أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعيا إلى حسن النوايا وعدم التشكيك وسوء الظن بالآخرين .
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها: إن من فضائل هذا الدين ومحامده التي شهد بها القاصي والداني تلك التشريعات الفذة التي أرسى بها قواعد المجتمع الراشد وحفظ بها بنائه وأحاطه بأسوار منيعة عصية على معاول الهدم وجعلها قائمة على عقيدة تغرس في النفوس بأن أساس الرابطة بين المؤمنين هي الأخوة في الدين حيث قال الله سبحانه وتعالى :" إنما المؤمنون إخوة "وقال النبي صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلم) .
وأضاف فضيلته قائلا : إن هذه الأخوة رابطة تورث شعوراً يبعث على أن لا أحد يرى نفسه على أخيه وأحق بالخير من أخيه فهو يحب الخير له كما يحبه لنفسه متأكداً أن إيمانه لا يكمل إلا بذلك , مشيراً إلى أنه إذا كان مقرر في العقول مركوزاً في الفطر حفظ المرء ما يعنيه ويختص به من أموره وشئونه وأسراره بعيداً عن تطفل المتطفلين واقتحام المقتحمين وكراهته لكشف أستاره تضر به كشفها أبلغ ضرر ويوقعه في أشد الحرج ويعطل عليه مصالحه فقد جاءت الشريعة المكرمة بصون هذا الحق وسدت كل ذريعة لاختراقه بأي وسيلة كانت فتجلى ذلك بنهي الله عز وجل عن التجسس وكشف ما كان مخفياً عنه لقول الله عز وجل " ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه فاتقوا الله إن الله تواب رحيم " .
وبين فضيلته أن الله قد شرع الإستئذان عند دخول البيوت حماية لهذا الحق وعدم كشف أسرار المنازل وصيانة وستر لعوراتها لقول الله تعالى " ياأيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون" مؤكداً أن إيمان المرء لا يكمل حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وحتى يكره له ما يكره لنفسه , لافتاً النظر إلى أن أدنى درجات ذلك أن يعامل أخيه بما يحب أن يعامل به ولا ريب أن ينتظر من أخيه أن يستر عورته ولا يكشف عيبه وأن يتجاوز عن زلته , موضحاً أنه إذا كان على الضد من ذلك , أي لم يفعل ذلك لم يكن منصفاً لأخيه ولا محباً للخير له فيوشك ذلك أن يحدث فساداً بين رابطة الأخوة وفساداً بيناً لما صلح من شئون الناس وما استقام من ظاهر أعمالهم .
وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام من تتبع العورات لأنه صارخ لامتهان الحرمات وتنكر لحقوق الأخوة في الله وسبيل مذمة وضعف يترفع عنه الأبرار والمتقون الأخيار , مفيداً أن الإعلام الجديد بما وفره من وسائل وما أتاحه للناس من مواقع للتواصل والتي كاد كثير منها أن يغدو سبباً للتقاطع بما يشيع فيها من إذاعة أسرار واقتحام للخصوصيات وتتبع العورات ونشر العيوب والزلات وبث الأخبار المكذوبة والشائعات المغرضة والتعليقات والتغريدات التي لا زمام لها ولا مرجعية لها غير الأهواء والظنون والأوهام لا سيما حينما تصدر من مجهول لا تعرف هويته ولا تعرف حاله من الصدق والكذب .
ودعا فضيلته العقلاء إلى وضع الحلول لدفع هذا الضرر ورفع هذا البلاء بحسن نظر وتأمل لضرر هذا وشدة خطره , مؤملا أن تكون هذه المواقع سبباً للتواصل الإيجابي وسبيلاً للتواصي بالحق .
وفي المدينة المنورة، أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي المسلمين بتقوى الله عزوجل متحدثا فضيلته عن العطاء .
وقال في خطبة الجمعة "العطاء عباد الله عبادة وشكرًا لله على النعم ورسولنا الكريم صلى الله علية وسلم قدم أروع صور العطاء، أعطى كل شئ ومن كل شئ ولم يبق من يده ولا في نفسه أي شئ ,يقول جابر رضى الله عنه ما سئل رسول الله صلى الله علية وسلم شيئاً قط فقال لا سأله رجلاً غنماً بين جبلين فأعطاه إياها ,وبلغ من عطائه أنه أعطى ثوبه الذي على ظهره,ومن عطائه لأمته أنه سخر حياته لها ,ومن عطائه أنه وهبها حباً لايبارى وشفقة لاتجارى، وكان كثيراً ما يقول لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بكذا ,وعندما سأله رجل عن الحج أكل عام يا رسول الله قال لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ,ومازال يقول اللهم أمتي أمتي حتى قال له ربه انا سنكرمك في أمتك ولا نسوءك من فضله، وبركته أن عطائه موصول إلى يوم القيامة .
وبين فضيلته أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مضوا على نهجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبي بكر رضى الله عنه مانفعني مال قط مانفعني مال أبي بكر ,وكان المعطاء عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يتعهد كل ليلة عجوزًا عمياء مقعدة بما يصلحها ويخرج الأذى عن بيتها ,عطاءً متدفق في كل ميدان غير به الجيل الأول مسار الأحداث وأعادوا كتابة التاريخ .
وقال فضيلة إمام المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، إن من الجميل أن يتصف المسلم بعطائه وحب الخير للآخرين, موضحا أن العطاء الصادق لايحده حد ولا يقده شرط عطاء من تحب ومن لاتحب، وأهل العطاء لايعرفون البخل والشح والكراهية, إذا منحت الآخرين شيئا ستربح أضعاف ما منحت وعطاؤك سوف يدخل الفرح على قلوب تألمت وحزنت ليتيم فقد حنان الأبوه وأرملة فقدت عائلها ,بالعطاء لاخوانك المسلمين في كل مكان وللأقربين وللعطاء بين الزوجين بالحب والمودة والرحمة باب العطاء واسع فالعفو عن من ظلمك والتجاوز عن من أساء إليك والتنازل عن بعض حقوقك عطاء,فالعطاء فكرة نافعة تهديها في عملك ولمجتمعك عطاء مال وعطاء علم ومعرفة عطاء تضحية في بذل النفس في سبيل الله ,العطاء باب مشرع لكل فئات وطبقات الناس وهو سهل يسير، فكلمة طيب ودعاء وابتسامة عطاء.
وأضاف فضيلته، إن علينا أن ننفض عنا عوائق العطاء وأبرزها العجز الذي حذرنا منه رسولنا صلى الله عليه وسلم وقال(اللهم إني أعوذ بك من العجز),فهو سبب الإخفاق والفشل غالبًا ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (واستعن بالله ولاتعجز),العجز يضعف الهمة يحطم الطموح يفقدك الرغبة في العطاء مبينا أن بهذا العجز المثبط تحيل بعض المسلمين إلى اليد السفلى السائلة يأخذ ولا يشبع وعاش حياته متقوقعا انانينا نفسه شحيحة وهمته ضعيفة وعيونه متطلعة إلى ما لدى الآخرين ,حاثا فضيلته المسلمون على اتباع قول رسولنا صلى الله عليه وسلم(استعن بالله ولا تعجز) أي قم وانهض وبادر وانطلق وقبل ذلك ومعه استعن بالله وستجد الخير يتدفق والعون يتزايد وللعطاء أثر للمعطي وعلى مجتمعه وأمته، فالعطاء يفجر الطاقات لدى الفرد والأمة، ويفتح الآفاق لتنمية وعزة الأمة.