أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

أنسيمس النافع

عطري وجودك

Well-Known Member
إنضم
5 أغسطس 2019
المشاركات
81,600
مستوى التفاعل
2,568
النقاط
113
أنسيمس النافع
كان أنِسِيمُسُ عبدًا لفِلِيمُون المواطن الثري في كولوسي :
(فليمون16)،
والعضو المُتقدّم في الكنيسة هناك. وكان غير مؤمنٍ عندما أجرم في حق سَيِّده المسيحي؛ ربما سلب أموال سَيِّده وهرب من كولوسي، واتخذ طريقه إلى روما التي كانت تُمثل “الكورة البعيدة ” حيث كان يتجمع الضَّالون الأشرار.
ولكن إذا كانأنِسِيمُسُ قد هرب من سَيِّده الأرضي، لكنه لم يستطع الهروب من سَيِّده السَّماوي ومن نعمته التي كانت تُلاحقه وتبحث عنه. ففي روما اتصل ببولس الرسول حيث :
«أَقَامَ بُولُسُ سَنَتَينِ كَامِلَتَينِ فِي بَيْتٍ اسْتَأْجَرَهُ لِنَفْسِهِ. وَكَانَ يَقْبَلُ جَمِيعَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِ، كَارِزًا بِمَلَكُوتِ الرب، وَمُعَلِّمًا بِأَمْرِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ»
(أعمال28: 30-31).
ولا نعلم ما الذي جعل “العبد الهارب” يتصل ببولس الرسول؟!
لعله أضاع ما بيده من نقود، واحتاج وجاع، أو لعلها وخزات الضمير. لعله لم يستطع أن ينسي بيت سَيِّده في كولوسي، الذي كان مكانًا لاجتماع أولاد الرب :
(فليمون2).
لعله لم يستطع أن ينسَ كيف تحدث فِلِيمُون عن بولس عدة مرات، فقد كان فِلِيمُونُ مدينًا باهتدائه لكرازة بولس. والآن ها هو أنسيمس في روما، فيا له من ترتيب عجيب أن يكون بولس في روما أيضًا!

وكان من نتيجة تقابلهما، أن قَبِلَ أُنِسِيمُسُ المسيح بواسطة كرازة الرسول بولس أيضًا، فيقول عنه:
«ابْنِي أُنِسِيمُسَ، الَّذِي وَلَدْتُهُ فِي قُيُودِي»
(فليمون10).
ولم يُقدِّم له الرسول بولس رسالة الإنجيل فحسب، بل قدَّم له الحب والعطف والحنان والأمان!
لقد دعاه ابنًا!
وسمع أنِسِيمُسُ الرسول بولس وهو يناديه:
“ابْنِي أُنِسِيمُسَ”!
وفتحت المحبة قلب أُنِسِيمُسَ لا إلى بولس فحسب، بل إلى رب بولس؛ إلى الرب يسوع نفسه. ويا لروعة النعمة التي تُجدِّدْ!
وأصبحت خدمات أُنِسِيمُس نافعة جدًا لبولس الذي أراد أن يحتفظ به معه، ولكن حيث لم يكن في إمكانه أن يفعل ذلك بدون موافقة فِلِيمُون، أرسله إلى كولوسي، إلى سَيِّده هناك.

وفي ذلك الوقت، كتب الرسول بولس إلي الكنيسة في كولوسي عن عدة أمور، وعهد بالرسالة لكل من تِيخِيكُس وأُنِسِيمُس، ويوصي الرسول بأُنِسِيمُس عند الإخوة في كولوسي قائلاً:
«أنِسِيمُسَ الأَخِ الأَمِينِ الْحَبِيبِ الَّذِي هُوَ مِنْكُمْ»
(كولوسي4: 9)،
ومثل هذه التوصية - ولا شك - قد سهلت بدرجة كبيرة عودة أنِسِيمُس إلى كولوسي.
ولكن بولس فعل ما هو أكثر من ذلك، إذ زوَّد أنِسِيمُس بخطاب كتبه بنفسه إلى فِلِيمُون، وحيث أن أنِسِيمُس كان عائدًا إلى مدينة اشتهر فيها بأنه لم يكن مؤمنًا ولا أمينًا، احتاج إلى مَنْ يشهد بحقيقة التغيير الذي حدث في حياته، وهو ما فعله الرسول بولس في رسالتيه إلى كولوسي وإلى فليمون.

لقد قدم الرسول بولس أنِسِيمُس بكياسة رائعة إذ يقول:
«فَاقْبَلْهُ، الَّذِي هُوَ أَحْشَائِي»
(فليمون12)؛
فالرجل الذي عُرف على أنه عبد حقير هارب، يُقدَّم لهم الآن، لا كعبد فيما بعد، بل كأخ، فهو لم يعد خائنًا غادرًا، بل موضع ثقة، لم يعد هدفًا للاحتقار، بل غرضًا للحب. وبناء على ذلك، يرجو الرسول فِلِيمُون أن يستقبل أنِسِيمُس بنفس الفرح الذي كان سيستقبله هو نفسه به
(فليمون17).
ويا لروعة النعمة التي تُرفِّعْ!

ولم يُعطِ الإيمان المسيحي لأُنِسِيمُس الحرية والمساواة، والإخاء والحب فقط، بل أعطاه إلى جانبها الصلاح والنفع، إذ عاد أنِسِيمُسُ إلى معنى اسمه الذي أفقده إياه الشر والإثم، إذ أصبح نافعًا. لقد كان ماضيه مناقضًا لمعني اسمه، لم يكن نافعًا بأي شكل، ولكنه الآن بسلوكه المستقيم في روما وخدمته الصادقة لبولس هناك، قد تغيَّر تمامًا، أصبح نافعًا لبولس، وسيكون - بلا شك - نافعًا لفِلِيمُون أيضًا
(فليمون١١).
ويا لروعة النعمة التي تُنفِّعْ!

من الواضح أن أنِسِيمُس قد سرق سيده قبل مغادرته كولوسي، ولهذا يكتب الرسول بأنه إن كان قد ظلمه بشيء، فقد أصبح بولس ضامنًا له، ويُمكن لفِلِيمُون أن يعتبر رسالة بولس صك ضمان
(فليمون18، 19).
ويا لروعة النعمة التي تُسدِّدْ.
نعم، إن النعمة تُجدِّدْ، وتُسدِّدْ، وتُنفِّعْ، وتُرفِّعْ.

لو لم يكن فِلِيمُون مسيحيًا، ولو لم يكتب بولس هذه الرسالة الرائعة، لكان على أنِسِيمُس أن يخشى العودة، فقد كان العبيد - في الإمبراطورية الرومانية - يُصلَّبون بسبب أخطاء أتفه من تلك التي ارتكبها أنِسِيمُس. فاللص والعبد الهارب لم يكن ينتظرهما سوي التعذيب حتى الموت. ولكن الآن وقد أصبح تحت سيادة المسيح، فقد تغيَّر كل شيء، فالسَيِّد الذي سُلبَ، يدين بالولاء للمسيح، والخطاب المُرسَل إليه مع عبده، كتبه له
«بُولُسُ، أَسِيرُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ»
(فليمون1).
كما أن العبد قد أصبح الآن أخًا محبوبًا في المسيح، يُحبه بولس، وبالتأكيد سيُحبه فِلِيمُون أيضًا.
ولا يمكن تصوُّر أن التماس الرسول بولس هذا من جهة أنِسِيمُس كان عبثًا، فلا بد أن فِلِيمُون سيفعل أكثر مما طلب منه الرسول بولس، وعند زيارة بولس لكولوسي، سيجد ترحيبًا قلبيًا من كل من فِلِيمُون وأنِسِيمُس.
إن قصة أنسيمس هذه هي قصتنا جميعًا، فنحن أيضًا كنا عبيدًا، سرقنا ما ليس لنا، وهربنا
(تكوين 3: 10)،
لكن الرب يسوع المسيح اعترض طريقنا - طريق الإرادة الذاتية - وأرجعنا إليه، ليس لنكون فيما بعد عبيدًا، بل إخوة محبوبين
(فليمون 16؛ يوحنا 15: 15)

(1)
كانت البداية عملية الولادة من الرب، وما يُصاحبها من تغيير في القلب. والمسيحية ليست تغيير في الديانة، بل تغيير في الأخلاق وفي التعامل، لأنها أساسًا تُغَيِّر القلب. وجوهر المسيحية أن تجعل الأشخاص غير النافعين، بل الضارين، أشخاصًا نافعين لغيرهم.
(2)
تمَّ التعامل مع الظلم الذي وقع على فليمون بالبر والعدل. فالرسول بولس لم يُقلِّل من شأن الجُرم، بل تعهَّد هو بالدفع، تمامًا كما فعل المسيح معنا. والرسول بولس هنا يُذكِّرنا بالوسيط الأعظم، لا بين رجل غني وعبد فقير، بل بين الرب القدوس والبشر الخطاة. كان يمكن أن يُعْدّم أنسيمس، لكن النعمة خلَّصته. وهكذا بالنسبة لنا كان الموت حقًا علينا بحسب ناموس الرب، ولكن المسيح بالنعمة حمل الموت نيابة عنا. لقد تنفَّذ حكم الموت، ولكن ليس في المذنب بل في البريء، في المسيح بديلنا المجيد :
«فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى الرب»
(1بطرس3: 18).
ومن الكلمات الثلاث التي كتبها الرسول بولس في هذه الرسالة:
«احْسِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ»
(ع18)،
نجد شرحًا للإنجيل الذي نادى به الرسول بولس.
(3)
لم تتكفل النعمة بتسوية الماضي ومشكلاته فحسب، ولم تُغَيِّر الحال فقط، بل منحتنا مقامًا رفيعًا. فيقول الرسول بولس لفليمون:
«فَإِنْ كُنْتَ تَحْسِبُنِي شَرِيكًا، فَاقْبَلْهُ نَظِيرِي»
(ع17).
وهكذا قال المسيح عنا في مسامع أبيه :
«وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي»
(يوحنا17: 23).
كما قال الرسول بولس إن يَهْوَه الآب :
«أَنْعَمَ ... عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ»
(أف1: 6).
{فايز فؤاد}
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين
يسوع يحبك ...
 

غمزة

الأمارلس
إنضم
27 أغسطس 2017
المشاركات
170,458
مستوى التفاعل
1,626
النقاط
113
رد: أنسيمس النافع

سلمت وغنمت بالخير يمناك لطرحك ومجهود القيم
دمت بود
 

قيصر الحب

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
369,326
مستوى التفاعل
3,199
النقاط
113
رد: أنسيمس النافع

دمت ودام لنا روعه مواضيعك
 

عطري وجودك

Well-Known Member
إنضم
5 أغسطس 2019
المشاركات
81,600
مستوى التفاعل
2,568
النقاط
113
رد: أنسيمس النافع

شكرا للمرور والتواجد العطر
مودتي


513525co85bifxjw.gif
 

البرآق

نبض آخر
إنضم
27 أغسطس 2017
المشاركات
30,221
مستوى التفاعل
498
النقاط
83
رد: أنسيمس النافع

طرح راقي
أهنيك على هذا الموضوع الرائع
والجميل
يعطيك الف عافيه

مودتي
 

حرف متمرد

Well-Known Member
إنضم
31 يناير 2018
المشاركات
380
مستوى التفاعل
33
النقاط
28
رد: أنسيمس النافع

بورك طرحك
شكرا ع المجهود الراقي
 

عطري وجودك

Well-Known Member
إنضم
5 أغسطس 2019
المشاركات
81,600
مستوى التفاعل
2,568
النقاط
113
رد: أنسيمس النافع

شكرا للمرور العطر
تحيتي والتقدير
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )