أعہشہقہ أنہفہاسہكہ
Well-Known Member
إيفا براون
للكاتبة الألمانية هايكه باء
ترجمة: أحمد فاضل
في هذه السيرة الكاملة والأولى من نوعها عن إيفا براون والتي قدمتها الكاتبة والمؤرخة الألمانية هايكه بعد تتبعها لمصادر كثيرة ومختلفة استطاعت أن تظهر صورة متسقة للغاية لإمرأة عادية أحبت الرياضة والموضة وموسيقى الجاز والتي حازت على إعجاب هتلر الذي كان يبحث عن أفضل صديقة فعاشت معه مكرسة كل وقتها لرجل كان يجسد الشر من دون شك بحسب ما تقوله المؤلفة التي تتسائل في هذا الكتاب عن ما إذا كان من المفيد الحصول على صورة دقيقة لهتلر خارج عمله الحقيقي ، وهو رجل مثل غيره من الرجال يود أن يعيش حياة طبيعية كما كتبت بروان في مذكراتها ، لكن " شيطنة " هتلر كانت تقف عائقا أمام فهمها وظاهرة النازية التي بدت منظورا جديدا جلبت الشر كله ، وهو بمثابة مفارقة تاريخية يتسائل المرء حيالها وتلقي ضوءا جديدا عليها .
في عام 1929 زار أدولف هتلر زعيم حزب العمال القومي الإشتراكي البالغ من العمر 40 عاما مصوره الخاص في الاستوديو التابع له بميونيخ فتعرف هناك لأول مرة بايفا براون وكانت شابة جميلة ، شقراء ، بعينين زرقاويتين ، لم تكد تبلغ من العمر آنذاك سوى 17 عاما ، إلتقطت معه صورا تذكارية وكان طبيعيا ان بتزعمه لهذه الحركة الوطنية آنذاك .
كانت إيفا فتاة فقيرة تنتمي لعائلة آرية بحتة مؤلفة من ثلاث شقيقات وبعد تعرفها على هتلر كانت تمني نفسها بالزواج منه لكنه قالها صراحة أمامها انه لايستطيع الزواج منها بسبب بسيط كونه متزوج من الشعب الألماني الذي ربط مصيره بمصيرهم وعاش معها كصديق أكثر مما هو زوج معلن لمدة ستة عشر عاما ، ولذلك هايكه عندما تتناول في كتابها هذا موضوعة الجنس في حياة هتلر يأخذها الحذر الشديد في ذلك التناول الذي وصمه بالمثلية والتخنث فتقول ان 20 صفحة من المذكرات التي نسبت الى براون قد لاتكون صحيحة وهي تذكر ساعتين جميلة ورائعة قضتهما معه حتى منتصف الليل .
في تلك السنوات من صعود النازيين الى السلطة لم يكن هتلر يملك الوقت الكافي لإيفا لأن تفكيره كان مشغول دائما ، فقد كانت هناك انتخابات للرايخشتاغ قد يحصل اذا فاز بها على منصب المستشارية ، وكان وصوله الى هذه السلطة المطلقة يرجع ولو جزئيا الى سياسة الكومنترن السوفياتي لتأليب الشيوعيين الألمان ضد الديمقراطيين وبالتالي تقسيم التصويت على اليسار ، وإثارة الجماهير الألمانية بهذا الحزب النازي الصاعد ، واليهود اللذين كان يحمل لهم كراهية شديدة ، وتواجده بعيدا من بايرن ميونخ حيث كانت تعيش إيفا هناك مع والديها ، وعندما تعثر اهتمام هتلر بها حاولت ان تقتل نفسها عام 1932 ، ومحاولة أخرى بعد ثلاث سنوات مما اضطر والديها بحسب ما تذكره هايكه في كتابها الى عرضها على الأطباء الذين أفادوا بعدم وجود مرض لديها يقودها الى الإنتحار ، هتلر من جانبه قال : ( الآن لابد لي من الاعتناء بها ، لأن شيئا من هذا القبيل يجب ألا يحدث مرة أخرى ) ، لكنها عادت بمحاولة ثانية عام 1935 مما دفعته لإسكانها شقة خاصة في ميونيخ يقضيان معا فيها مزيدا من الوقت .
تأثرت براون كثيرا بآراء عشيقها هتلر من دون أن تلتفت لوالدها الذي كان هو ايضا عضوا في الحزب النازي ، وجاءت مع أعداد كبيرة من الألمان مؤيدة لاعتقاداته بأن ألمانيا لايمكن أن تعيش في سلام ما لم تكن إبادة الخونة من المصرفيين البلاشفة اليهود حتمية ، وان هيمنة ألمانيا كان لابد لها من أن تمتد الى غرب وشرق أوربا ، والتقت براون بزوجة رودولف هيس على القبول بتلك الأفكار وسمح لها عام 1935 بحضور مؤتمر الحزب النازي في نورمبرغ حيث شهدت قوانين نزع الجنسية الألمانية عن اليهود وتحريم مشاركتهم في الحياة العملية .
هايكه في كتابها تقر على أنه تم تدمير جميع الرسائل الشخصية والوثائق بين براون وهتلر في الأيام الأخيرة من الحرب ، والعبارات التي ترد فيه مثل " نحن فقط يمكن التكهن " أو " أي معلومات موثقة حول " أو " الحقيقة النهائية " أو " مازال مجهولا " يمكن أن نعثر عليها في مذكرات وشهادات من خدموا معهما ، لكنها عاشت في شقتها الصغيرة الخاصة بجانب غرفة نوم هتلر بصفتها سيدة المنزل وكانت تجلس الى يساره في وجبات الطعام ومع ضيوفه وتتمتع بالسباحة والتزلج وتحب الموضة وتغير ملابسها عدة مرات في اليوم وتأخذ الصور معه ويشاهدان معا الأفلام الهزلية ، وليس هناك أدنى شك أنها كانت تعلم بجميع خطط هتلر والذي كان يتحدث أمامها بحرية كاملة لأنها بقيت قريبة منه حتى النهاية ، وعندما غزا هتلر بولندا في 1 سبتمبر / أيلول 1939 كانت هي في رحلة الى إيطاليا وبدت غير مكترثة بما يحدث على الجبهة الشرقية وحتى في الوقت الذي تحولت الحرب ضد ألمانيا ووفقا لوزير الدعاية الألماني غوبلز كما أشارت هايكه في كتابها ، أنها كانت هادئة حتى عام 1944 حينما وصل الجيش الأحمر وارشو .
إيفا براون أحبت هتلر فعلا وعندما أحست أن ألمانيا قد خسرت الحرب هرعت الى برلين عام 1945 لتكون الى جانبه في مخبئه والزواج منه وحتى انتحارها معه عندما وصل الجيش الأحمر الروسي الرايخشتاغ ، والذي نريد معرفته تتسائل هايكه كيف تسنى لهتلر أن يجمع الحب مع الشر ؟ مع معرفتنا أن هناك حب حقيقي في حياته ، وكيف يكون وحشا من له كل أولئك الأصدقاء والمعارف ؟ إنه بلا شك مجنون مجنون أو كما قال المخرج جان رينوار ذات مرة : ( إنه شيئ فظيع حقا أن لكل فرد دوافعه ) .
غالاغر دوروثي
صحيفة / نيويورك تايمز
خاص "أدب فن"
للكاتبة الألمانية هايكه باء
ترجمة: أحمد فاضل
في هذه السيرة الكاملة والأولى من نوعها عن إيفا براون والتي قدمتها الكاتبة والمؤرخة الألمانية هايكه بعد تتبعها لمصادر كثيرة ومختلفة استطاعت أن تظهر صورة متسقة للغاية لإمرأة عادية أحبت الرياضة والموضة وموسيقى الجاز والتي حازت على إعجاب هتلر الذي كان يبحث عن أفضل صديقة فعاشت معه مكرسة كل وقتها لرجل كان يجسد الشر من دون شك بحسب ما تقوله المؤلفة التي تتسائل في هذا الكتاب عن ما إذا كان من المفيد الحصول على صورة دقيقة لهتلر خارج عمله الحقيقي ، وهو رجل مثل غيره من الرجال يود أن يعيش حياة طبيعية كما كتبت بروان في مذكراتها ، لكن " شيطنة " هتلر كانت تقف عائقا أمام فهمها وظاهرة النازية التي بدت منظورا جديدا جلبت الشر كله ، وهو بمثابة مفارقة تاريخية يتسائل المرء حيالها وتلقي ضوءا جديدا عليها .
في عام 1929 زار أدولف هتلر زعيم حزب العمال القومي الإشتراكي البالغ من العمر 40 عاما مصوره الخاص في الاستوديو التابع له بميونيخ فتعرف هناك لأول مرة بايفا براون وكانت شابة جميلة ، شقراء ، بعينين زرقاويتين ، لم تكد تبلغ من العمر آنذاك سوى 17 عاما ، إلتقطت معه صورا تذكارية وكان طبيعيا ان بتزعمه لهذه الحركة الوطنية آنذاك .
كانت إيفا فتاة فقيرة تنتمي لعائلة آرية بحتة مؤلفة من ثلاث شقيقات وبعد تعرفها على هتلر كانت تمني نفسها بالزواج منه لكنه قالها صراحة أمامها انه لايستطيع الزواج منها بسبب بسيط كونه متزوج من الشعب الألماني الذي ربط مصيره بمصيرهم وعاش معها كصديق أكثر مما هو زوج معلن لمدة ستة عشر عاما ، ولذلك هايكه عندما تتناول في كتابها هذا موضوعة الجنس في حياة هتلر يأخذها الحذر الشديد في ذلك التناول الذي وصمه بالمثلية والتخنث فتقول ان 20 صفحة من المذكرات التي نسبت الى براون قد لاتكون صحيحة وهي تذكر ساعتين جميلة ورائعة قضتهما معه حتى منتصف الليل .
في تلك السنوات من صعود النازيين الى السلطة لم يكن هتلر يملك الوقت الكافي لإيفا لأن تفكيره كان مشغول دائما ، فقد كانت هناك انتخابات للرايخشتاغ قد يحصل اذا فاز بها على منصب المستشارية ، وكان وصوله الى هذه السلطة المطلقة يرجع ولو جزئيا الى سياسة الكومنترن السوفياتي لتأليب الشيوعيين الألمان ضد الديمقراطيين وبالتالي تقسيم التصويت على اليسار ، وإثارة الجماهير الألمانية بهذا الحزب النازي الصاعد ، واليهود اللذين كان يحمل لهم كراهية شديدة ، وتواجده بعيدا من بايرن ميونخ حيث كانت تعيش إيفا هناك مع والديها ، وعندما تعثر اهتمام هتلر بها حاولت ان تقتل نفسها عام 1932 ، ومحاولة أخرى بعد ثلاث سنوات مما اضطر والديها بحسب ما تذكره هايكه في كتابها الى عرضها على الأطباء الذين أفادوا بعدم وجود مرض لديها يقودها الى الإنتحار ، هتلر من جانبه قال : ( الآن لابد لي من الاعتناء بها ، لأن شيئا من هذا القبيل يجب ألا يحدث مرة أخرى ) ، لكنها عادت بمحاولة ثانية عام 1935 مما دفعته لإسكانها شقة خاصة في ميونيخ يقضيان معا فيها مزيدا من الوقت .
تأثرت براون كثيرا بآراء عشيقها هتلر من دون أن تلتفت لوالدها الذي كان هو ايضا عضوا في الحزب النازي ، وجاءت مع أعداد كبيرة من الألمان مؤيدة لاعتقاداته بأن ألمانيا لايمكن أن تعيش في سلام ما لم تكن إبادة الخونة من المصرفيين البلاشفة اليهود حتمية ، وان هيمنة ألمانيا كان لابد لها من أن تمتد الى غرب وشرق أوربا ، والتقت براون بزوجة رودولف هيس على القبول بتلك الأفكار وسمح لها عام 1935 بحضور مؤتمر الحزب النازي في نورمبرغ حيث شهدت قوانين نزع الجنسية الألمانية عن اليهود وتحريم مشاركتهم في الحياة العملية .
هايكه في كتابها تقر على أنه تم تدمير جميع الرسائل الشخصية والوثائق بين براون وهتلر في الأيام الأخيرة من الحرب ، والعبارات التي ترد فيه مثل " نحن فقط يمكن التكهن " أو " أي معلومات موثقة حول " أو " الحقيقة النهائية " أو " مازال مجهولا " يمكن أن نعثر عليها في مذكرات وشهادات من خدموا معهما ، لكنها عاشت في شقتها الصغيرة الخاصة بجانب غرفة نوم هتلر بصفتها سيدة المنزل وكانت تجلس الى يساره في وجبات الطعام ومع ضيوفه وتتمتع بالسباحة والتزلج وتحب الموضة وتغير ملابسها عدة مرات في اليوم وتأخذ الصور معه ويشاهدان معا الأفلام الهزلية ، وليس هناك أدنى شك أنها كانت تعلم بجميع خطط هتلر والذي كان يتحدث أمامها بحرية كاملة لأنها بقيت قريبة منه حتى النهاية ، وعندما غزا هتلر بولندا في 1 سبتمبر / أيلول 1939 كانت هي في رحلة الى إيطاليا وبدت غير مكترثة بما يحدث على الجبهة الشرقية وحتى في الوقت الذي تحولت الحرب ضد ألمانيا ووفقا لوزير الدعاية الألماني غوبلز كما أشارت هايكه في كتابها ، أنها كانت هادئة حتى عام 1944 حينما وصل الجيش الأحمر وارشو .
إيفا براون أحبت هتلر فعلا وعندما أحست أن ألمانيا قد خسرت الحرب هرعت الى برلين عام 1945 لتكون الى جانبه في مخبئه والزواج منه وحتى انتحارها معه عندما وصل الجيش الأحمر الروسي الرايخشتاغ ، والذي نريد معرفته تتسائل هايكه كيف تسنى لهتلر أن يجمع الحب مع الشر ؟ مع معرفتنا أن هناك حب حقيقي في حياته ، وكيف يكون وحشا من له كل أولئك الأصدقاء والمعارف ؟ إنه بلا شك مجنون مجنون أو كما قال المخرج جان رينوار ذات مرة : ( إنه شيئ فظيع حقا أن لكل فرد دوافعه ) .
غالاغر دوروثي
صحيفة / نيويورك تايمز
خاص "أدب فن"