أنّاتُ اليتامى

["هيبه ملكـ "]

عيـــونُ البرايا تثيرُ اكْتـــــــئابي عيونٌ بها الدمـعُ سالتْ مــــقالِ​

وجوهٌ بها الوجمُ والحـزنُ يشْـكي بــأنَّ الأعــــادي سعوا للقتـــالِ​

بــأنَّ العـــروبةَ مـهـدُ الأُبـــــــاةِ كشــيخٍ كــبيرٍ يُعــاني اعْتِـــلالِ​

تــوارى بعـيداً ليشكـو الفُـــــؤادَ ليشـكو المـهانَ وويــلَ المــــآلِ​

فضـاق الصـباح وضـاق الفضاء وضـاقت بنـفسي فجـور الضلال​

وعاتـبتُ قـومي بشـــعرٍ فصيحٍ هــلمَّ إليــهِمْ بســيْفٍ نِبــــــــــالِ​

هـلمَّ إليــهِمْ ففـيهِمْ شُــيـــــــوخٌ وفيـهمْ نســاءٌ بحــملٍ ثـقــــــالِ​

وفيـهمْ بنـونٌ كـوجهِ الصـبــاحِ وفيـهمْ بـرئٌ أسيرُ القتـــــــــالِ​

يُلمْــلِمُ طـولَ اللــــيالي علــــيهِ وفـجُّ الفـجاجِ بسـفحِ الجــبــالِ​

إذا اللــيلُ أرخـى عليهِمْ سدولاً وغـطّى الظـلامُ وجـوهُ الغــزالِ​

فـلا بُدَّ للْــيلِ أنْ يرحــــــــــــلِ ويــأتي الصــباحُ بهـٍّمٍ مثــــــالِ​

أنـارَ دروبـاً وزالَ عــــيوبـــا فــخارَ العـدوُّ كــخورِ البـغـــــالِ​

وعــاثَ فسـاداً بأرضِ الشريف ودمّــرَ دوراً بقــلبٍ عُضــــــــالِ​

وعـــــطّرَ تُـربَ الـرّوابي بمسكٍ بدمِّ الشّــهيد بــهيُّ الجــمـــــــال​

دمـاءٌ تـُراقُ، ولا تستــــــــفيقوا وعِـرضٌ يـداس ويُـرمى القتـــال​

وثكْــلى تُـهانُ بلـــــــطْمِ الخُـدودِ وطـفلٌ يُقــاومُ عبــدُ الضــــــــلالِ​

وصــــوتُ الحـجارةِ سيـفٌ طليقُ لها المجدُ والقدسُ يروي الخصالِ​

يتــيمُ الشـجاعةِ جُــــــــرْحٌ نزيفُ وصـانعُ يتْـمِهِ وغــدُ القِفــــــــــالِ​

يُعاني جراحاً، فيـا ليتَ شــــعري يُداوي همـوماً بها القــلبُ سالي​

يُنــادي رجـالاً بـعزِّ النفـــــــوسِ يُؤَجّـجُ صـوتُ الحــشا بافْتِعــالِ​

يُهَـدْهِدُ صـــوتُ الرضـيعِ بِلُطْفٍ يُكَفْـِكفُ دمـعُ الصــبايا ليـــالي​

يُواسي عـجوزاً لها المجدُ يشهدْ بـــأنّ البـنــــــونَ وليدُ المعالي​

إلـى أنْ تـُواري الوجــــوهُ الثّرى ويغْـشى الريـاحُ العـيونَ رمـالِ​

هنـالِكَ أدعـو إلــــــــهي بصـمْتٍ رجائي، وشعري عتــادُ نضـالِ​