عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,758
- النقاط
- 113
أيهما أصح: التسويغ أم التبرير؟
لقد شاعَ على ألسنةِ النّاطقينَ بالضّادِ توظيفُ هذه الكلمات (بَرَّرَ - التَّبْرِير - مُبَرِّرٌ - مُبَرَّر) بدلاً مِن (سَوَّغَ - التَّسْوِيغُ - مُسَوِّغٌ - مُسَوَّغٌ). رُغمَ أنّ هذه الألفاظ الأخيرة تُعتبرُ من صُلب كلابِ العرب؛ لما لها من الشّواهد الكثيرة نظمًا ونثرًا.
بينما كلمة (بَرَّرَ)[1] تعتبرُ لفظةً مُحْدَثَةً كما في المعجم الوسيط (ص48 ع3)؛ ولذلك أنكرها بعضُ الأفاضل تَصريحا أو تَلميحا، فمنهم:
1. العلاّمة بكر بن عبد الله أبو زيد في معجم المناهي اللّفظيّة (ص403) فقد جاء فيه قوله – رحمه الله تعالى -: (… مع أنّ لفظ: " تُبَرِّرُ " هنا غير فصيح في اللّسان. والله أعلم).
2. محجوب محمّد موسى في تطهير اللّغة من الأخطاء الشّائعة (1 /20 رقم 34)، فقد أبانَ – وفَّقه اللّه – عن المانع من عدم جواز استعمال كلمة "تَبْرِير" عوضا عن كلمة تسويغ. ولنقرأ معًا مرقوم كلامه بحروفه، قال: (… فالحُجّة لدى الأستاذ[2]، ولدى المجمع[3] واهية، وهي وجود (بَرَّ حَجُّ فلانٍٍ)، بمعنى (قُبِلَ)؛ فأين هذا المعنى من (التَّبْرِيرُ) بمعنى (التَّسْوِيغُ)؟. نقول: لقد سَوَّغَ لِي فلانٌ هذا الأمرَ، أي حسّنه عندي وزيّنه لي حتّى أصبح سائِغا لديّ. فإذا كانت مادة (سَوَّغَ) جاهزة، فلماذا لا أستخدمها؟، ولماذا أستخدم كلمة تَبْرِير الّتي لا تفيد عند القائلين بها إلاّ تحسين الأمر المرفوض والدّفاع عنه ومحاولة الإرغام على قبوله أو التّغاضي عن قبحه؟، بينما يُعطينا التّسويغ هذا وأكثر، فهو يعني تزيين القبيح، ويعني أيضا (القبول) للأمر الحسن فالشّيء السّائغُ مقبولٌ لذاته، والقبيحُ في حاجة إلى مَن[4] يُسَوِّغُه.
أمّا (بَرَّ حَجُّ فلانٍ) فلا نفهم منها إلاّ أنّه حجّ (مبرور) أي مقبول؛ فأيَّةُ عَلاقة تربطه بمعنى التّحايل على تحسين القبيح؟.
نحن نحترم مجمع لغتنا المُوَقَّر، ونحترم كلّ مَن يُدلي بدلوه في بئر النّهوض بها … ولكنّ الحقّ أحقُّ أن يُتَّبع).
لفت نظر: لا يَلْتَبسَنَّ عليك - أيُّها اللّبيب - ورود هذه الكلمة (تَبْرِير) في بعض مصادر اللّغة كاللّسان (4 /88 تبر)، وتاج العروس؛ فتظنّ أنّ لها أصلا في العربيّة، والأمر بخلاف ذلك.
قال الزّبيدي رحمه اللّه (10 /514 حبر): (وكذلك قولُهم: ما أغنى عنِّي حَبَرْبَراً أي شيئًا. وحكى سِيبويهِ: ما أصابَ منه حَبَرْبَراً، ولا تَبْرِيرًا، ولا حَوَرْوَراً أي ما أصابَ منه شيئاً).
وقال في (10 /277 تبر): (وقولُهم: ما أصبْتُ منه تَبْرِيرًا بالفتح أي: شيئا، لا يُستعملُ إلاّ في النّفي. مثّلَ به سِيبويهِ، وفسّره السِّيرافيّ).
وفي بعض المصادر[5] (تَبَرْبَرا) بدل (تَبْرِيرا).
لقد شاعَ على ألسنةِ النّاطقينَ بالضّادِ توظيفُ هذه الكلمات (بَرَّرَ - التَّبْرِير - مُبَرِّرٌ - مُبَرَّر) بدلاً مِن (سَوَّغَ - التَّسْوِيغُ - مُسَوِّغٌ - مُسَوَّغٌ). رُغمَ أنّ هذه الألفاظ الأخيرة تُعتبرُ من صُلب كلابِ العرب؛ لما لها من الشّواهد الكثيرة نظمًا ونثرًا.
بينما كلمة (بَرَّرَ)[1] تعتبرُ لفظةً مُحْدَثَةً كما في المعجم الوسيط (ص48 ع3)؛ ولذلك أنكرها بعضُ الأفاضل تَصريحا أو تَلميحا، فمنهم:
1. العلاّمة بكر بن عبد الله أبو زيد في معجم المناهي اللّفظيّة (ص403) فقد جاء فيه قوله – رحمه الله تعالى -: (… مع أنّ لفظ: " تُبَرِّرُ " هنا غير فصيح في اللّسان. والله أعلم).
2. محجوب محمّد موسى في تطهير اللّغة من الأخطاء الشّائعة (1 /20 رقم 34)، فقد أبانَ – وفَّقه اللّه – عن المانع من عدم جواز استعمال كلمة "تَبْرِير" عوضا عن كلمة تسويغ. ولنقرأ معًا مرقوم كلامه بحروفه، قال: (… فالحُجّة لدى الأستاذ[2]، ولدى المجمع[3] واهية، وهي وجود (بَرَّ حَجُّ فلانٍٍ)، بمعنى (قُبِلَ)؛ فأين هذا المعنى من (التَّبْرِيرُ) بمعنى (التَّسْوِيغُ)؟. نقول: لقد سَوَّغَ لِي فلانٌ هذا الأمرَ، أي حسّنه عندي وزيّنه لي حتّى أصبح سائِغا لديّ. فإذا كانت مادة (سَوَّغَ) جاهزة، فلماذا لا أستخدمها؟، ولماذا أستخدم كلمة تَبْرِير الّتي لا تفيد عند القائلين بها إلاّ تحسين الأمر المرفوض والدّفاع عنه ومحاولة الإرغام على قبوله أو التّغاضي عن قبحه؟، بينما يُعطينا التّسويغ هذا وأكثر، فهو يعني تزيين القبيح، ويعني أيضا (القبول) للأمر الحسن فالشّيء السّائغُ مقبولٌ لذاته، والقبيحُ في حاجة إلى مَن[4] يُسَوِّغُه.
أمّا (بَرَّ حَجُّ فلانٍ) فلا نفهم منها إلاّ أنّه حجّ (مبرور) أي مقبول؛ فأيَّةُ عَلاقة تربطه بمعنى التّحايل على تحسين القبيح؟.
نحن نحترم مجمع لغتنا المُوَقَّر، ونحترم كلّ مَن يُدلي بدلوه في بئر النّهوض بها … ولكنّ الحقّ أحقُّ أن يُتَّبع).
لفت نظر: لا يَلْتَبسَنَّ عليك - أيُّها اللّبيب - ورود هذه الكلمة (تَبْرِير) في بعض مصادر اللّغة كاللّسان (4 /88 تبر)، وتاج العروس؛ فتظنّ أنّ لها أصلا في العربيّة، والأمر بخلاف ذلك.
قال الزّبيدي رحمه اللّه (10 /514 حبر): (وكذلك قولُهم: ما أغنى عنِّي حَبَرْبَراً أي شيئًا. وحكى سِيبويهِ: ما أصابَ منه حَبَرْبَراً، ولا تَبْرِيرًا، ولا حَوَرْوَراً أي ما أصابَ منه شيئاً).
وقال في (10 /277 تبر): (وقولُهم: ما أصبْتُ منه تَبْرِيرًا بالفتح أي: شيئا، لا يُستعملُ إلاّ في النّفي. مثّلَ به سِيبويهِ، وفسّره السِّيرافيّ).
وفي بعض المصادر[5] (تَبَرْبَرا) بدل (تَبْرِيرا).