إنظرنا إن غدا النحس عنك بعيدا
وأمطر جديب الروحِ وخُذ حصيدا
ما لها هذه الايام إلا شذيراتٍ وتغدو
وزهو عشقٍ تردده بالأفانين نشيدا
تأنق البحرُ حين جسته منك الاقدامُ
فكيف إن مسه ترفٍ لجسدكِ النهيدا
لعلع الزمان مراراً وأثملنا هناك إناث
وحين لَحظَ النهدين منك ظنه العيدا
غيداء تسرق اللُب من رأس عالماً
ولمجلجلٍ بهواها ترمى السهام إيدا
ما حكى الزمان لنا قصة ، في مغربِ
لا ولا مشرقٍ ولا في الشامِ لها نِدا
بنتُ الفراتين وعروس بغداد تزهو
كلما ضك الدهر بها تَلدهُ عزاً وعيدا
وتذبح قاصٍ وداني حين تهفو جديلتها
وتأنس الريح حين تهفهف لها الجيدا
أنا من فرط الغرام تلوتها حباً وعشقاً
وفي تعاليها ترمقُني كأني بعيونها وليدا
تطرقُ الرؤس إن مرها لكِ بالحب طيفاً
وتمطرُ جُدب السماء بشارةٍ منك رعيدا
تسمرتُ والهوى يشبكُ الافئدةِ إليه
كلما دنوتُ اقطفُ زهراً أراك بعيدا
كأنك والبُعدُ تقاسمتم فؤادي العاشق
وأخذتم في لهوكم فؤاداً للصيدِ طريدا
أنا من فحول النخلِ في أقصى الجنوبِ
أحملُ طيب تربها ومن السيابِ قصيدا
وفي كفي سُمرةً تشتاقها كل الشموسِ
وعلى جبيني أرسمُ للحبِ فرحا وعيدا
15/09/2016
العــ عقيل ـراقي
