في الحياة هناك :
حيث المسابقة والتسابق نحو الوصول للكمالات التي لا تستثني ولا تقصي
ورود الفشل بين تدافع الخطى ، في بعض الأماكن والأوقات ، مع وضع ذاك الاحتمال ،
ووضع العلاج للتعافي من ذاك العارض المدان .
ما :
تسير عليه حياة الكثير من الناس أنهم تائهون في الحياة تصفعهم الأحداث ،
وترديهم النكبات من غير أن يجعلوا منها نصل مناعة ، كي لا تلتهمهم الحسرات ،
وتحبسهم التحبيطات ، ولكي لا يكونوا ضحايا تنهشهم كواسر اليأس ، وتنزع روح كفاحهم مدية
الانكفاء على سيرة وتأريخ الماضي الذي فات .
" قليل هم الذين يجعلون من الفشل والخطأ "
سلم نجاح به يتجاوزون ويتعالون على آهات وأنين الماضي ،
ويبتعدون بأجسادهم و أرواحهم عن جلد ذواتهم ، ولسان حالهم ومقالهم :
" ما فات مات والمرء وليد اللحظة والآن " .
ومنها :
ينطلق بجناحان يبتعد بهما عن مسرح الذكريات التي دفن فيها تلكم الأخطاء ،
ليبدأ بصفحة جديدة بعدما أضاف لرصيد حياته من التجارب والمشاهدات .
من هنا نفصل بين من :
" يخرج من رحم الماضي المعاش الذي طوقته الأخطاء بقوة ،
وعزيمة لا تعرف الخضوع والمستحيل " .
وبين من :
" يخرج منها وهو مكلوم يثعب كيانه وكنهه
بالهزيمة والإنكسار " .
ليتنا نقول :
" يا أيها الخطأ شكرا ، فمنك تعلمنا الصواب ، ولولاك ما عرفنا وجهتنا ولا معنا لهذه الحياة " .
من هنا يطل برأسه السؤال :
لماذا لا نخضع أنفسنا لصدمات الخطأ ؟ ولو كان عارضا وغير مقصود ،
لنجعله وقود دفع نحو التفوق وتجاوز البكاء على الأطلال الذي على أعتابه المقام يطول ،
بدل أن نجعله سببا :
من أمعن النظر في سير هذه الحياة ، وبأنها جبلت على تقلبات ومتغيرات يكون بين حنانيها وجانبيها السلب والإيجاب ، والحلو والمر ، والسعادة والشقاء ،
والفرح والبكاء ،
لنجعل نظرتنا لها من ذاك لا يجاوز
" تلك النكبات و الويلات "
وذاك :
" العويل والصرخات " !
ونتجاهل ذاك التيار الهادر
المتدفق المنساب بالايجاب ،
وما ينبض فيه من جميل معنا للحياة .
لتكون لتلك النظرة التشاؤمية ارتدادات وأزمات :
شعورية
و
وجدانية
و
نفسية
ليكون المحصول هزيمة نفسية ،
تهدد بقاء ووجود ذلك الإنسان !
فالحياة :
مكتظة بالغنائم والفرص ولا يعي ذلك
إلا الذكي الذي يخضع ويطوع تلك البلايا
والهزات ليحولها لتكون بداية مشوار
نحو التفوق والنجاح والسير في هذه الحياة
على وقع الكفاح .
من المحقق والأكيد :
بأن للخطأ وقع شديد ،
ومآلات ومصير وخيم !
ولكن ...
يبقى على الإنسان التعايش مع واقع الحال ،
فليس له أختيار ولا خيار غير :
" التسلّيم والبوار " .
وإما :
" تجاوز الحال والسعي لتغيير ذلك الحال لأفضل حال " .
لعل كلمة " الخطأ " تحمل في طياتها المغاير لصائب الأمور ، ولكن مالا نعرفه أنه قد يكون محفزا ودافعا لتغيير القبلة ،
وتدارك الأمر لتستقيم به الأمور ،
حين نأخذ " الخطأ " مجردا من غير أن نتبعه ببيئته
التي نشأ منها لنعرف هويته وكنهه و حقيقته !
وكلما حللنا طبيعته تيقنا بأنه " كالهواء " يتنقل ليطوف بالجميع لندرك المباين له
والذي منه ينبثق ومنه يناله التوثيق أو الانعتاق ليفارقه ولو بعد حين !
كم هو جميل :
حين نجعل من المثالب التي تصيبنا من غير قصد منا ولا تربص بها مفتاحا لنلج في ساحة نركض حولها
ونجلب معدات الإصلاح لنعيد تركيبة أنفسنا ، ونجعل من الخطأ هو وجه المقارنة والصورة المجانبة والمخالفة
التي منها وبها نعيد برمجة أقوالنا وأفعالنا ، تاركين بعض " المساحات الضيقة "
نلقي فيها فتات ما قد يتساقط من الأخطاء لنعيد تقييمها ونصلح المعوج منها .
وقفة إكبار وشكر وعرفان لذاك الخطأ العلمي :
الذي كان سببا لسبر مكامن العلم كي أزداد ،
ليكون مني ذاك الاقدام ،
والاقتحام ،
والاقحام
لكل فن وعلم تنوع مذاقه ،
وكم جنينا من ثماره ؟!
وغنمنا ما لذ وطاب .
ولك مني التحايا أيها الخطأ العملي :
فلولاك لما أدركت وتعثرت بذاتي واكتشفت
من ذاك قدراتي وعلمت حقيقة حالي .
فمن ذاك تجلت لي عظمة ما أودعها الله في ،
لأنطلق من جديد وقد ترافق وتوافق وتعانق ظاهري بباطني
وقد ولدت من ذاك من جديد .
ولا يفوتني أن أثني على الخطأ الاجتماعي :
حين اضطرني أن أعيد النظر في أمر العادات والتقاليد ،
التي ظننتها وأعددتها من الهذيان ومن بقايا
" التخاريف " !!
حتى أدركت بعد أن نبهني " الخطأ " بأنها تعد لنا " هوية "
بها يكون لنا معنى وهي لنا في الأصل الجذور والشرايين .
ولك الشكر ايها الخطأ الديني :
حين وجدت ذاك الانفصام ، وذاك التناقض والخصام ،
بين ما نؤديه من عبادات وبين أثره في واقع الحال !
وتلك الغربة التي لن يؤنسها غير إدراك معنى العبادة
وماذا تعني معرفة الله .
ومن جملة الشكر لذاك الخطأ العاطفي :
بعد أن رأيت وتعلمت كيف أن القلب والمشاعر لا يملكها إنسان
ولا نهبها لأي إنسان وبأنها مشرعة ليس بها نوافذ ولا أبواب !
ولكن لا يسعنا حيال ذلك غير إبعادها عن مكامن الاستقطاب
والاجتذاب كي لا نذوق المر ألوان .
و بأن القدر في نهاية المطاف هو صاحب القرار ،
وما نحن غير أسباب ، منها ينفذ فينا ذاك القدر بذاك القرار .
لقد بتُّ مقتنعا أن الخطأ هو معلمي :
" إذا جعلته لي مؤشر مراجعة به أقيم ذاتي ، وأصلح نفسي لأسعد في هذه الحياة " .
جوابه :
أن هذه الحياة لا يدوم نعيمها ولا عذابها ،
ولا يدوم فرحها ولا حزنها لأنها بذاك خلقت ،
ليكون الانسان فيها بين كماشتين وحالتين ،
بين خوف ورجاء ، وبين يأس وأمل يساق .
أما في الآخرة فهناك المستقر والمستودع
حيث لا يقبل النقيض ولا المباين اللصيق ؛
إما إلى نعيم مقيم ،
وإما
إلى شقاء عميم مقيم .
من هنا :
يكون التأسيس لتلكم المرحلة ،
فمنها يكون مغالبة الواقع والتعايش معه
كي يسير مركبنا على يم الحياة .
أما عن الحاجة لمن يمد لنا يد العون والتحنان ؛
فقد يشح وجودها في أسوء الأحوال ، من هنا علينا
ألا نعول على احتمال الوجود والعدم والفناء لوجود تلكم الآيادي التي بها نكفكف دمعة الأحزان .
دايما نجعل شماعة القدر لنعلق عليها
كل فشلنا وألمنا واوجاعنا وخسارتنا
حتى لو كانت الخساره مرتبطه بعوامل
اجتماعيه او تدخل مباشر من الناس..
لاتقعد تلومهم ولاتجلس تندب حضك العاثر
ولاتشعر بالحزن والوجع. حتي لو مر عليك
شريط الذكريات ولاتشعر بالحنيين لذلك المكان
الذي عشت فيه كل تفاصيلك الجميله..
ولاتتذكر جزء من ماضيك الجميل..
عش مجردا من كل التفاصيل
وكأن شىء لم يكن..
لم يكتفو فقط بسلب احلامك الجميله
حتى عندما ترغب بأن تعيد شريط الذكريات
يقولو لك لا تعيش بالماضي انه مقدر ومكتوب!!!
بكل بساطه يقتلون فيك الاشياء الجميله
ثم يقولون لك قدر ومكتوب!!....
ثم يقولون لك كن قويا.. كن شجاعا..
لاتستسلم..ولاتعيش عل اطلال الماضي.
يطعنوك بظهرك ثم يواجوهك
احدهم يقول لك سامح سامح
واخر يقول لك الدنيا ما ساويه
واخر يقول لك ارضى بالقدر
..
كلهم ينصبو انفسهم وعاظ وحكماء وفلاسفه
وكلهم يأخذون دور القاضي والمعلم
.. وانت ليس عليك سوى ان تبلع كل الوجع
الذي تسببو لك فيه وتبلع كل الالم..
وانت تقول شكرا يا فلاسفه
حقا انه قدر ومكتوب
واني لم افهم الدنيا..
فقلت له : سيدي الكريم /
ولو سلمنا بأن تلكم الأوجاع وذاك الفشل المذاع
ما هو غير جناية ذلك الإنسان الذي قد تربص بنا الدوائر
ليردينا في دهاليز الأحزان !
ألا يكون في حقيقته مبرم في لوح محفوظ ؟!
فكان نفاذه ليكون واقعا معاش ؟!
فليس هنالك في الكون من ساكن ولا متحرك إلا و كان القدر هو من اكتنفه وحمله ،
ولكن لم يكن جبرا يخضع له ذلك الإنسان !
بل كان له الخيار ، ولكن حتى ذاك الخيار قد قيد بلوغ مرامه ومراده
وواقع الحال حين انتفضت العوامل والمسببات " لتقتل "
ذاك الأمل والحلم الذي يحمله ذلك الإنسان ، لتقر به عينه ويطمئن له قلبه
حين يتحقق ويتنفس واقعه ذلك الإنسان .
سيدي الكريم /
حين نحرر القضية وتلك المعضلة
علينا استقطاب :
الحاضر
و
المستقبل
لا أن نجعل الماضي هو :
الحاضر
و
المستقبل !!
من هنا نتجاوز البديهيات كي لا ننعت بمصدري :
النرجسيات والتنظيرات ومخدري العقول والنفسيات !
هل نجني من تلكم الحسرات ،
وتلك التنهدات غير البؤس والويلات ؟!
نجمع ونسلم بأن هنالك اسباب
هي من أودت بنا لنرزح تحت
سياط هذه الخيبات
ولكن ...
أما يكفينا ذاك الصراخ والبكاء ؟!
والرضا بتقمص دور " الضحية " لنكون هدفا مشروعا لينكل بنا ذلك الجلاد !!!
لم يكن إرجاعنا لما ينتاب حياتنا من أحداث أنها شماعة لنهرب من واقعها للأمام !!
حين نسعى للتعايش معها وتخطي عقبتها لنخلق لنا حياة جديدة ينعدم فيها ويخرس صوت التذمر والبكاء .
بل " تكون الشماعة لمن يعلق فيها اخفاقاته " !!
وركونه لتلك الأطلال ، ليدفن قدرته على التغلب على ما كان سببا في نزف دم أمله ،
وقدرته على رسم أملا جديدا يسقي _ بضم الياء _ باستشراق واستشراف فجر جديد يلونه بفرشاة التفاؤل ،
ويجعل من الله هو السميع البصير المعين ، وعليه يفوض التوكيل .
لم استوعب مقولتك هذه :
" لم يكتفو فقط بسلب احلامك الجميله حتى عندما ترغب بأن تعيد شريط الذكريات يقولو لك لا تعيش بالماضي انه مقدر ومكتوب!!! بكل بساطه يقتلون فيك الاشياء الجميله ثم يقولون لك قدر ومكتوب "!!.
إذ كيف يكون هنالك صراخ وعذابات نسمعها من ذلك الشاكي التي طغت على كل جميل ؟!
وهو يسوق تلك الدلائل عن ذلك الظلم الذي وأد كل جميل ودس في ثرى الماضي القريب !!
وفي ذات الوقت تقول : بأن هناك ثمت ذكريات خطت بيراع الجمال ،
وفيها نبض الحياة !
لم يطلب منا بتر وانتزاع الذكريات التي نعزي بها أنفسنا ونضمد ونواسي بها جراحنا ،
ولو وجدنا ذاك المجاهر بذاك الأمر في أضيق الحالات !
يبقى مجرد الصلاحية ، ليست له ولديه السلطة والقدرة على تبني فكره وقوله !
فنحن من يكون لنا الأمر " إذا أردنا ذلك " !
قلت :
ثم يقولون لك كن قويا.. كن شجاعا..
لاتستسلم..ولاتعيش عل اطلال الماضي.
يطعنوك بظهرك ثم يواجوهك
احدهم يقول لك سامح سامح
واخر يقول لك الدنيا ما ساويه
واخر يقول لك ارضى بالقدر..
وجوابه :
لا ولن يكون ذلك الشاكي هو الاستثناء من دون الأنام !
فقد عشنا أعظم وأحلك الأوقات وتمنينا حينا من هذه الدنيا الزوال .
ولكن متى كان ذاك ؟!
عندما مارسنا وعشنا الانكفاء على الذات !
ولم نسمع غير لغة العتاب وجلد الذات وأغلقنا على أنفسنا نوافذ الأمل لننوح البين ،
لا ننتظر في ظل ذاك غير ورود وتناوب :
الهم
و
الآلام
و
الكدر
و
الضيق
و
الكرب
وكل صنوف العذابات النفسية !
ولم نخرج من أتون ذلك الحال إلا : بعدما فتحنا نافذة الأمل ، حتى تنفسنا من رئة اليقين بأنها مرحلة منها نتعلم
بأن هذا الطريق لن يوصلنا إلا إلى الهلاك والموت البطيء !
تقول :
كلهم ينصبو انفسهم وعاظ وحكماء وفلاسفه
وكلهم يأخذون دور القاضي والمعلم
.. وانت ليس عليك سوى ان تبلع كل الوجع
الذي تسببو لك فيه وتبلع كل الالم..
وانت تقول شكرا يا فلاسفه
حقا انه قدر ومكتوب
واني لم افهم الدنيا..
و جوابه :
ما نقع فيه أننا نحن من يحكم على الأمور على تصورنا ، نعكس من ذاك حجم معاناتنا !
فالكثير منا يمرون على غنائم ونفائس من الحكم التي لو تأملنا عميق معناها
وعملنا بمبناها ومقتضاها لأنقذنا أنفسنا من براثن ذلك الحال !!
ولكن هو ذاك التسليم والخضوع لجاذبية المعهود وكأننا وطّنا أنفسنا
على ترتيل وحداء الأحزان بحيث لا نسمع غير همهمات أنفسنا .
حقيقة :
" لن يأتي التغيير من الخارج مالم تفتح له من الداخل ، ومن هنا يقع الاشكال حين نلقي عصا الهزيمة و الرغبة في تجاوز المآسي والأدواء " .
قالت : فعلا .. ليتنا نقول للخطأ شكـرا .. ولا نقول لأنفسنا حين الملام ليتنا لم.نخطىء...
فالأخطاء سلم تصحيح لما مضى وخطوة نجاح إلى الأمام .. لكن ليس الكل يتقن
فن جعل الخطأ خطوة نجاح .. فـ البعض يرتكب الخطأ نفسة مرات دون أن يتعلم ..
قابع في زوبعة الخطأ دون تقدم ..
لا تفيدنا الملامات بعد إرتكاب الخطأ .. لكن اللوم يصحي ضمير غاب عن وعية لفترة
ثم انتفض يكآابر ويخطو ويزحف تآركا من خطأ علما وعلامة تجديد في حياتة ..
ما الحيآة سوى كتلة أخطآء نرتكبها ولكننا خُلقنا لنصحح الطريق من جديد ولا نعود
الية فهو لن يفيد اذا ما تعلمنا من الدرس شيئا جديد .
فقلت :
أبحث عن زمن تتلاشى فيه عديد الأقنعة ،
لأنزوي بعيدا عن الواقع الذي نعيش دقائقه ولحظاته المفزعة !
حيث لا أسمع ولا أرى تلكم الأعذار الواهيات التي اسنزفت منا الأحلام
الوادعات الواعدات ، وقطفت ورود التقدم اليانعات !
قال : " ايها الخطأ شكــرا "
عبارة تحمل كثير من الايجابية
في طياتها..
عندما يصل الشخص منا لــ هذه القدره
سيدرك بأنــه مر بمرحلة تأمل لما جرى له
وتصالح مع ذاته..حتى وصل لمرحلة
الشكر والامتنان لذلك الخطأ..
فقلت : تلك العبارة تحمل الكثير من المعاني النفسية
التي تخرج أنفسنا من معترك ودوامة التحبيط ،
والوقوع في متاهات اليأس المقيت ،
ومن ذاك الاسترسال في ذات الخطأ !
من غير إعادة النظر في مراجعة الطريق .
ما يقع فيه الكثير أن منهم من :
من أدمن الخطأ ولا يجد للحياة
معنا غير الوثوب فيه !
ومنهم من :
يتقلب في عذابات الضمير تارة يهرب من الخطأ ،
وسرعان ما يعود إليه من جديد وليس بين هذا وذاك غير برهة من وقت قريب !
ومنهم من : عرف الطريق بعدما " تعلم من الخطأ " أين يكمن الصواب في كنه ذاك الخطأ ،
ولا يكون حظ ذاك التبصر من ذاك البصير إلا ممن كان له " عقل رشيد " ،
وقد أعانته " تلك العزيمة و الرغبة " ليخرخ وقد ولد من جديد .
لنا أن نسأل من غاص وتشبع
من تلكم الأحزان من ذلك الخطأ ؛
هل ذهب ما به بذاك الحزن الطويل ؟!
وهل أذهب عنه ما يغيض؟!
أم هو استمراء وتبلد الاحساس ؟!
إذ تساوى لديه الليل والنهار، وهو يسف الآهات و الأنين ،
من غير أن يبحث عن المخرج الذي إليه البسمة والسعادة تعيد .
قلتم :
عندما يصل الشخص منا لــ هذه القدره
سيدرك بأنــه مر بمرحلة تأمل لما جرى له
وتصالح مع ذاته..حتى وصل لمرحلة
الشكر والامتنان لذلك الخطأ..
وأقول : صدقتم .
فذاك هو الدواء لذاك الداء ،
فقد نال السعادة من عاش واقع حاله ،
وتأقلم على عطايا القدر ،
وسلم الأمر ومن الله احتسب الأجر ،
" كلما سعى لإصلاح المثالب ، والرجوع لجادة الصواب وعنها لا يفارق " .
قالت : وهل يلام هذا الشخص اخي الكريم ....
فاحيانا تلك الذكريات والماضي تكون كالمطحنة
لا تخرج منها الشخص الا فتات فيحاول لملمة نفسه .....
وانظر الى كم من الزمن يحتاج الفتات ليكون من جديد .
فقلت :
أنا لا ألوم من استحال عليه دفن تلكم الذكريات التي ذاق منها الويلات والعذابات ،
ولكن ألوم من يقبع في لحظاتها ، وكأنها القدر الذي فرض عليه
ولا يمكنه تجاوزه مهما جلب من أسباب !
أنا دوما أستأنس بتلكم الكلمة
في أمر الذكريات الأليمة ،
والتي أراها هي الصواب
أن الإنسان عليه أن
" يتناسى " ...
لأن:
النسيان لا يملك زمامه ذات ذاك الإنسان ،
في كل انتفاضة، وفي كل طرفة عين،
وما يصادفه من موقف يعيد لذهنه شريط الذكريات .
قال : هناك اخطاء قد تكلفنا عمر كامل وقد يقتل فينا حياة بكاملها(هذا واقع)
اخطاء قد تجعلنا اقوياء واشد قوة من ذي قبل ولكنها تترك اثرا لا يمحى .
فقلت : في الخطأ الأولى :
وإن كان " واقعا " لا يعني كذلك أن نستكين ونخضع لها !
خصوصا إذا ولت عنا وأعطتنا ظهرها ولم يبقى منها غير أثرها ،
فليس من المنطق أن نجر أيام عمرنا " ندفع فاتورة ذاك الخطأ " !
من هنا :
" وجب سداد الدين ،
وإغلاق ذاك الحساب وعلى الفور ".
أما فيما يتعلق في الخطأ الثاني :
ففي الأخير والمحصلة يبقى لدينا
نحن الخيار والقرار في ذلكم الخطأ إما :
أن نصطلي بسياطه ، ونبقى طيلة حياتنا
نتجرع الأسى ونتنهد الآهات والحسرات؟!
وإما :
أن نجعل من ذاك منطلقا نحو القوة ،
بعدما تعلمنا الصواب؟
وإن كنت أرى في الأولى و الثانية :
" رابطا مشتركا لا ينفك الأول عن الآخر " .
قلتم :
اخطاء نستمر في تكرارها لاننا لم نعلم انهاء اخطاء
فنستمر بالسير فيها بخط مستقيم وهي عندما يكون الدافع عاطفي .
و جوابه :
ليتنا حقا نقع في الخطأ
ونحن نجهل حقا أنه خطأ !!
المصيبة :
عندما نقع في ذات الخطأ
ونحن نوقن ونجزم أنه خطأ !!
والدافع لا ولن يكون غير :
" العااااااااااااطفة " ،
التي تصم وتعمي عن سماع الحق من العقل !!!
قلتم :
-اخطاء قد تغير شخصيتنا وانسانيتنا ولوننا وقيمنا ومبادئنا
فهنا ياتي دور الاخلاق ،
جوابه :
تلك الأخلاق تتمثل في ذلك الايمان _ بصرف النظر أكان ايمانا دينيا ،
أم كان ايمانا نابعا عن المبادئ التي يحملها أي كان دينه الذي يعتنقه ،
فهو الذي يحدد ويضبط له الجهة والقبلة التي تعيده لصوابه ورشده ،
و تعينه على الصبر ، وضبط النفس وابعاده عن كل ما يجرح عزه .
قلتم :
اخطاء قد تكون منبه لنا ..جرس يدق باذننا ..
صوت خفي يدق فينا ان توقف فالطريق ملتوي
وبه اشواك وهنا ياتي دور العقل .
و جوابه :
ذاك المنبه والجرس هو " همس الضمير " الذي يوقظ فينا الساكن والغافل " لننهض من هفوتنا وكبوتنا "
ولا يستفيد من ذلك " الهمس " غير من نبض قلبه بالخير ، وتدفق في شريانه السعي للكمالات
ولتلك الحياة الناعمة الهادئة التي ليس فيها " نصبٌ ولا تعب " .
قلتم :
اخطاء كثيره ..كثيرة وقليله ولكنها تشكل تجربه قد تؤلمنا احيانا
ولكن فالنهايه نتعلم منها دروس والشاطر من يذاكر دروسه جيدا
وبمقدار فهمه ونباهته ومذاكرته يحصل لدرجات عاليه
ويضل دائما بالمراتب العاليه
ولا ننسى السعي والتوكل على الله .
جوابه :
فكما اسلفنا في المتقدم من تعقيبنا ؛ " يبقى الأمر بيد أحدنا فهو من يختار كيف يريد حياته أن تدار " .
قالت : أنا ممتنة لأخطأئي!
ولكن ليس دائما ..
هناك أخطاء تجعلك
تدفع الثمن ...
وتتحمل نتائج لا تتحملها
ف لهذا اقول ..فلنحاول توسيع ادراكنا
ولنتجنب الخطأ..
ليس بهذه السهولة نستطيع
ان نشكر الخطأ ...
أحيانا نقول :شكرا
على وقع الألم والدموع!
الوقاية خير من العلاج .
فقلت : الخطأ ؛
ما يكون ذلكَ إلا عن طبع جبل عليه الناس ،
وان كانوا يتفاوتون في ذلكَ بين العمد وعدمه ،
وبين العارض وبين المتربص به من بني الإنسان !
فكم يهيم الإنسان في فضاء الكون تتخطفه الأهواء ،
وتساومه الملذات ،
وقد فرشت الأرض وازينت له وبشتى المغريات دعته !
ولسان حالها ومقالها " هيت لك " !
فما يبرح بعدها إلا وهو يصارع النفس والشيطان ، وما الخوف من الله إلا معين وظهير لذلك الإنسان ،
ليعيش لحظاته بين مد وجزر سرعان ما يحسم الأمر إما خضوع واستسلام والسير على خطى ذاك الخطأ ،
وإما اباء وانتصار ودحر للنفس والشيطان و التخلص من ربقة ذاك الخطأ الزؤام ،
ومن كان أحرق ضميره الخطأ حتى قض مضجعه ومنه عقله حار ،
فذلك الذي تضمخ قلبه بطيب المخبر ،
ونبض قلبه بالإيمان ،
أما من أسرج مطية هواه ،
وتقلب في أحضان الخطأ ،
وصد عن الممتاب عنه ،
ولم يجد من نفسه رادع ولا دافع فقد تجرد من الإحساس !
ودفن ضميره في قبر الغفلة ، وعاش حياة الشتات !
ويا للعجب !!
من ذاك الذي يجعل الناس محط ا
هتمام ! ليظهر أمامهم بمظهر المتفان ،
وإذا انفرد بنفسه ضاجع الخطأ وعلى أعتاب بابه أناخ !
ما كان شكري لذاك الخطأ إلا من باب نفض الغبار من جسد الهمة والعزيمة
كي لا ننجذب لداعي الإنهزام والخنوع ، ولكون الخطأ وارد لا ينفك عن أي انسان .
وما علينا حيال ذلك :
غير الاستفادة من ذاك الخطأ ،
كي لا نقع فيه من جديد
ويكون له منا الإعادة والزيادة !