عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,748
- النقاط
- 113
إحفظ قلبك وقت الأزمات
تتساءل: هل أنا على الطريق المستقيم أو لا؟ هل تعلقي وأمان قلبي وثقتي بالله وحده، أو أنا اطمأننت لوجود مالي ووظيفتي، وتتابع النعم، فلما حدث أدنى سبب، ظهرت مخاوفي وخشيت الموت؟ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ﴾ [يونس: 7].
أخي المسلم...
هل نسيت الهدف من وجودك؟ ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58]، إن الله قد خلقك للعبادة، وتكفل لك برزقك وإطعامك؛ قال ابن عباس: "أي: ما أريد أن يرزقوا أنفسهم ولا أن يطعموها".
ينبغي على المؤمن أن يتذكر
1- أن الله تكفل بحفظ كل نفس، وجعل معها حافظًا من الملائكة؛ ﴿ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾ [الطارق: 4]، ﴿ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً ﴾ [الأنعام: 61].
2- أن العبادة والتعلق بالله والتفرغ لعبوديته في كل حال هو الذي يضمن لك الرزق والبركة؛ ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58].
3- أن البركة لا تُقاس بعدد المال، ولكن البركة هي النماء والزيادة وثبوت الخير في الشيء؛ فلا تسعَ للزيادة، ولكن اسعَ لأسباب البركة من الصدقة والرزق الحلال، والصلة والإنفاق في وجوه الخير.
4- إذا ضعف الاقتصاد حولنا، فلن تنضب خزائن الله الملأى؛ ﴿ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [المنافقون: 7].
5- أعظم تجارة هي الإتجار مع الله، وأعظم ادخار هو عند الله؛ ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ [البقرة: 245].
6- الاستغفار هو الماحي للذنوب، وهو مزيل للشر كله؛ ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].
7- إن أمر المؤمن كله خير، فالصبر عبادة والشكر عبادة.
8- لا تتوقع الشر ولا تخشَ إلا من الله؛ لأن الذي يرزقك هو الملك الرزاق المدبر الباسط المعطي، والله رحيم بالمؤمنين رؤوف بهم، كن على يقين وثقة تامة أن الله يدبرك بأحسن تدبير، ولا تقلق؛ فلن ينساك ربك ولن يضيعك؛ فاذكر الله دائمًا، ولا تكن كالذين ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67].
9- أنت حين تمنع أبناءك مما يحبون؛ لكي تربيهم وترجو صلاحهم، فالترف مفسد لهم، ولله المثل الأعلى فالله هو رب العالمين الذي يربيهم بنعمه ويمنعهم؛ كي يصححوا طريقهم، فالدنيا ليست لهم، إنما الجنة هي دارهم الأساسية وسيعودون إليها؛ ﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [فاطر: 5].
10- اترك التبذير؛ فإن التبذير من صفات الشياطين؛ ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الإسراء: 27].
11- لقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم علاج هذه الأزمة؛ فعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا كَنَز الناس الذهب والفضة، فاكنزوا هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات على الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وأسألك حسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، وأسألك لسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تَعْلَم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لِما تعلم، إنك أنت علام الغيوب)).
وفي رواية له قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا، أو قال: في دُبُر كل صلاة))؛ [قال محققو المسند: حديث حسن].
12- قراءة القرآن؛ فهو المعين والمرشد لك لأقوم الطرق وأفضلها؛ ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].
13- المؤمن بين عبادة واستعانة؛ فنحن نقرأ في كل ركعة: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 5 - 7]، فهل استعنت بالله؟ هل سألت الله أن يهديَك الصراط المستقيم في أمورك؟ فكل أمر من أمورك له صراط مستقيم حق، وله خطوط: إفراط وتفريط، خطوط زيغ؛ فاستعن بالله دائمًا، واسأله الهداية.
أسأل الله أن يردنا إليه ردًّا جميلًا، وأن يعفوَ عنا ويغفر لنا
وأن يثبت قلوبنا على دينه.
.
.
.
.
.