إنه يتعلم أكل اللوزينج بدهن اللوز !!
حدث القاضي ابو يوسف قال :
توفي والدي عندما كنت طفلا صغيرا ولم يكن لنا من معيل فكانت والدتي ترسل بي إلى المسجد أطوف على حلقات العلم فيه أبيع الماء، وقد استهوتني حلقة الامام أبي حنيفة فكنت أجلس إليه أستمع إلى دروسه في الفقه وكنت أكتب ما أسمعه على ما أجمعه من بقايا الأوراق التي يرميها طلاب العلم ، ولقد لاحظ الامام أبو حنيفة اهتمامي بدروسه فكان يدنيني من مجلسه ويهتم بي، وكنت كثيرا ما أعود إلى البيت صفر اليدين من النقود، فكانت أمي تلومني وتؤنيني حتى عثرت ذات يوم على أوراقي فسألتني عن أمرها فقلت لها الحقيقة ، فحملتها وذهبت إلى المسجد وقالت لأبي حنيفة: لقد أفسدت علي ولدي خذ هذه أوراقك ماذا نفعل بها ؟ إنني أرسله ليأتينا بثمن الطعام ، فماذا سيستفيد مما يتعلمه؟
فقال لها أبو حنيفة: اتركيه إنه يتعلم أكل اللوزينج بدهن اللوز ( نوع من الحلوى غالية الثمن ).
ومرت الأيام وأصبح هذا الطفل أبو يوسف قاضيا لبغداد ، يقول :
كنت جالسا يوما عند هارون الرشيد فإذا بصينية كبيرة يحملها اثنان من الخدم وضعت أمامه ، فقال لي الرشيد : تفضل كل معنا يا أبا يوسف ، فاعتذرت منه خجلا ، فقال لي : كل فإنه ليس يعمل لنا كل يوم مثله ، فسألته: ما هذا يا خليفة المسلمين؟ فقال: هذا اللوزينج بدهن اللوز ، فتذكرت مقالة شيخي أبي حنيفة فدمعت عيناي، فسألني الرشيد عما بي فقصصت عليه ما حدث معي في صغري،
فقال الرشيد :
رحم الله أبا حنيفة فإنه كان يرى بعين عقله....
منقول
التعديل الأخير:
