Noor Aldeen
:: القلم المميز ::

أُحَدِّقْ لِلْبَعيدْ
لَعَلّي أَجِدُ نَفْسِي هُناكْ
تَأْتِينيِ مِنْ خَلفْ تِلْـك الشَّمسْ الذَّهَبِيَّهْ
الّتي تَتَوارَى
لِتُعـانِقْ الأُفُقْ البَعِــيدْ
فيِ رِحْلَة عَودَتِها إِلى وَطَنِها الأَصْليِ
لِتَضَعْ الحَدْ الفَاصِلْ
بَين اللَّيلْ والنَّهارْ
أُحَدِّقْ لَعَلِّها تَأْتيِني ..
بَعْدَ أَن هَجَرتْني الرّوحْ
وجَعَلتْنيِ سَجينٌ بِلا رُوحْ
وأَنا مازِلْتُ أَبحَث ليِ عَن وَطَنٍ
فَوْقَ تِلْكَ الجُزرْ المَنْسِيَّهْ هُناكْ
فيِ هَذا البَحرْ الكَبيرْ
وعَلى هَذا الشَّاطِيءْ المَهْجُورْ
حَيثُ أَصَابَنيِ اليَأْس
وسَكَنتْنيِ الهَواجِسْ فيِ زَمَنِ الإِنْكِسَارْ
أَهمِسْ بِصَوتٍ يَكادُ يُسْمَعْ
كَلِمَاتْ لا أَعْرِفْ مَعانِيهَا
وأَنفَاسْ مُتقَطِّعَهْ
وجُرْحاً فيِ القَلبْ
يَتغَلْغَل أَلَماً
ما أَغْرَبكْ يا هَذا الزَّمانْ
وما أَعْجَب مانَرَى مِنكْ
لَمْ تَعِدْ قُلوبِنا كَما عَهِدْناها
شُموعنا قَد إِنْطَفأَتْ
وواقِعُنا أَصْبَح مُخِيفاً
كُل العاداتْ والتَّقالِيدْ تَحْتَضِرْ
فَقَدتْ الحَياة نَظارَتِها
ولمَ تَعد سِوىَ خَطَواتْ عَلى الهَلاكْ
:
زَمَنٌ عُجَابْ
!
.
.
لا يَهُمْ
فَـ لا
شَيءْ يَسْتَحِقْ
.

إِِِسْمَعينيِ أَنتِ
وكَم تَمَنيّتْ أَنْ تَقرَئيني
كَم تَمَنّيتْ إِلْتِئامْ الشَّرخْ
وإِنْصِهارْ ذاتيِ بِأُخْرَى
وأَن أُعانِقْ حُـبّاً لأَلْفِ عُمرْ
وأَنْثِرْ شَظايايْ لِريحِكْ
فَقَدْ كُنت يَوماً .. أَتَكَسَّـــرْ
أَتَعْلَمينْ
لاَ زِلْتُ أُمارِسْ إِنْتِظارِكْ
لاَ زِلْتُ أَحْتَضِرْ تَأَجُّجاً فيِ حُمَّى الشَّوقْ
ولازالْ عِطْركْ يَسْتَظِلُّ بِجَسَديِ
لا زِلْتُ أَنْتَظِرْ إِقتِرابِكْ
وأَرْتَشِفُ خَيالكْ
أَعلَقُ تَمائِمَ الأمَل
لاَ زِلْتُ أَنتَظِر
وأَصبَح الإِنتِظار تَلٌّ فَوقِي
أَوقَفتُ الزَّمن مِن حَولِي
وحَركَةْ الكَونْ
أَوقَفتُ دَوران الشَّمسْ مِن شَرقٍ إلى غَربْ
أَوقَفتُ كَل
شَيءْ الا نبض قَلبيِ
أُريد أَن أَنْصَهِرَ فيِ عَينَيكِ
أَتَساقَط فَوق ذاتِكْ
أُداهِم بَريق عَيناكِ
أتَمَلَّكُ ..
صَمتِكْ
لَيلَكِ
شُموخِك
عِطرِك
وعِبقَ أُنوثَتِك
أَستَلقيِ عَلى شَفَتيكِ فيِ سكونٍ ثائِر
أُشعِلَكِ شُموعاً حَمْراءْ .. وأَحتَرِقُ بِك
أتـأَمَّلُك وَرداً أبيضْ
أَرتَشفُك مَع قَهوتيِ
أتَجرَّعك قَطَرات ظَمأ
أتَحسَّسْ إِحْساسِكْ
أُداعِب فِكْرِك و قَلْبكْ
أُغلِقُ نَفسي عَلى شَفقِكْ فيِ ثَغرِ أُفقِكْ
أَحزِمْ أَمتِعَتيِ إلى عَالمِكْ
عالمٌ بِه أَنتِ فَقطْ

تُرىَ هَلْ أَجِدكْ ..؟
.
.
فأَينَ أنا مِنكِ ..؟