إيرانية تسير عارية في شوارع طهران
أثار تجوّل امرأة عارية مساء الأربعاء الماضي في شارع رئيسي بمدينة كرج، شمال العاصمة الإيرانية طهران، غضب المتشددين في بلد يعاقب النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب الكامل، ناهيك عن السافرات. ونشر موقع "كمال مهر" المحافظ صورة مموهة لهذه المرأة، التي يبدو أنها تحمل على كتفها الأيسر شنطة نسائية، وترتدي ملابسها الداخلية والجزء الأسفل منها باللون الأحمر، وهي تتجوّل بالقرب من أشهر المفترقات بمدينة يبلغ عدد سكانها ما يزيد عن مليوني نسمة.
وبعد أن سلط الموقع الضوء على هذا الحادث نقلت سائر المواقع المتشددة الصورة ووجهت تهديدات وتحذيرات شديدة اللهجة ضد السلطات واتهمتها بالتراخي وعدم الاكتراث بتراجع الأخلاقيات في المجتمع.
وزاد غضب الأوساط المحافظة عندما علمت أن المرأة المذكورة تنزهت لمدة ثلاث ساعات في مركز المدينة، دون أن تلقي شرطة الآداب، المعروفة بدوريات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، القبض عليها كما لم يمنعها أي أحد في تلك الشوارع المكتظة بالمارة في تلك الساعات من المساء.
وقال شهود عيان لموقع "كمال مهر": "لم يبدِ أي من المارة أي رد فعل لمنع هذه السيدة من تصرفها هذا"، الأمر الذي يظهر عدم اهتمام الشارع الإيراني بما يحدث في هذا المجال نتيجة للسياسات الأخلاقية الحكومية التي تفرض الحجاب بالقوة على الإيرانيات.
ورداً على الحادث أصدرت الحوزة الدينية بمدينة كرج بياناً تحذيراً موجهاً للسلطات جاء فيه: "نحذر أصحاب الأمر من أن لا ينسحبوا بعلم وبشكل ممنهج من الساحة وتركها فارغة لجولات العناصر غير الأصيلة حتى لا تصل الأمور إلى درجة تدفع المتدينين إلى تحدي السلطات ويأخذون المبادرة بيدهم، بغية المطالبة بحقوقهم المدنية والشرعية".
ونشر الموقع صوراً لمحلات في كرج تعرض ملابس "تروج للرذيلة" في شوارع المدينة على حد تعبيره، مؤكداً أن السلطات لم تتخذ أي إجراء ضد هذه المحلات؛ لذا "نرى بأعيننا هذا الوضع المأساوي على مستوى المدينة".
ويرى المراقبون أن رد الفعل تجاه الضغوطات الاجتماعية وتدخل السلطات في تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين الإيرانيين تظهر بين الحين والآخر بتصرفات فردية حيناً وجماعية حيناً آخر ضد التابوهات، وتتحول إلى سلوكيات تمارس في الخفاء أكثر مما يظهر في العلن .
وكتب موقع "كرج نيوز" المحافظ محذراً المجتمع الإيراني: "إن انتشار وهم الموضة لدى السيدات والسادة في السنوات الأخيرة سيؤدي إلى خلق مجتمع جنسي نتيجة للخطاب العبثي الذي يحرضه الأجانب لتبرير هذه الأعمال".
