أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

أين يوجد الله سبحانه ؟؟

إنضم
18 يونيو 2015
المشاركات
14,135
مستوى التفاعل
6,299
النقاط
113
العمر
65
الإقامة
العراق
[ أين يوجد الله سبحانه ؟؟ ]

🖊️ قال عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم :

( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ... أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ... ) ( 1 ) .

وقال سبحانه :

( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ) ( 2 ) .

وقال جلَّ وعلا :

( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ... ) ( 3 ) .

وقال ايضاً بشأن النبي عيسى ( عليه السلام ) :

( وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ) ( 4 ) .

وحين عُرِجَ بالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام بلغ ( قاب قوسين أو أدنى ) من ربه .

وأيضاً ممّا يُتوهَم أنّه سبحانه موجود في مكان ، قوله جلّ وعلا :

( ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْش ) ( 5 ) .

( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) ( 6 ) .

وهكذا ما جاء في السُنّة الشريفة ، كقول الرسول الأكرم ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) :

( ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء ) ( 7 ) .

ويؤيد كل ذلك : رفع أيدينا نحو السماء لإستجابة دعواتنا .

🖊️ ويسأل كثيرون :

أنَّ لازم ذلك أنَّه سبحانه موجود في مكان محدد ، بل في علوٍ ، أي أنّه في السماء .

فكيف يلتئم هذا مع عقيدتنا بأنَّ الله سبحانه موجود في كل مكان وأنّه لا يحدّه مكان ؟؟

🖊️ الجواب :

مع كون بعض هذه النصوص والشواهد صريحة في كونه سبحانه في السماء ، ولكن مع ذلك لا يمكن الأخذ بمفادها ؛ لمخالفتها للدليل العقلي القطعي بأنَّ الله سبحانه يستحيل أنْ يحدّه مكان ، وبيان ذلك بوجوه ، منها :

◀️ الأول :

إنَّ الله سبحانه هو خالق السموات والأرض والكون بل كل مخلوق ، وهو أزلي أبدي ، لم يخلو منه زمان سابق ولن يخلو منه زمان لاحق ، بل هو موجود قبل الزمان وباق حتى ما بعد الزمان ، بينما السماء مخلوقة ومُحْدَثة ، فنسأل : أين كان َالله قبل خلقها ، بل وأين سيكون سبحانه بعد فنائها ؟؟

فالقول بأنَّ وجود الله سبحانه في السماء يستلزم أحد لازمين :

الأول ، أنّه سبحانه لم يكن موجوداً قبل خلق السماء لحاجته اليها .

والثاني ، أنْ يُقال بِقَدَم السماء وأزليتها وبقائها الى الأبد ، وكلاهما باطل .

أمّا الأول فلأنّه يستلزم حاجة الله سبحانه في وجوده لشيء ، والله هو الغني ، وهو مُنَزّه عن كل حاجة .

وأمّا الثاني فهو يستلزم تعدد القدماء ، وهو شرك .

فالله جلَّ وعلا هو الخالق للسموات ، وهو الذي سيُفنيها .

يقول سبحانه :

( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ ) ( 8 ) .

ويقول جلَّ وعلا أيضاً :

( يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ) ( 9 ) .

◀️ الوجه الثاني :

توجد آيات كثيرة مفادها : إنَّ الله أقرب إلينا من حبل الوريد ، ومعنى ذلك أمران :

الاول : أنّه قريب منّا ، وهذا يتنافى مع القول بأنّه في السماء .

والثاني : أنَّ هذا القرب لا معنى له إلّا على القول بأنّه خارج المكان والزمان ، وإلّا إذا كان الله قريباً منّا قرباً مكانياً فهذا يعني أنّه بعيد عن البعيد عنّا ، واذا كان قريباً من البعيد عنّا فمن الطبيعي أنَّ يكون بعيداً عنّا .

وعليه : كونه جلت عظمته قريباً من الكل كما هو الحق ، فلا بد أنْ يُفسّر ذلك بتفسير مختلف ، خارج عن نطاق الزمان والمكان .

🖊️ يقول عزَّ إسمه :

( وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ ) ( 10 ) .

وفي كل ذلك لابد من حمل الألفاظ على غير ظاهرها ، ولابد من تأويلها بنحو يتناسب مع حقيقة أنَّ الله سبحانه ليس في مكان ولا يحدّه مكان ، بأنْ نفسر القرب بالقرب المعنوي ، وليس القرب المكاني المحسوس .

وكونه في السماء كناية عن السمو والرفعة والعلو المعنوي لله جلَّ وعلا .

فالنصوص التي تصف الله سبحانه أنّه ( في السماء ) تعني أنّه سبحانه عالٍ على خلقه ، ولا تعني أنّه عز وجل تحويه السماء وتحيط به ؛ فالسماء هنا بمعنى العلو ، وليست السماء المخلوقة .

فعلو الله تعالى على عرشه وعلى جميع خلقه يعني كونه سبحانه وتعالى فوق المخلوقات كلها ، فوق السماء ، وفوق الأرض ، وفوق كل شيء ، وأنّه سبحانه وتعالى لا يحويه شيء من هذه المخلوقات ، ولا يحتاج إلى شيء منها ، بل هو خالقها والقيّوم عليها .

◀️ الوجه الثالث :

لا يمكن القبول بكونه جل شأنه في السماء أو في الأرض أو فيهما معاً ، فإنَّ لازم ذلك نسبة الجسمية له تعالى عن ذلك علواً كبيراً ، ولازم الجسمية أنّه سبحانه محدود ، ولازم محدوديته أنّه فقير ومحتاج لغيره ، ولازم كونه محتاجاً لغيره أنّه مخلوق ، بل أنّه ليس رباً ، سبحانه وتعالى عن كل ذلك .

🖊️ وأما قضية معراج الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلَّم ) فالكلام فيها يطول ، موجزه :

نعم ، إنَّ قرب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلَّم ) كان من الله سبحانه ، وليس من جبرائيل كما هو مفاد رأي آخر ، لكنه كان قُرباً معنوياً روحياً ، وليس قرباً مكانياً محسوساً .

🖊️ وأمّا مسألة العرش ، فلابد من تأويل ذلك بأنَّ المراد هو نفس حكومة الله تعالى وتدبيره لعالم الوجود ، او هو مجموع عالم الوجود .

وحملة العرش : هم الملائكة الذين تقع عليهم مسؤولية تدبير أمر هذا العالم بأمر الله تعالى ( 11 ) .

◀️ وقد يُقال أنّه على قولكم بأنَّ الله سبحانه موجود في كل مكان ، فهل معنى ذلك أنَّه موجود في أماكن القذارات والنجاسات أيضاً ، حاشاه ؟!!

وجوابه يحتاج الى مقدمة ، وهي بإيجاز :

إنَّ الموجودات جميعاً على نحوين : مادّية وغير مادّية .
�والموجود المادّي : هو الموجود الذي له مادّة وجسم ، أي ذو أبعاد ثلاثة : طول وعرض وعمق ، والجسم يستدعي كونه في مكان خاص وجهة خاصّة ، ولا يمكن للجسم أنْ يكون في مكانين أو جهتين أو أكثر في آن واحد ، وإلّا لصار جسمين أو أكثر لا جسم واحد .
�والموجود غير المادّي : هو الموجود الذي ليس له مادّة وجسم ، فليس له مكان خاص ولا جهة خاصّة ، ولا يخضع لقوانين المادّة ، التي منها كونه في مكان .

🖊️ اذا عرفنا ذلك ، فنقول :

إنَّ وجود الله تعالى وجود غير مادّي ، فهو موجود في كلّ مكان ، وفي كلّ جهة ، لا بمعنى التحيّز والمحدودية ، بل بمعنى الإحاطة القيّومية ، ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان ، بل نسبة جميع الأمكنة إليه سبحانه وتعالى على السواء ؛ قال تعالى :

( وَللّه المَشرق وَالمَغرب فأَينَمَا توَلّوا فثَمَّ وَجه اللّه إنَّ اللّهَ وَاسعٌ عَليمٌ ) ( 12 ) .

أي : أنَّ الله تعالى يملك ما بين المشرق والمغرب ، فله تعالى السلطة والقدرة على ما بينهما ، فأينما توجّهوا وجوهكم ، فهنالك وجه الله ، أي لا يخلو منه تعالى مكان ولا جهة ، فهو موجود في كلّ مكان قبل وجود السموات والأرض وبعد وجودها ، ولا يحتاج إلى سماء او أرض كي يوجد فيها ، فهذا من خصائص المادّة في إحتياجها إلى مكان تستقر عليه ، والله سبحانه منزّه عن المادّة والجسم .

ولا يقال لله سبحانه : أين ومتى ؛ لأنّه هو الذي أيّن الأين ( المكان ) ، وخلق الزمان ، فهو محيط بكلِّ شيء ، وكلُّ شيء حاضر عنده .

في رواية : أنَّ إبن أبي العوجا قال للإمام الصادق ( عليه السلام ) مستشكلاً :

( أهو في كل مكان ، أليس إذا كان في السماء كيف يكون في الأرض ، وإذا كان في الأرض كيف يكون في السماء ؟!
�فأجابه الإمام :

( إنّما وصفت المخلوق الذي إذا انتقل من مكان اشتغل به مكان ، وخلا منه مكان ، فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه ، فأمّا الله العظيم الشأن ، الملك الديّان ، فلا يخلو منه مكان ولا يشتغل به مكان ، ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان ) ( 13 ) .�
الخلاصة : إنَّ موجودية الله سبحانه في كل مكان ليست موجودية مادّية ، بل هي موجودية غير مادّية ، فهو تعالى موجود في كل زمان ومكان ، بل ما قبل وما بعد الزمان والمكان .

***********

( 1 ) الملك : 16 - 17 .
( 2 ) السجدة : 5 .
( 3 ) فاطر : 10 .
( 4 ) النساء : 158 .
( 5 ) الأعراف : 54 .
( 6 ) الحاقّة : 17 .
( 7 ) الإحسائي ، محمد بن علي بن إبراهيم ، المعروف بإبن أبي جمهور ، ( ت : 880 هج ) ، عوالي اللئالي ، ج 1 ، ص 361 ، مطبعة سيد الشهداء ، قم .
( 8 ) آل عمران : 190 .
( 9 ) الأنبياء : 104 .
( 10 ) البقرة : 186 .

( 11 ) سبق وأنْ نشرت بحثين مفصّلين مستقلين في قضيتي المعراج والعرش ، وسأعيد نشرهما - إنْ شاء الله - تتميماً للفائدة .

( 12 ) البقرة : 115 .
( 13 ) الكليني ، الشيخ محمد بن يعقوب ، ( ت : 329 هج ) ، الكافي ، ج 1 ، ص 126 ، كتاب التوحيد ، باب : الحركة والإنتقال ، ح 3 ، الناشر : دار الكتب الاسلامية .

***********

جمعة طيبة مباركة .

[ حسن عطوان ]
 

أنثى المطر

نائب المدير العام
طاقم الإدارة
إنضم
24 مارس 2015
المشاركات
208,877
مستوى التفاعل
21,960
النقاط
113
الإقامة
في قلب أمي
سبحانه وتعالى
بارك الله فيك على الإفادة
 

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
313,171
مستوى التفاعل
44,369
النقاط
113
طرح جميل
تسلم الايادي
لاخلا ولاعدم
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )