «أم زينٍ»
وفي سوق «طهران» «قوت الكبود»
وكان اسمها في «المعادي» «حناناً»
وفي «الأحمدي» كان «أم الرشود»
وكانت «بيروت» «دوبو فوار»
وفي «خور مكسر» «مرجريت يود»
* * *
لها سلةٌ من فتات اللغات
وقارورةٌ من حليب الوعود
تسمي حسيناً «هسيناً» كما
تنادي بايثار: فردٍ فرود...
فيعجبها مثل «عبدالغفور»
ويرعبها مثل «سعد الكدود»
تقول لذا: ألف شكرٍ، تقول لهاتيك
«مرسي» لهذين: «قود»
ومن كتب الحب تشري الرخيص
وتبتاع ليلاً.. بيبع الهمود
* * *
هنا تفتح الجيب والساعدين
هنا.. تفتح النار ذات الوقود!
وتندس بين الحمى والحمى
وبيني، وبيني تشق اللحود
وتسخو على كل ذي ثروةٍ
وتستنزف السيد بن المسود
* * *
(لماذا أجود، ولا أستميل
كثيراً، وأهوى، وألقى الصدود؟
أما آد هذي الرياح الغبار
وحجب المدى؟ أي شيءٍ يؤود؟)
ترى الحل نفي الحمى من حماه
وتبديل أبنائه بالوفود!!
* * *
يخوفها بائع «السندويتش»
وترتاب في بائع «العنبرود»
وتخشى الزقاق الترابي، تراه
يراوغها.. كالرقيب الكيود
* * *
(أأقتاد كل أنوف القصور
ويوقعني شارعٌ في القيود؟)
فتخفى كعادتها مدةً
وتأتي كأخرى، كشيخٍ صيود
لها لحيةٌ كالنبي الكذوب
وظهرٌ كظهر الحصان (الحرود)
وكفان - رغم التماع الحلى -
بنانهما من أفاعٍ ودود!!
أواناً تناهز منهى السقوط
وآناً تناهز بدء الصعود!
بأسمار «صنعا» تسمى المدام
وفي «باب موسى» تسمى «حمود»!
وتدعى بـ «صعفان» دكتورةً
وتدعى بـ «همدان» ذات الجعود
«بوادي بنا» ينكرون اسمها
وفي الجوف يدعونها: (عقنفود)
وتدعى «الخبيرة» في «البرتكول»
وفي غيره أم أخفى الجهود؟
ترود هنا، مصيفاً في الشتا
وتشتو مصيفاً، فماذا ترود؟
تُشتِّي، وتصطاف كل الفصول
سوى الحر تبغي، وغير البرود
* * *
على منكب الجوع ترقى.. ترى
على من ستقضي؟ ومن ذا تقود؟
تجيء كباحثةٍ مرةً
وأخرى كمبحوثةٍ لا تعود
عبدالله البردوني