عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,771
- النقاط
- 113
أقسم الله تعالى في سورة العصر
أقسم الله تعالى في سورة العصر
نعم أقسم الله تعالى في سورة العصر بالدهر، فتُعد سورة العصر من السور التي جمعت نهج الإسلام وطرقه حيث أبرزت معالم الدين وأركان الإسلام وعلوم القرآن الكريم وغاياته ومراتب الكمال البشري جميعها، فتُعد سورة العصر من السور التي تُظهر غاية الإسلام وإعجازه حيث قامت بتوضيح سعادة الإنسان وشقائه في آنٍ واحد مع تباين أسباب الفوز والنجاح في الدنيا والآخرة ومعالم الدين التي يجب على كل مسلم اتباعها.سورة العصر من السور القصيرة جدًا ذات الآيات القليلة ولكنها تحمل معاني رهيبة وجبارة وذلك من حيث الدلالات والمعاني والألفاظ، حيث قال فيها الإمام الشافعي: (لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم )، فيقول الكثير من العلماء فيها سورة العصر وما أدراك ما سورة العصر، سورة العصر هي السورة التي بدأ الله تبارك وتعالى فيها بالقسم بالعصر والذي يظنه البعض صلاة العصر ولكن الله سبحانه وتعالى كان يقسم بالدهر.
فقال الله تبارك وتعالى العصر وما أدراك ما العصر والعصر هنا يُقصد به الدهر أي أيام الله عز وجل التي يقوم فيها بخلق ما يشاء من عباده، ويحكم فيها كيفما يشاء، ولقد ذكر في القرآن الكريم قول وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون، ولقد قام الله تبارك وتعالى بالقسم بالدهر لأهميته الكبيرة وتبيين مكانته العظيمة ومنزلته، فالدهر هو ميدان العاملين والمتسابقين، فمن استغل الدهر حق استغلاله فاز بالدنيا والآخرة.
وعلى الرغم من ذلك قال بعض المفسرين أن الغرض من القسم في سورة العصر هو صلاة العصر التي تكون عند منتهى النهار، فتُعد صلاة العصر من الصلوات العظمى التي حث الله تبارك وتعالى عليها في القرآن الكريم في سورة البقرة حين قال حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، فكان يُقصد بالصلاة الوسطى هنا صلاة العصر، كما قال تبارك وتعالى أيضًا في كتابه العزيز وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، وهنا يعني صلاة العصر.
تفسير سورة العصر
ويعتبر الخُسر هنا من الأشياء الغير مقيدة بدنيا أو آخرة بل كانت عامة حيث أن كل إنسان ظلوم وكفار لربه سوف يلقى عذاب عظيم سواء كان في الدنيا أو الآخرة، وذلك القول ينطبق على جميع فئات المجتمع الأبيض منهم والأسود العربي والأعجمي، فجميعهم في خسران مبين في حالة أن لم ينصتوا إلى كلام الله تبارك وتعالى، ويؤمنوا بما أُنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم.أقسم الله تعالى في سورة العصر بالدهر وبين في الجزء الأول منه خسران الإنسان وضلاله، ولكنه أيضًا وضح لنا أن الذين أمنوا وهو الإيمان العظيم والإيمان هنا ينقسم إلى قسمين الإيمان بالقول والإيمان بالجوارح وهو الإيمان بالقلب الذي يُزيد من الطاعات وينقص من العصيان، فالإيمان الذي يكون في القلب هو الذي يعزز الثقة بالله ويُزيد الإيمان به سبحانه وتعالى.
الإيمان بالله هو الركن الثاني من أركان الدين والذي يكون له شروط صعبة المنال حيث لا تنطبق إلا على عدد قليل من الناس، ولقد وصف الله تبارك وتعالى المؤمنين في كتابه الكريم فقال: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )، وقال في وصفهم ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ).
وقال سبحانه وتعالى أيضًا (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ )، كما أن للإيمان تفاسير كثيرة ومن ضمنها تفسير جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره). [1] [2]
سبب نزول سورة العصر إسلام ويب
لم يتم ذكر سبب معين لنزول سورة العصر مثل بقية السور الواردة في القرآن الكريم والتي كان لها سبب نزول وليكن على سبيل المثال سورة المجادلة التي نزلت في السيدة خولة التي كانت تُجادل زوجها أوس بن الصامت حتى حرمها على نفسه، والكثير من السور القرآنية الأخرى التي كان لها سبب نزول حتى في توقيتها ومكان نزولها سواء كانت من السور المكية أو المدنية، ولقد كان الشيخ الواحدي رحمه الله من أقدم الشيوخ الذين قاموا بتأليف كتب عن أسباب نزول الآيات ولكن لم يذكر في كتابه شيء عن أسباب نزول سورة العصر.ولكن بشكل عام يمكن أخذ سورة العصر على محمل السور التي تحث المؤمن على التركيز في عبادته لبيان الفرق بين الإنسان المؤمن والإنسان الواقع في الخسران المبين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في سورة العصر والتي فسرها بعض العلماء بأنها صلاة العصر لفضلها العظيم أو من صلى البردين دخل الجنة،والبردان هنا يعنيان الصبح والعصر، حيث حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمحافظة عليهم وعدم التفريط فيهم أو التكاسل عنهم وعن أي صلاة أخرى.
ولكن كان لمكانة صلاة العصر والصبح فضل عظيم، كما قال أيضًا النبي صلى الله عليه وسلم أن من ترك صلاة العصر حبط عمله، ولقد أقسم الله تبارك وتعالى بالعصر الذي قال ابن عباس رضي الله عنه وأكثر المفسرين أن العصر هنا يعني الدهر، فقال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز والعصر إن الإنسان لفي خسر.
حيث أقسم الله تبارك وتعالى أن كل إنسان سوف يكون في خسارة وضياع عظيم وحرمان في حالة أن قام بتفضيل العاجلة على الآجلة أي غلبته الشهوات واتبعته الأهواء وسيطر عليه حب الذات فقال فيه الله إن الإنسان لفي خسر، أي أن الإنسان لظلوم كفار وكنود لربه وعجول وقتورا، ولقد تم ذكر عدة مواضع للإنسان في القرآن الكريم تدل على جدل الإنسان. [3] [1]