ابو مناف البصري
المالكي
*إدبار القلب وفقد الروحية*
يقول عزّ من قائل: *﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوب﴾*
7- *عدم الاعتقاد الحقيقيّ بالغيب*
ومن أسباب حالة فتور القلب في الأمور الدينيّة هو عدم الإيمان الحقيقيّ بالغيب، وأنّ المرتكزات العقائديّة متزلزلة في قلوبنا، وإيماننا بالوعود الإلهيّة والأنبياء مهتزّ ومتزلزل، ما يُفضي شيئاً فشيئاً إلى الغفلة، فإمّا أن تهيمن هذه الغفلة علينا، وتخرجنا كلّيّاً من هذا التديّن الشكليّ الصوريّ الذي نعتنقه، أو تبعث على الغفلة لدى أهوال نزع الروح وشدائد اللحظات الأخيرة من حياة الإنسان، يقول تعالى:﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾27 .
وعن أبي جعفر عليه السلام: "إيّاك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب"
*8- الاعتياد على العبادة*
إنّ الإنسان إذا أقبل على العبادة من باب العادة بلا استحضار القلب ونيّة التقرّب، فقد تدريجياً الثمار المترتّبة عليها وعلى حضور الأماكن المتوقّع حصول حالات إيمانيّة في القلب، كالمساجد والمشاهد المشرّفة. ولعلّ النهي عن مجاورة البيت الحرام والمشاهد الشريفة - كحرم الإمام الحسين عليه السلام - في بعض الروايات الشريفة فيه إشارة إلى ذلك.
منها ما عن أبي عبد الله عليه السلام: "إذا فرغت من نُسكك فارجع، فإنّه أشوق لك إلى الرجوع"29 .
وعنه عليه السلام: "إذا قضى أحدكم نُسكه فليركب راحلته
ليلحق بأهله، فإنّ المقام بمكّة يقسّي القلب" .
*9- توقّع المقامات والكمالات*
فإنّ من يتوقّع نيل المقامات والمراتب المعنويّة، وحصول المكاشفات والكرامات، من جرّاء أداء بعض الأعمال، التي قرأها أو سمع بها، ثمّ لا يشمّ رائحة شيء من كلّ ذلك، أوشك على الإدبار والنفور واليأس، بل الإنكار والتكذيب بالمقامات الإيمانيّة والمراتب المعنويّة.
فينبغي أن يكون الدافع نحو العبادة هو التقرّب إلى الله وطلب رضاه، وليس الثواب والمقامات والكرامات والمكاشفات، فإنّ طلبها يقطع الطريق ويحجب النفس، بل يشوبه شرك خفيّ، لأنَّ الهدف هذه الكرامات والّتي هي حالة دنيويّة وليس الهدف طاعة الله ورضاه.
*10- المراء*
إنّ المراء والجدال والمناقشات العقيمة ولو في المواضيع الدينيّة لأجل إظهار الغلبة تسلب الإيمان من القلب، فعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام: "قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: إِيَّاكُمْ والْمِرَاءَ والْخُصُومَةَ فَإِنَّهُمَا يُمْرِضَانِ الْقُلُوبَ عَلَى الْإِخْوَانِ ويَنْبُتُ عَلَيْهِمَا النِّفَاقُ"
يقول عزّ من قائل: *﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوب﴾*
7- *عدم الاعتقاد الحقيقيّ بالغيب*
ومن أسباب حالة فتور القلب في الأمور الدينيّة هو عدم الإيمان الحقيقيّ بالغيب، وأنّ المرتكزات العقائديّة متزلزلة في قلوبنا، وإيماننا بالوعود الإلهيّة والأنبياء مهتزّ ومتزلزل، ما يُفضي شيئاً فشيئاً إلى الغفلة، فإمّا أن تهيمن هذه الغفلة علينا، وتخرجنا كلّيّاً من هذا التديّن الشكليّ الصوريّ الذي نعتنقه، أو تبعث على الغفلة لدى أهوال نزع الروح وشدائد اللحظات الأخيرة من حياة الإنسان، يقول تعالى:﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾27 .
وعن أبي جعفر عليه السلام: "إيّاك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب"
*8- الاعتياد على العبادة*
إنّ الإنسان إذا أقبل على العبادة من باب العادة بلا استحضار القلب ونيّة التقرّب، فقد تدريجياً الثمار المترتّبة عليها وعلى حضور الأماكن المتوقّع حصول حالات إيمانيّة في القلب، كالمساجد والمشاهد المشرّفة. ولعلّ النهي عن مجاورة البيت الحرام والمشاهد الشريفة - كحرم الإمام الحسين عليه السلام - في بعض الروايات الشريفة فيه إشارة إلى ذلك.
منها ما عن أبي عبد الله عليه السلام: "إذا فرغت من نُسكك فارجع، فإنّه أشوق لك إلى الرجوع"29 .
وعنه عليه السلام: "إذا قضى أحدكم نُسكه فليركب راحلته
ليلحق بأهله، فإنّ المقام بمكّة يقسّي القلب" .
*9- توقّع المقامات والكمالات*
فإنّ من يتوقّع نيل المقامات والمراتب المعنويّة، وحصول المكاشفات والكرامات، من جرّاء أداء بعض الأعمال، التي قرأها أو سمع بها، ثمّ لا يشمّ رائحة شيء من كلّ ذلك، أوشك على الإدبار والنفور واليأس، بل الإنكار والتكذيب بالمقامات الإيمانيّة والمراتب المعنويّة.
فينبغي أن يكون الدافع نحو العبادة هو التقرّب إلى الله وطلب رضاه، وليس الثواب والمقامات والكرامات والمكاشفات، فإنّ طلبها يقطع الطريق ويحجب النفس، بل يشوبه شرك خفيّ، لأنَّ الهدف هذه الكرامات والّتي هي حالة دنيويّة وليس الهدف طاعة الله ورضاه.
*10- المراء*
إنّ المراء والجدال والمناقشات العقيمة ولو في المواضيع الدينيّة لأجل إظهار الغلبة تسلب الإيمان من القلب، فعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام: "قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: إِيَّاكُمْ والْمِرَاءَ والْخُصُومَةَ فَإِنَّهُمَا يُمْرِضَانِ الْقُلُوبَ عَلَى الْإِخْوَانِ ويَنْبُتُ عَلَيْهِمَا النِّفَاقُ"