العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
خبأتُ بشالها كل الذكريات
وغفوت بمأمنٍ من الدوريات
تلصلص البعض واخذ بالتُرهات
لكني غفوت عند ساحتهم
مكتظةً بالرجولة والعباب
هكذا هي بغداد..
نزلت للشارع مع الشباب
وفي خصرها الف قصة عذاب
تنشدُ الامسيات للغياب
وترقص حين يشتد الدمع
وتتثاقل اقدام الحفاة
ملونةً أسطح البيوتات
كما لو انها في حفل كرنفال
انها بغداد..
ناعسةً بغداد بعيون العذارى
تطفئُ كل اجراس الكنائسِ
وتحمل أحلام العاشقين
فوق رفيف ضحكات دجلةَ
تنسلُ بضوء الشمعِ هناك
بين أكف المحبين تارةً
وبين صوت الرصاص تارا
تُوثقُ فوق خصر كهرمانة
عناقيد الوردِ
وتحبو لتجلس قرب شهريار
وتسمعُ حكايات شهرزادِ
تسأل أين هُمُ
هل غيبتهم الامنياتِ
ام ضاعوا فوق تلال الحربِ
تأتي لأبو نؤاسٍ
وتسأله بكل فخرٍ
فهي بغداد..!!
هل تغنى شعرك
برجالي..
بحشدي
بولدي
لاتقل لم تُغني شعراً بِهمُ
بلا هُمُ لن يبقى لك ذُكرُ
كذا النهر..
ناعسةً بغداد بوجوهِ اليتامى
تلفُ باسقاتها حولهم
تدفئهم
فالبعض نسى معنى الدفءِ
والاخر نسى ملامح وجههِ
بنى الطين فوق أضافرهم
كدساً من الحزنِ واليأسِ
تَحير عيونهم حين غياب الشمسِ
أين تولي هذه العيون..؟
وكل الذي كان
أخذه منهم الدهرِ
يابسةً ثيابهم فوق الاجسادِ
ناعسةً بغداد بوجه بغداد
من ذا يعرفُ صبرها
وكم هز العهرُ أرضها
تودعُ الدمع بعيونها
وتحبسُ بحرقةٍ صرختها
لانها بغدادُ..
العــ عقيل ـراقي