أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

ابدا باسم الله مستعينا راض به مدبرا معينا

أوجاع ألظلام

Well-Known Member
إنضم
20 يوليو 2016
المشاركات
26,351
مستوى التفاعل
632
النقاط
113
الإقامة
بَينْ نَبضآتْ قَلبهُ .,
مجبرا, أستعدوا, أعدنا, الله, ابدا, باسل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فاننا نَشْرَحُ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ سِلْسِلَةً مِنْ سِلْسِلَةِ الدَّوْرَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَهِيَ سُلَّمُ الْوُصُولِ لِلشَّيْخِ حَافِظِ بْنِ اَحْمَدَ الْحَكَمِيّ: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: يَقُولُ اللهُ تَعَالَى لِرَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي اَدْعُو اِلَى اللهِ: عَلَى بَصِيرَةٍ اَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي: وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَااَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: مِنْ شُرُوطِ أَيِّ اِنْسَانٍ يُرِيدُ اَنْ يَعْمَلَ فِي الْعَمَلِ الدَّعَوِيِّ: تَحْصِيلُ الْبَصِيرَة: وَالْبَصِيرَةُ تَاْتِي بِاَحَدِ اَمْرَيْنِ: اِمَّا بِالْعِلْمِ: اَوْ بِالْعِبَادَةِ: وَطَبْعاً اَحَدُهُمَا لَايُغْنِي عَنِ الْآَخَرِ: فَلَابُدَّ مِنْ تَحْصِيلِ الْبَصِيرَةِ بِالِاثْنَيْنِ مَعاً: وَنَحْنُ طَبْعاً فِي هَذِهِ السِّلْسِلَةِ التَّعْلِيمِيَّةِ: هَدَفُنَا مِنْهَا تَحْصِيلُ الْبَصِيرَةِ فِي الدَّعْوَةِ اِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلّ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَبَيْنَ اَيْدِينَا الْيَوْمَ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَة: كِتَابُ سُلَّمِ الْوُصُولِ فِي مَعَارِجِ الْقَبُولِ لِلشَّيْخِ حَافِظ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وُلِدَ الشَّيْخُ حَافِظُ فِي 24 9 1342 مِنْ حَوَالَيْ 75 سَنَة بِمَدِينَةِ جَازَانَ فِي السُّعُودِيَّة: وَكَانَ طَلَبُهُ لِلْعِلْمِ عِنْدَ بُلُوغِهِ سَبْعَ سَنَوَات: فَالْتَحَقَ بِمَدْرَسَةِ تَعْلِيمِ الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ حَتَّى اَتَمَّ قِراءَةَ الْقُرْآَن ِمُجَوَّدَةً خِلَالَ اَشْهُرٍ مَعْدُودَة: ثُمَّ اَكْمَلَ حِفْظَهُ حِفْظاً تَامّاً بُعَيْدَ ذَلِكَ بِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ: وَقَدْ بَدَاَ بِحِفْظِ الْقُرْآَن ِفِي السَّابِعَةِ: وَاَتَمَّ حِفْظَهُ فِي الْعَاشِرَةِ: نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا عِلْمُهُ وَمُؤَلَّفَاتُهُ: فَقَدْ طَلَبَ الْعِلْمَ عَلَى يَدِ شَيْخِهِ الْجَلِيلِ عَبْدِ اللهِ الْقَرْعَاوِيِّ رَحِمَهُ الله: مَعَ الْحِرْصِ عَلَى اقْتِنَاءِ الْكُتُبِ الْقَيِّمَةِ وَالنَّادِرَةِ مِنْ اُمَّهَاتِ الْكُتُبِ الشَّرْعِيَّةِ: مَعَ اسْتِيعَابِهَا قِرَاءَةً وَفَهْماً: وَعِنْدَمَا بَلَغَ التَّاسِعَةَ عَشَرَ مِنْ عُمُرِهِ: اِلْتَمَسَ مِنْهُ شَيْخُهُ الْقَرْعَاوِيُّ النَّجَابَةَ وَالْاِبْدَاعَ: فَطَلَبَ مِنْهُ اَنْ يُؤَلِّفَ كِتَاباً فِي تَوْحِيدِ اللهِ: يَشْتَمِلُ عَلَى عَقِيدَةِ السَّلَفِ الصَّالِحِ: عَلَى اَنْ يَكُونَ نَظْماً؟ لِيَسْهُلَ حِفْظُهُ عَلَى الطُّلَّابِ: فَصَنَّفَ مَنْظُومَتَهُ: سُلَّمَ الْوُصُولِ اِلَى عِلْمِ الْاُصُولِ:وَالَّتِي انْتَهَى مِنْ تَسْوِيدِهَا سَنَةَ1362 هِجْرِيَّة: وَقَدْ اَجَادَ فِيهَا: وَلَاقَتِ اسْتِحْسَانَ شَيْخِهِ وَالْعُلَمَاءِ الْمُعَاصِرِينَ: ثُمَّ تَابَعَ التَّصْنِيفَ بَعْدَ ذَلِكَ: فَاَلَّفَ كِتَاباً فِي التَّوْحِيدِ: وَالسِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ: وَمُصْطَلَحِ الْحَدِيثِ: وَالْفِقْهِ: وَالْاُصُولِ: وَالْفَرَائِضِ: وَالْوَصَايَا: وَالْآَدَابِ: وَغَيْرِ ذَلِكَ: نَظْماً وَنَثْراً: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَبَعْدَ انْتِهَائِهِ مِنْ اَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ سَنَةَ 1377 هِجْرِيَّة: اِنْتَقَلَ اِلَى رَحْمَةِ اللهِ فِي مَكَّة: عَلَى اَثَرِ مَرَضٍ اَلَمَّ بِهِ: وَهُوَ فِي مُقْتَبَلِ شَبَابِهِ: حَيْثُ كَانَ عُمُرُهُ آَنَذَاكَ خَمْساً وَثَلَاثِينَ سَنَة: فَدُفِنَ بِهَا: فَرَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، نَعَمْ اَخِي: فَهَذِهِ هِيَ تَرْجَمَةُ حَيَاةِ الشَّيْخِ حَافِظِ بْنِ اَحْمَدَ الْحَكَمِيِّ: وَهُوَ صَاحِبُ الْمُؤَلَّفِ الَّذِي مَعَنَا فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ،وَمِمَّا يُثْلِجُ الصُّدُورَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هَذِهِ الْهِمَّةُ الْعَالِيَةُ الَّتِي بَدَاَتْ عِنْدَ شَابٍّ صَغِيرٍ: عُمُرُهُ 19 سَنَة: فِي تَاْلِيفِ سُلَّمٍ الْوُصُولِ: وَفِي كِتَابٍ آَخَرَ اَيْضاً: وَهُوَ 200 سُؤَالٍ وَجَوَابٍ فِي الْعَقِيدَةِ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: يَقُولُ الشَّيْخُ حَافِظُ فِي مُقَدِّمَتِهِ مَايَلِي: اَبْدَاُ بِاسْمِ اللهِ مُسْتَعِينَا: رَاضٍ بِهِ مُدَبِّراً مُعِينَا: وَالْحَمْدُ لِلهِ كَمَا هَدَانَا: اِلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَاجْتَبَانَا: اَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَاَشْكُرُهُ: وَمِنْ مَسَاوِي عَمَلِي اَسْتَغْفِرُهُ: وَاَسْتَعِينُهُ عَلَى نَيْلِ الرِّضَا: وَاَسْتَمِدُّ لُطْفَهُ فِيمَا قَضَى: وَبَعْدُ فَاِنِّي بَالْيَقِينِ اَشْهَدُ: شَهَادَةَ الْاِخْلَاصِ اَلَّا يُعْبَدُ: بِالْحَقِّ مَاْلُوهٌ سِوَى الرَّحْمَنِ: مَنْ جَلَّ عَنْ عَيْبٍ وَعَنْ نُقْصَانِ: وَاَنَّ خَيْرَ خَلْقِهِ مُحَمَّداً: مَنْ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَباِلْهُدَى: رَسُولُهُ اِلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ: بِالنُّورِ وَالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ: صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَمَجَّدَا: وَالْآَلِ وَالصَّحْبِ دَوَاماً سَرْمدَا: وَبَعْدَ هَذَا النَّظْمِ فِي الْاُصُولِ: لِمَنْ اَرَادَ مَنْهَجَ الرَّسُولِ: سَاَلَنِي اِيَّاهُ مَنْ لَابُدَّ لِي: مِنِ امْتِثَالِ سُؤْلِهِ الْمُمْتَثَلِ: فَقُلْتُ مَعَ عَجْزِي وَمَعَ اِشْفَاقِي: مُعْتَمِداً عَلَى الْقَدِيرِ الْبَاقِي: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هَذِهِ هِيَ مُقَدِّمَةُ الْقَصِيدَةِ الشِّعْرِيَّةِ الْاُرْجُوزَةِ: وَقَدْ قَرَاْنَا مِنْهَا 12 بَيْتاً: يَقُولُ الشَّيْخُ فِيهَا: اَبْدَاُ بِاسْمِ اللهِ مُسْتَعِينَا: بِمَعْنَى اَنَّهُ يَبْدَاُ هَذَا الْعَمَلَ بِاسْمِ اللِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَالْبَاءُ فِي بِسْمِ اللهِ: مَعْنَاهَا: اِمَّا عَلَى الِاسْتِعَانَةِ: بِمَعْنَى: اَبْدَاُ مُسْتَعِيناً بِاللهِ: اَوْ عَلَى الْمُصَاحَبَةِ: بِمَعْنَى: اَبْدَاُ مُصَاحِباً لِاسْمِ اللهِ: اَوْ بِصُحْبَةِ اسْمِ اللهِ: اَوْ اَطْلُبُ مِنَ اللهِ اَنْ يَصْحَبَنِي اسْمُهُ حَامِياً لِي فِي جَمِيعِ حَرَكَاتِي وَسَكَنَاتِي وَتَصَرُّفَاتِي: ثُمَّ يَقُولُ الشَّيْخُ: رَاضٍ بِهِ: أَيْ رَاضٍ بِاللهِ: مُدَبِّراً لِاَمْرِي: وَمُعِيناً لِي: وَالْحَمْدُ لِلهِ كَمَا هَدَانَا، نعم ايها الاخوة: مَاهُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ كَلِمَة اَلْحَمْدُ لِلهِ: وَبَيْنَ كَلِمَةِ الشُّكْرُ لِلهِ؟ نَعَمْ اَخِي: اَلْحَمْدُ: اَخَصُّ مِنْ جِهَةٍ مِنْ كَلِمَةِ الشُّكْرِ فِي مَعْنَاهَا: وَاَعَمُّ مِنْ جِهَةٍ اُخْرَى مِنْ كَلِمَةِ الشُّكْرِ فِي مَعْنَاهَا اَيْضاً: نعم اخي: وَكَذَلِكَ كَلِمَةُ الشُّكْرِ: فَهِيَ اَخَصُّ مِنْ جِهَةٍ مِنْ كَلِمَةِ الْحَمْدِ فِي مَعْنَاهَا: وَاَعَمُّ مِنْ جِهَةٍ اُخْرَى مِنْ كَلِمَةِ الْحَمْدِ فِي مَعْنَاهَا اَيْضاً: نَعَمْ اَخِي: فَلَوْ جِئْنَا اِلَى جِهَةِ السَّبَبِ: سَنَجِدُ اَنَّ سَبَبَ الشُّكْرِ: اَخَصُّ مِنْ سَبَبِ الْحَمْدِ: كَيْفَ ذَلِكَ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ الشُّكْرَ سَبَبُهُ: هُوَ الْاِحْسَانُ: بِمَعْنَى اَنَّ اِنْسَاناً مَا: اَحْسَنَ اِلَيْكَ: فَاَنْتَ تَشْكُرُهُ عَلَى هَذَا الْاِحْسَانِ: وَتَقُولُ لَهُ اَشْكُرُكَ: وَلَايَصِحُّ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ اَنْ تَقُولَ لَهُ اَحْمَدُكَ: لماذا؟لِاَنَّ سَبَبَ الْحَمْدِ: اَعَمُّ وَاَوْسَعُ مِنَ الشُّكْرِ: كَيْفَ ذَلِكَ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ الْحَمْدَ يَكُونُ عَلَى الْحُسْنِ وَعَلَى الْاِحْسَانِ وَعَلَى الْمَكْرُوهِ اَيْضاً: فَلَايَصِحُّ اَنْ تَحْمَدَ اِنْسَاناً عَلَى حُسْنِهِ وَجَمَالِهِ: وَلَا عَلَى مَكْرُوهٍ فَعَلَهُ مَعَكَ: وَاِنَّمَا تَشْكُرُهُ بِكَلِمَةِ الشُّكْرِ لَابِكَلِمَةِ الْحَمْدِ عَلَى مَعْرُوفٍ فَعَلَهُ مَعَكَ: نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْحَمْدَ شَيْءٌ عَظِيمٌ جِدّاً: وَهُوَ اَوْسَعُ مِنَ الشُّكْرِ مِنْ حَيْثُ السَّبَبِ: كَيْفَ ذَلِكَ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: بِاِمْكَانِكَ اَنْ تَقُولَ اَلْحَمْدُ لِلهِ بِلَا سَبَبٍ مِنَ الْاِحْسَانِ حَتَّى وَلَوْ لَمْ يُعْطِكَ اللهُ شَيْئاً قَلِيلاً اَوْ كَثِيراً مِنْ نِعَمِهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى: بَلْ حَتَّى وَلَوْ لَمْ يُعْطِكَ مِنْهَا ذَرَّةً: بَلْ حَتَّى وَلَوْ لَمْ يُعْطِكَ شَيْئاً مِنْهَا بِالْكُلِّيَّةِ: بَلْ حَتَّى وَلَوْ فَعَلَ مَعَكَ سُبْحَانَهُ مَكْرُوهاً وَلَمْ يَفْعَلْ مَعْرُوفاً: فَاِنَّكَ مَعَ ذَلِكَ يَنْبَغِي عَلَيْكَ اَنْ تَقُولَ اَلْحَمْدُ لِلهِ لِمَاذَا؟ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ(قَبْلَ{الْخَيْرِ فِتْنَةً وَاِلَيْنَا تُرْجَعُون(لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ شَرٌّ مَآَلُهُ اِلَى الْخَيْرِ لِصَاحِبِهِ الَّذِي ابْتَلَاهُ اللهُ بِهِ: وَنَتِيجَتُهُ الْخَيْرُ: وَعَاقِبَتُهُ الْخَيْرُ: وَاِنْ كَانَ خَيْراً مُبْهَماً لَايَعْلَمُ صَاحِبُهُ حِكْمَةَ اللهِ الْمُبْهَمَةِ مِنْهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ حَتَّى وَلَوْ خَلَقَكَ سُبْحَانَهُ اَعْمَى لَاتُبْصِرُ شَيْئاً: وَاَصَمَّ لَاتَسْمَعُ شَيْئاً: وَاَبْكَمَ لَاتَتَكَلَّمُ شَيْئاً: وَلَاتَسْتَطِيعُ اِلَى ذَلِكَ كُلِّهِ سَبِيلاً: وَمَعَ ذَلِكَ فَهُوَ سُبْحَانَهُ: يَسْتَحِقُّ الْحَمْدَ عَلَى اَكْبَرِ نِعْمَةٍ اَعْطَاكَ اِيَّاهَا وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَوَلَمْ يَرَ الْاِنْسَانُ اَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئَا(أَيْ خَلَقْنَاهُ مِنَ الْعَدَمِ: وَفِي اَحْسَنِ صُورَةٍ: وَرُبَّمَا يَسْتَحِقُّ اَنْ يَخْلُقَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَشَرَةً تَافِهَةً لَاقِيمَةَ لَهَا اَوْ حِمَاراً اَوْ{فِي أَيِّ صُورَةٍ مَاشَاءَ رَكَّبَكَ( وَمَعَ ذَلِكَ خَلَقَهُ مِنَ الْعَدَمِ: وَفِي اَحْسَنِ تَقْوِيمٍ وَصُورَةٍ: وَفَضَّلَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً: نَعَمْ اَخِي: وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الْحَمْدَ يَكُونُ عَلَى الْحُسْنِ فَقَطْ مِنْ جِهَةٍ: بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ يَسْتَحِقُّ الْحَمْدَ عَلَى حُسْنِهِ وَجَمَالِهِ فِي ذَاتِهِ وَفِي بَدِيعِ خَلْقِهِ وَصُنْعِهِ: بَلْ حَتَّى وَلَوْ لَمْ يُحْسِنْ اِلَى اَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ سُبْحَانَه: بَلْ حَتَّى وَلَوْ لَمْ يَخْلُقْ اَحَداً مِنْهُمْ بِالْكُلِّيَّةِ: بَلْ حَتَّى وَلَوْ بَقِيَ وَحِيداً: فَاِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ يَسْتَحِقُّ الْحَمْدَ اَيْضاً: عَلَى حُسْنِهِ وَجَمَالِهِ: وَعَلَى رَحْمَتِهِ الَّتِي كَتَبَهَا عَلَى نَفْسِهِ وَوَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اَوْ لَمْ يَخْلُقْهُ بَعْدُ: وَعَلَى الظُّلْمِ الَّذِي حَرَّمَهُ عَلَى نَفْسِهِ: نعم اخي: وَاَمَّا الشُّكْرُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ: فَلَايَكُونُ اِلَّا عَلَى الْاِحْسَانِ فَقَطْ: وَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ الْاَوَّلُ: وَاَمَّا الْفَرْقُ الثَّانِي: فَاِنَّ الشُّكْرَ اَوْسَعُ وَاَعَمُّ مِنْ جِهَةِ الْآَلَةِ: لِاَنَّ الْآَلَةَ الْمُسْتَعْمَلَةَ اَوِ الْمُسْتَخْدَمَةَ فِيهِ: هِيَ اللِّسَانُ وَالْقَلْبُ وَالْجَوَارِحُ: نَعَمْ اَخِي: وَالْآَلَةُ الْمُسْتَخْدَمَةُ فِي الْجَوَارِحِ مِنْ اَجْلِ الشُّكْرِ: هِيَ الْعَمَلُ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {اِعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور( نَعَمْ اَخِي: فَالشُّكْرُ يَدْخُلُ فِيهِ الْعَمَلُ: بِخِلَافِ الْحَمْدِ: فَالْحَمْدُ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ فَقَطْ: وَلَايَدْخُلُ فِيهِ الْعَمَلُ: بِمَعْنَى: اَنَّ الْعَمَلَ لَيْسَ هُوَ الْآَلَةُ الْمُسْتَخْدَمَةُ فِي الْحَمْدِ: بَلْ هُوَ آَلَةُ اللِّسَانِ وَآَلَةُ الْقَلْبِ فَقَطْ: نَعَمْ اَخِي: وَمَعَ ذَلِكَ: فَاِنَّ الْحَمْدَ اَعَمُّ اَوْ اَوْسَعُ مِنْ جِهَةِ السَّبَبِ؟ لِاَنَّ سَبَبَهُ الْحُسْنُ وَالْاِحْسَانُ وَالْمَكْرُوهُ مَعاً: لَكِنَّهُ اَضْيَقُ مِنْ جِهَةِ الْآَلَةِ الَّتِي هِيَ الْقَلْبُ وَاللِّسَانُ فَقَطْ: وَاَمَّا الشُّكْرُ فَهُوَ اَضْيَقُ مِنْ جِهَةِ السَّبَبِ؟ لِاَنَّهُ يَكُونُ عَلَى الْاِحْسَانِ فَقَطْ: لَكِنَّهُ اَوْسَعُ وَاَعَمُّ مِنْ جِهَةِ الْآَلَةِ؟ لِاَنَّهُ يَكُونُ بِاللِّسَانِ وَالْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ: نَعَمْ اَخِي: اَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْحَمْدِ: فَاِنَّ الْآَلَةَ الْمُسْتَعْمَلَةَ فِيهِ: هِيَ الْقَلْبُ وَاللِّسَانُ فَقَطْ: وَاَمَّا الشُّكْرُ: فَهُوَ اَعَمُّ وَاَوْسَعُ مِنْ جِهَةِ الْآَلَةِ؟: نَعَمْ اَخِي: وَالْحَمْدُ لِلهِ كَمَا هَدَانَا: اِلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَاجْتَبَانَا: بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ كَمَا هَدَانَا اِلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَاجْتَبَانَا: فَنَحْنُ نَحْمَدُهُ كَمَا اَنَّهُ هَدَانَا: بِمَعْنَى اَنَّنَا نَحْمَدُهُ عَلَى نِعْمَةِ الْهِدَايَةِ؟ لِاَنَّهُ هَدَانَا، نَعَمْ اَخِي: وَتَابِعْ مَعِي لِتَعْرِفَ اَكْثَرَ: نَعَمْ اَخِي: اَللهُ تَعَالَى اَيْضاً بَدَاَ كِتَابَهُ بِالْحَمْدِ فِي سُورَةِ الْفَاتِحَةِ بِقَوْلِهِ: اَلْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين: وَفِي نِصْفِ الْقُرْآَنِ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ اَيْضاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى: اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي اَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ: وَفِي الرُّبُعِ الْاَوَّلِ الَّذِي يَنْتَهِي بِاَوَائِلِ سُورَةِ الْاَنْعَامِ اَيْضاً بِقَوْلِهِ: اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ: وَفِي الرُّبُعِ الْاَخِيرِ اَيْضاً فِي سُورَةِ فَاطِرَ بِقَوْلِهِ: اَلْحَمْدُ لِلهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ الْكَرِيمَ: قَسَمَهُ اللهُ اَرْبَعَةَ اَجْزَاءٍ عَلَى الْحَمْدِ لِلهِ: نَعَمْ اَخِي: وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: يَاْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَحْمِلُ لِوَاءَ الْحَمْدِ: وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اَلْحَمْدُ لِلهِ: تَمْلَاُ الْمِيزَانَ: نَعَمْ اَخِي: اَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَاَشْكُرُهُ: وَمِنْ مَسَاوِي عَمَلِي اَسْتَغْفِرُهُ: وَالْمَسَاوِي اَخِي: هِيَ الْمَسَاوِىءُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ: وَالضَّرُورَةُ الشِّعْرِيَّةُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ كَمَا سَيَاْتِي مَعَنَا فِي بَقِيَّةِ الْاَبْيَاتِ: تَقْتَضِي التَّغْيِيرَ وَالتَّسْهِيلَ وَالتَّخْفِيفَ فِي بَعْضِ الْاَشْيَاءِ الْمُثَقَّلَةِ فِي بَعْضِ الْحُرُوفِ؟ مِنْ اَجْلِ الِانْسِجَامِ مَعَ الْقَافِيَةِ الشِّعْرِيَّة: نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ يَقُولُ الشَّيْخُ حَافِظُ: وَاَسْتَعِينُهُ عَلَى نَيْلِ الرِّضَا: أَيْ عَلَى اَنْ اَنَالَ رِضَا اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُقْتَدِياً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَعِين(بِمَعْنَى اَنَّ عِبَادَتَكَ اَخِي لَاتَكُونُ اِلَّا بِعَوْنٍ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ثُمَّ يَقُولُ الشَّيْخُ الْجَلِيلُ: وَاَسْتَمِدُّ لُطْفَهُ فِيمَا قَضَى: وَبَعْدُ: أَيْ بَعْدَ هَذِهِ الْمُقَدِّمَةِ: اِنِّي بِالْيَقِينِ اَشْهَدُ: شَهَادَةَ الْاِخْلَاصِ(لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللِه: وَتَفْسِيرُهَا كَالتَّالِي: اَلَّا يُعْبَدُ: بِالْحَقِّ مَاْلُوهٌ سِوَى الرَّحْمَنِ: بِمَعْنَى: اَنَّنِي اَشْهَدُ شَهَادَةَ الْاِخْلَاصِ: وَهِيَ اَلَّا يُعْبَدَ سِوَى الرَّحْمَنِ مَاْلُوهٌ: بِمَعْنَى اَنَّ الرَّحْمَنَ سُبْحَانَهُ هُوَ وَحْدَهُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ: لَكِنْ لِمَاذَا قَالَ (بِالْحَقِّ)؟ لِمَاذَا ذَكَرَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: وَهِيَ قَوْلُهُ بِالْحَقِّ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: بِمَعْنَى: اَنَّهُ يَنْفِي اسْتِحْقَاقَ الْعِبَادَةِ عَنْ كُلِّ مَاسِوَى الله: بِمَعْنَى: اَنَّ غَيْرَ اللهِ لَايَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ: بِمَعْنَى: اَنَّ اللهَ فَقَطْ هُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ فِي هَذِهِ الْعِبَادَة: بِمَعْنَى: اَنَّ الشَّيْخَ حَافِظَ: يَنْفِي اسْتِحْقَاقَ الْعِبَادَةِ عَنْ غَيْرِ اللِه سُبْحَانَهُ: وَيُثْبِتُهَا لَهُ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ فَقَطْ لَاغَيْر: نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ لَمْ نَفْهَمْ بَعْدُ لِمَاذَا قَيَّدَ الشَّيْخُ جُمْلَتَهُ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ وَهِيَ بِالْحَقّ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لِاَنَّ بَعْضَ الْكُفَّارِ الزَّنَادِقَةِ مِنَ الصُّوفِيَّةِ الْحُلُولِيَّةِ الِاتِّحَادِيَّةِ الّذِينَ هُمْ اَكْفَرُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى يَقُولُونَ: اِنَّ كُلَّ مَاعُبِدَ فَهُوَ الله: بِمَعْنَى اَنَّ فِرْعَوْنَ بِزَعْمِهِمْ: كَانَ صَادِقاً حِينَمَا قَالَ لِقَوْمِهِ اَنَا رَبُّكُمُ الْاَعْلَى: لِاَنَّ اللهَ بِزَعْمِهِمْ قَدْ حَلَّ فِي فِرْعَوْنَ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ: وَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيرَا: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارَ مِنَ الصُّوفِيَّةِ الْحُلُولِيَّةِ الِاتِّحَادِيَّةِ: يُفَسِّرُونَ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ بِزَعْمِهِمُ الْبَاطِلِ: بِمَعْنَى: اَنَّ كُلَّ مَاعُبِدَ فَهُوَ الله: فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا التَّفْسِيرِ الْكُفْرِيِّ مِنْ هَؤُلَاءِ الزَّنَادِقَةِ الْاَوْغَاد: وَلِذَلِكَ وَضَعَ الشَّيْخُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: وَهِيَ قَوْلُهُ: اَلَّا يُعْبَدَ بِالْحَقِّ: مَاْلُوهٌ سِوَى الرَّحْمَنِ: بِمَعْنَى اَنَّ كُلَّ مَعْبُودٍ عَبَدَهُ الْمُشْرِكُونَ الْكُفَّارُ: عَبَدُوهُ بِغَيْرِ حَقٍّ: اِلَّا اللهَ الَّذِي عَبَدَهُ الْمُؤْمِنُونَ بِحَقٍّ: نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ التَّفْسِيرَ الَّذِي نَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي قَوْلِنَا لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَلَا نَرْضَى لَهُ بَدِيلاً هُوَ التَّالِي: لَايَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ اِلَّا الله: نَعَمْ اَخِي: وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ وُجُودَ مَعْبُودَاتٍ كَثِيرَةٍ عَبَدَهَا النَّاسُ مَعَ اللهِ اَوْ لَمْ يَعْبُدُوا اللهَ مَعَهَا: وَلَكِنَّهُمْ فِي الْحَالَتَيْنِ: عَبَدُوهَا بِالْبَاطِلِ وَبِغَيْرِ حَقٍّ: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَذَا الْقَيْدَ الَّذِي ذَكَرَهُ الشَّيْخُ وَهُوَ قَوْلُهُ (بِالْحَقِّ: يُبَرِّىءُ ذِمَّتَنَا اَمَامَ اللِه مِنَ الْكُفْرِ: وَيُخْرِجُنَا عَنِ اعْتِقَادٍ خَاطِىءٍ فَاسِدٍ يَتَمَسَّكُ بِهِ الْحُلُولِيَّةُ وَالِاتِّحَادِيَّةُ الزَّنَادِقَةُ الصُّوفِيَّةُ مِنْ جَمَاعَةِ ابْنِ عَرَبِيٍّ: نَعَمْ اَخِي: وَبِفَضْلِ اللهِ نَحْنُ لَانَعْتَقِدُ هَذَا الِاعْتِقَادَ الْفَاسِدَ: وَلَكِنَّنَا نُنَبِّهُ اِلَيْهِ احْتِرَازاً مِنْ وُقُوعِ بَعْضِ الْعَوَامِّ الْجَهَلَةِ فِي فَخٍّ كَبِيرٍ مِنْ شَطَحَاتِ هَؤُلَاءِ الزَّنَادِقَةِ: وَنُطَالِبُ الْعَوَامَّ مِنَ النَّاسِ اَنْ يَتَسَلَّحُوا بِهَذَا السِّلَاحِ الْعَقْلِيِّ الْمَنْطِقِيِّ رَدّاً عَلَى هَؤُلَاءِ الزَّنَادِقَةِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقَا(فَلَوْ كَانَ اللهُ تَعَالَى حَالّاً وَمُتَّحِداً مَعَ كُلِّ شَيْءٍ كَمَا يَزْعُمُ هَؤُلَاءِ الْاَوْغَادُ: لَانْدَكَّ كُلُّ شَيْءٍ حَلَّ اَوِ اتَّحَدَ مَعَهُ سُبْحَانَهُ: فَلِمَاذَا اِذاً اَيُّهَا الزَّنَادِقَةُ لَمْ يَنْدَكَّ اِلَّا الْجَبَلُ الَّذِي تَجَلَّى لَهُ سُبْحَانَهُ! مَاذَا دَهَاكُمْ وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ الْحُلُولَ وَالِاتِّحَادَ مَعَ كُلِّ شَيْءٍ اَقْوَى مِنَ التَّجَلِّي عَلَى لَاشَيْءٍ مِنْ جُزْءٍ صَغِيرٍ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ هَذَا الْجَبَلُ: بَلْ اِنَّ الْحُلُولَ يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ بَعْضَ الْمَعْنَى فِي التَّجَلِّي: فَلِمَاذَا لَمْ يَحِلَّ سُبْحَانَهُ اِلَّا فِي هَذَا الْجَبَلِ الصَّغِيرِ مُقَارَنَةً مَعَ الْكَوْنِ الْفَسِيحِ الْوَاسِعِ: لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْجِنَّةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِينَ عَلَيْكُمْ وَعَلَى مُعْتَقَدَاتِكُمُ الْفَاسِدَةِ الْبَاطِلَةِ: وَلِذَلِكَ نَشْهَدُ شَهَادَةَ الْاِخْلَاصِ: اَلَّا يُعْبَدَ بِالْحَقِّ مَاْلُوهٌ سِوَى الرَّحْمَنِ: نعم اخي: لَكِنْ مَنْ هُوَ الرَّحْمَنُ؟ يَقُولُ الشَّيْخُ حَافِظ: هُوَ مَنْ جَلَّ عَنْ عَيْبٍ وَعَنْ نُقْصَانِ: نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ الْاُولَى: وَاَمَّا الشَّهَادَةُ الثَّانِيَةُ: فَهِيَ قَوْلُهُ: وَاَنَّ خَيْرَ خَلْقِهِ مُحَمَّداً: مَنْ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى: رَسُولُهُ اِلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ: بِالنُّورِ وَالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ: صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَمَجَّدَا: وَالْآَلِ وَالصَّحْبِ دَوَاماً سَرْمَدَا: نَعَمْ اَخِي: صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا: فَمَاهِيَ هَذِهِ الصَّلَاةُ مِنْ رَبِّنَا سُبْحَانَهُ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: قَالَ اَبُو الْعَالِيَة: اَلصَّلَاةُ مِنَ اللهِ: ثَنَاؤُهُ عَلَى عَبْدِهِ فِي الْمَلَاِ الْاَعْلَى: وَصَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا: بِمَعْنَى: اَنَّنَا نَدْعُو: اَنْ يُثْنِيَ رَبُّنَا عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّداً فِي الْمَلَاِ الْاَعْلَى بِقَوْلِنَا: صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا: أَيْ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ: أَيْ اَللَّهُمَّ اَثْنِ عَلَيْهِ وَمَجِّدْهُ وَامْدَحْهُ وَاشْكُرْ لَهُ فِي الْمَلَاِ الْاَعْلَى: ثُمَّ يَقُولُ الشَّيْخُ: وَالْآَلِ: بِمَعْنَى: وَصَلَّى اللهُ عَلَى الْآَلِ وَالصَّحْبِ وَاَثْنَى عَلَيْهِمْ اَيْضاً فِي الْمَلَاِ الْاَعْلَى: فَمَنْ هُمُ الْآَلُ؟ وَمَنْ هُمُ الصَّحْبُ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اَلصَّحْبُ: هُمُ الصَّحَابَةُ: جَمْعٌ مُفْرَدُهُ: صَحَابِيٌّ: وَالصَّحَابِيُّ: هُوَ مَنْ لَقِيَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَلَوْ مَرَّةً فِي حَيَاتِهِ وَمَاتَ عَلَى الْاِسْلَامِ فَهُوَ صَحَابِيٌّ: وَهَذَا هُوَ الرَّاجِحُ فِي تَعْرِيفِ الصَّحَابِيِّ وَلِو اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي تَعْرِيفِهِ: نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ مَنْ هُمُ الْآَلُ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اَلْعُلَمَاءُ هُنَا عَلَى اَحَدِ قَوْلَيْنِ: اَلْقَوْلُ الْاَوَّلُ: اَنَّ الْآَلَ هُمْ اَتْبَاعُهُ وَاَنْصَارُهُ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: نَعَمْ اَخِي: فَآَلُ النَّبِيِّ: هُمْ اَتْبَاعُ مِلَّتِهِ عَلَى الشَّرِيعَةِ مِنْ عَجْمٍ وَمِنْ عَرَبِ: لَوْ لَمْ يَكُنْ آَلُهُ اِلَّا قَرَابَتُهُ: صَلَّى الْمُصَلِّي عَلَى الطَّاغِي اَبُو لَهَبِ: بِمَعْنَى: اَنَّ الْاَتْبَاعَ هُمُ الْآَلُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ آَلِهِ اِلَّا اَقَارِبُهُ: أَيْ اِلَّا الْقَرَابَةُ وَالنَّسَبُ: وَلَا لِلِاتِّبَاعِ: لَكَانَ اَبُو لَهَبٍ مِنْ جُمْلَةِ هَؤُلَاءِ الْاَقَارِبِ: وَهَذَا يَسْتَوْجِبُ الصَّلَاةَ عَلَى اَبُو لَهَبٍ مِنْ جُمْلَةِ الصَّلَاةِ عَلَى آَلِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَهَذَا بَاطِلٌ وَغَيْرُ مَقْصُودٍ شَرْعاً؟ لِاَنَّ اَبَا لَهَبٍ مِنْ آَلِهِ نَسَباً: لَا اتِّبَاعاً: وَلَا اَتْبَاعاً: نعم اخي: وَاَمَّا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَهُوَ مِنْ آَلِهِ اَتْبَاعاً وَاتِّبَاعاً: وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ آَلِهِ نَسَباً وَلَا مِنْ جِنْسِهِ عَرَباً: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ [سَلْمَانُ مِنَّا اَهْلَ الْبَيْتِ(وَهَذَا لَايَقْتَضِي بِالضَّرُورَةِ اَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْآَلِيَّةُ خَاصَّةً بِسَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: بَلْ هِيَ لَهُ خَاصَّةً: وَلِلْمُؤْمِنِينَ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ اَتْبَاعِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَامَّة: نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الْقَوْلُ الثَّانِي: فَهُوَ اَنَّ الْآَلَ: هُمْ آَلُ بَيْتِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَاَهْلُ بَيْتِهِ لَكِنْ بِشَرْطِ الْاِيمَانِ: بِمَعْنَى اَنَّ آَلَ مُحَمَّدٍ: هُمُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ اَهْلِ بَيْتِهِ وَاَقَارِبِهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ: بِمَعْنَى اَنَّ الْكُفَّارَ مِنْهُمْ كَعَمِّهِ اَبُو لَهَبٍ مَثَلاً: خَرَجُوا عَنِ الْآَلِ: وَلَمْ يَعُودُوا مِنْ آَلِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الْقَوْلُ الثَّانِي: لَهُ دَلِيلٌ عِنْدَ هَؤُلَاءِ: وَهُوَ قَوْلُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ [نَحْنُ آَلَ مُحَمَّدٍ لَاتَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةَ(وَطَبْعاً هَذِهِ الصَّدَقَةُ الْمَحْظُورَةُ: لَيْسَ حَظْرُهَا عَامّاً لَكُلِّ اَتْبَاعِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ بِحَظْرِ الصَّدَقَةِ هُنَا: هُمُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ اَقَارِبِهِ وَاَزْوَاجِه وَذُرِّيَّتِهِ: وَهَذَا الْقَوْلُ الثَّانِي: هُوَ الْاَحْظَى بِالدَّلِيلِ: وَهُوَ الرَّاجِحُ: وَلِذَلِكَ صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَمَجَّدَا: وَالْآَلِ وَالصَّحْبِ دَوَاماً سَرْمَدَا: وَبَعْدَ هَذَا النَّظْمِ فِي الْاُصُولِ(أَيْ فِي اُصُولِ الدِّينِ وَالْعَقِيدَةِ(لِمَنْ اَرَادَ مَنْهَجَ الرَّسُولِ: سَاَلَنِي اِيَّاهُ(أَيْ طَلَبَ مِنِّي اَنْ اَكْتُبَ هَذَا الْمَتْنَ(مَنْ لَابُدَّ لِي(أَيْ لَامَفَرَّ لِي مِنْ طَاعَتِهِ: وَلَا اَسْتَطِيعُ اِلَى رَدِّ طَلَبِهِ سَبِيلاً: وَهُوَ شَيْخِي وَمُعَلِّمِي عَبْدُ اللهِ الْقَرْعَاوِيِّ(مِنِ امْتِثَالِ سُؤْلِهِ الْمُمْتَثَلِ(أَيْ اِنَّ طَلَبَهُ جَدِيرٌ بِتَلْبِيَتِهِ وَطَاعَتِهِ فِي تَاْلِيفِ هَذَا الْكِتَابِ: وَقَدْ اَمَرَنِي بِتَاْلِيفِهِ حِينَمَا كَانَ عُمْرِي 19 ىسَنَة: وَسُبْحَانَ الله: اِبْنُ التَّاسِعَةَ عَشَرَ سَنَةً: وَلَدَيْهِ مِنْ دِقَّةِ الْاَلْفَاظِ وَالتَّعْبِيرَاتِ وَالنَّظْمِ فِي الشِّعْرِ: مَاجَعَلَهُ يُؤَلِّفُ كِتَاباً فِي الْعَقِيدَةِ: لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ النَّاسُ: وَمَاشَاءَ اللهُ لَاقُوَّةَ اِلَّا بِاللهِ: وَتَبَارَكَ اللهُ اَحْسَنُ الْخَالِقِينَ: وَنَسْاَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اَنْ يَهْدِيَنَا اِلَى الْحَقِّ عَلَى يَدَيْهِ: وَيُبَارِكَ فِي اَعْمَارِنَا: فَقُلْتُ مَعْ عَجْزِي وَمَعْ اِشْفَاقِي: مُعْتَمِداً عَلَى الْقَدِيرِ الْبَاقِي: نعم اخي: وَهَذِهِ هِيَ الْمُقَدِّمَةُ الَّتِي تُعَرِّفُ الْعَبْدَ: بِمَا خُلِقَ لَهُ: وَمَا فَرَضَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ: وَمَااَخَذَ اللهُ عَلَيْهِ الْمِيثَاقَ فِي ظَهْرِ اَبِيهِ آَدَمَ: وَبِمَا هُوَ صَائِرٌ اِلَيْهِ: وَلِذَلِكَ يَقُولُ الشَّيْخُ حَافِظُ فِي هَذِهِ الْاُرْجُوزَةِ بَعْدَ هَذِهِ الْمُقَدِّمَةِ الْجَمِيلَةِ: اِعْلَمْ بِاَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا: لَنْ يَتْرُكَ الْخَلْقَ سُدَىً وَهَمَلَا: بَلْ خَلَقَ الْخَلْقَ لِيَعْبُدُوهُ: وَبِالْاِلَهِيَّةِ يُفْرِدُوهُ: اَخْرَجَ فِيمَا مَضَى: مِنْ ظَهْرِ آَدَمَ ذُرِّيَّتَهُ كَالذَّرِّ: وَاَخَذَ الْعَهْدَ عَلَيْهِمْ اَنَّهُ: لَارَبَّ مَعْبُودٌ بِحَقٍّ غَيْرَهُ: وَبَعْدَ هَذَا رُسْلَهُ قَدْ اَرْسَلَا: لَهُمْ وَبِالْحَقِّ الْكِتَابَ اَنْزَلَا: لِكَيْ بِذَا الْعَهْدِ يُذَكِّرُوهُمْ: وَيُنْذِرُوهُمْ وَيُبَشِّرُوهُمْ: كَيْ لَايَكُونَ حُجَّةٌ لِلنَّاسِ بَلْ: لِلهِ اَعْلَى حُجَّةٍ عَزَّ وَجَلّ: فَمَنْ يُصَدِّقُهُمْ بِلَاشِقَاقِ: فَقَدْ وَفَّى بِذَلِكَ الْمِيثَاقِ: وَذَاكَ نَاجٍ مِنْ عَذَابِ النَّارِ: وَذَلِكَ الْوَارِثُ عُقْبَى الدَّارِ: وَمَنْ بِهِمْ وَبِالْكِتَابِ كَذَّبَا: وَلَازَمَ الْاِعْرَاضَ عَنْهُ وَالْاِبَا: فَذَاكَ نَاقِضٌ كِلَا الْعَهْدَيْنِ: مُسْتَوْجِبٌ لِلْخِزْيِ فِي الدَّارَيْنِ: نعم ايها الاخوة: يَقُولُ الشَّيْخُ حَافِظُ فِي اُرْجُوزِيَّتِهِ التَّوْحِيدِيَّة: اِعْلَمْ بِاَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا: لَمْ يَتْرُكِ الْخَلْقَ سُدَىً وَهَمَلَا: بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ: خَلَقَ كُلَّ الْمَخْلُوقَاتِ؟ لِيَعْبُدُوهُ؟ وَبِالْاِلَهِيَّةِ يُفْرِدُوهُ: نعم اخي: فَمَا هُوَ مَعْنَى لِيَعْبُدُوهُ؟ نعم اخي: كَلِمَةُ لِيَعْبُدُوهُ: مَاْخُوذَةٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لَيَعْبُدُون(وَكَلِمَةُ لِيَعْبُدُونِ: بِمَعْنَى لِيُوَحِّدُونِي: اَوْ لِيُفْرِدُونِي بِالْعِبَادَةِ: وَلِمَاذَا هَذَا الْمَعْنَى؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لِاَنَّ الْمُشْرِكِينَ فِي الْاَصْلِ: كَانُوا يَعْبُدُونَ اللهَ: وَلَكِنَّهَا عِبَادَةٌ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ لِمَاذَا؟ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ يَااَيُّهَا الْكَافِرُون: لَا اَعْبُدُ مَاتَعْبُدُون: وَلَا اَنْتُمْ عَابِدُونَ مَااَعْبُد: وَلَا اَنَا عَابِدٌ مَاعَبَدْتُّمْ: وَلَا اَنْتُمْ عَابِدُونَ مَااَعْبُدُ( لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ مَعَهُ غَيْرَهُ: بِمَعْنَى اَنَّ هَدَفَهُ سُبْحَانَهُ: لَيْسَ هُوَ الْعِبَادَةُ التَّقْلِيدِيَّةُ الَّتِي يَفْعَلُهَا الْمُشْرِكُونَ: وَلَكِنَّ الْهَدَفَ الْحَقِيقِيَّ الْاِلَهِيَّ الرَّبَّانِيَّ الْاَسْمَائِيَّ الصِّفَاتِيَّ: هُوَ الْعِبَادَةُ الْمُوَحِّدَةُ فِي اُلُوهِيَّتِهِ: وَفِي رُبُوبِيَّتِهِ: وَفِي اَسْمَائِهِ: وَفِي صِفَاتِهِ: مِنْ دُونِ اِلْحَادٍ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ يَمِيلُ عَنْ مَعْنَاهَا الْمُرَادِ: اَوْ يَتَجَاهَلُهُ: اَوْ يُحَرِّفُهُ مُبَالِغاً فِي اِثْبَاتِهِ اِلَى دَرَجَةِ التَّجْسِيمِ وَالتَّمْثِيلِ وَالتَّشْبِيهِ: اَوْ يُحَرِّفُهُ مُبَالِغاً فِي تَنْزِيهِهِ اِلَى دَرَجَةِ التَّعْطِيلِ: بِمَعْنَى: اَنَّ الْهَدَفَ: هُوَ الْعِبَادَةُ الْمُوَحِّدَةُ الَّتِي تَتَخَلَّصُ مِنَ الشِّرْكِ: فَلَايَعْبُدُونَ اِلَّا اللهَ: وَهَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِلَّا لِيَعْبُدُونِ: بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ: خَلَقَ الْخَلْقَ؟ لِيَعْبُدُوهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ: نعم ايها الاخوة: فَالْعِلَّةُ الَّتِي خَلَقَ اللهُ تَعَالَى النَّاسَ لَهَا اَوْ مِنْ اَجْلِهَا: هِيَ الْعِبَادَةُ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ {لِيَعْبُدُونِ(نعم اخي: وَاللَّامُ فِي لِيَعْبُدُونِ: لَامُ التَّعْلِيلِ: نعم اخي: لَكِنْ مَاهِيَ اِرَادَةُ اللهِ فِي خَلْقِ هَؤُلَاءِ النَّاسِ لِيَعْبُدُوهُ؟ هَلْ هِيَ اِرَادَةٌ كَوْنِيَّةٌ؟ اَوْ شَرْعِيَّة؟ نعم اخي: لَكِنْ مَا هِيَ الْاِرَادَةُ الْكَوْنِيَّةُ؟ وَمَاهِيَ الْاِرَادَةُ الشَّرْعِيَّة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اَلْفَرْقُ بَيْنَهُمَا: اَنَّكَ اَخِي حِينَمَا تَسْاَلُ مَثَلاً عَنْ شَيْءٍ مَا هَلْ كَانَ اَمْ لَمْ يَكُنْ: فَاِنَّكَ تُلَاحِظُ: اَنَّهُ لَوْ كَانَ: لَاَرَادَهُ اللهُ كَوْناً: لَكِنْ هَلْ شَرَعَهُ فِي الشَّرْعِ: بِمَعْنَى هَلْ اَمَرَ بِهِ اَوْ نَهَا عَنْهُ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اِنْ كَانَ شَرَعَهُ: فَهُوَ مُرَادُهُ تَعَالَى فِي اِرَادَةٍ شَرْعِيَّةٍ: وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مَثَلاً: اَنْتَ الْيَوْمَ مَثَلاً اَخِي صَلَّيْتَ الْعِشَاءَ: فَهَذَا الْفِعْلُ وَهُوَ الصَّلَاةُ: هَلْ وَقَعَ اَوْ لَمْ يَقَعْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: بَلْ وَقَعَ مِنْكَ هَذَا الْفِعْلُ: فَهَذَا الْفِعْلُ يُسَمَّى اِرَادَةً اِلَهِيَّةً كَوْنِيَّةً: لَكِنْ اَخِي: هَلْ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَمَرَكَ بِصَلَاةِ الْعِشَاءِ اَمْ لَمْ يَاْمُرْكَ؟ وَالْجَوَابُ: اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَمَرَكَ: وَلِذَلِكَ فِعْلُكَ هَذَا وَهُوَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ: يُسَمَّى اَيْضاً اِرَادَةً اِلَهِيَّةً شَرْعِيَّةً اَرَادَهَا اللهُ لَكَ فِي شَرْعِهِ الْاِسْلَامِيِّ كَمَا اَرَادَهَا لَكَ فِي قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ الْكَوْنِيِّ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ: نعم اخي: وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مَثَلاً آَخَرَ: وَهُوَ اِنْسَانٌ مَا لَمْ يُصَلِّ الْعِشَاءَ: بَلْ بَقِيَ جَالِساً فِي الْمَقَاهِي: نعم اخي: فَعَدَمُ صَلَاتِهِ اَوْ تَرْكُهُ لِلصَّلَاةِ حَصَلَ اَمْ لَمْ يَحْصَلْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: بَلْ حَصَلَ: نعم اخي: فَهَذَا الَّذِي حَصَلَ مِنْهُ مِنْ تَرْكِهِ لِلصَّلَاةِ: هُوَ اِرَادَةٌ كَوْنِيَّةٌ اَرَادَهَا اللهُ فِي كَوْنِهِ اَنْ تَحْصَلَ بِاخْتِيَارِهِ هُوَ لَا بِاخْتِيَارِ اللهِ لَهُ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَاتَشَاؤُونَ(بِاخْتِيَارِكُمْ اَوْ عَدَمِ اخْتِيَارِكُمْ{اِلَّا اَنْ يَشَاءَ الله(نعم اخي: لَكِنْ هَلْ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَمَرَهُ بِتَرْكِ الصَّلَاةِ: وَالْجَوَابُ: اَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَاْمُرْهُ بِذَلِكَ: فَهَذَا الَّذِي حَصَلَ مِنْهُ مِنْ تَرْكِهِ لِلصَّلَاةِ بِاخْتِيَارِهِ هُوَ لَا بِاخْتِيَارِ اللهِ لَهُ: يُسَمَّى اِرَادَةً كَوْنِيَّةً لَاشَرْعِيَّةً: نعم اخي: فَهَذِهِ الْاِرَادَةُ الْكَوْنِيَّةُ وَالشَّرْعِيَّةُ: تَفْتَرِقُ مَعَ الْمَعْصِيَةِ فِي تَرْكِكَ لِلصَّلَاةِ مَثَلاً: وَتَجْتَمِعُ مَعَ الطَّاعَةِ فِي اَدَائِكَ لَهَا: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى: اَرَادَ طَاعَةَ الطَّائِعِ شَرْعاً وَاَمَرَهُ بِهَا وَوَفَّقَهُ اِلَيْهَا وَيَسَّرَهُ لِلْيُسْرَى وَهِيَ الْجَنَّةُ: وَاَرَادَهَا لَهُ كَوْناً اَيْضاً: وَلَمْ يُرِدْ مَعْصِيَةَ الْعَاصِي شَرْعاً: وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ اَرَادَهُ كَوْناً اَنْ يَكُونَ حَرّاً فِي اخْتِيَارِهِ لِلطَّاعَةِ اَوِ لِلْمَعْصِيَةِ: فَاِذَا اخْتَارَ الْمَعْصِيَةَ فَاِنَّ اللهَ اَرَادَهَا لَهُ كَوْناً: وَوَفَّقَهُ اِلَيْهَا: وَيَسَّرَهُ لِلْعُسْرَى: وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى{فَاِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ: فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ: عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِير( وَلِذَلِكَ فَاِنَّ طَاعَةَ الطَّائِعِ: تَجْتَمِعُ فِيهَا الْاِرَادَةُ الشَّرْعِيَّةُ مَعَ الْاِرَادَةِ الْكَوْنِيَّةِ: وَاَمَّا مَعْصِيَةُ الْعَاصِي: فَتَنْفَصِلُ فِيهَا الشَّرْعِيَّةُ عَنِ الْكَوْنِيَّةِ؟ لِاَنَّ اللهَ مَااَرَادَهَا لَكَ شَرْعاً اَخِي الْعَاصِي: بَلْ اَرَادَهَا لَكَ كَوْناً؟ لِاَنَّكَ اَنْتَ اخْتَرْتَهَا: وَلَمْ يُرْغِمْكَ سُبْحَانَهُ عَلَيْهَا: بَلْ تَرَكَكَ عَلَى اِلْهَامِكَ: وَلَمْ يُرْغِمْكَ اَيْضاً اَحَدٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ عَلَيْهَا: وَذَلِكَ بِحُكْمِ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ الَّتِي اَعْطَاكَ اللهُ اِيَّاهَا: فَاِمَّا اَنْ تَتَزَوَّجَ الطَّاعَةَ: وَتُطَلِّقَ الْمَعْصِيَةَ: وَاِمَّا اَنْ تُطَلِّقَ الطَّاعَةَ: وَتَتَزَوَّجَ الْمَعْصِيَةَ: فَلَا الزَّوَاجُ يَحْصَلُ بِالْغَصْبِ: وَلَا الطَّلَاقُ يَقَعُ بِالْغَصْبِ: وَاِلَّا فَاِنَّهُ زَوَاجٌ بَاطِلٌ: وَطَلَاقٌ بَاطِلٌ اَيْضاً: وَلِذَلِكَ جَعَلَ اللهُ حُرِّيَّةَ اخْتِيَارِكَ اَمَانَةً فِي عُنُقِكَ: فَاَطْلَقْتَ لِنَفْسِكَ الْعَنَانَ فِي خِيَانَتِهَا: فَاَطْلَقَ اللُهُ لَكَ الْعَنَانَ اَيْضاً فِي التَّمَادِي فِي هَذِهِ الْخِيَانَةِ: جَزَاءً وِفَاقاً يُحَاسِبُكَ بِمُوجَبِهِ: عَلَى اسْتِهْتَارِكَ فِي مُرَاقَبَتِكَ لِجَلَالِ اللهِ وَعَظَمَتِهِ وَقَدَرِهِ: نعم اخي: فَاِذَا كَانَ اللهُ قَدْ اَعْطَاكَ حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ وَمَلَّكَكَ اِيَّاهَا تَمْلِيكاً: فَمِنْ حَقِّهِ هُوَ اَيْضاً اَنْ يَكُونَ لَدَيْهِ مَايَمْلِكُ مِنْ مُطْلَقِ هَذِهِ الْحُرِّيَّةِ فِي الِاخْتِيَار: فَاِمَّا اَنْ يَخْتَارَ لَكَ الْجَنَّةَ بِاِحْسَانِهِ وَتَفَضُّلِهِ عَلَيْكَ: وَاِمَّا اَنْ يَخْتَارَ لَكَ النَّارَ بِعَدْلِهِ: وَاِلَّا فَاِنَّ فَاقِدَ الشَّيْءِ لَايُعْطِيهِ: بِمَعْنَى: اَنَّهُ سَبْحَانَهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ يَمْلِكُ حُسْنَ التَّصَرُّفِ فِي حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ: وَلَوْ لَمْ يَكُنْ حُرّاً فِي اخْتِيَارِهِ سُبْحَانَهُ: فَمِنْ اَيْنَ جَاءَ بِهَذِهِ الْحُرِّيَّةِ الَّتِي اَعْطَاكَ اِيَّاهَا فِي حُسْنِ اخْتِيَارِكَ اَخِي اَوْ سُوءِ اخْتِيَارِكَ: هَلْ جَاءَ بِهَا مِنْ اِلَهٍ آَخَرَ مَثَلاً: تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيرَا:
h
 

ارق المشاعر

Well-Known Member
إنضم
4 أغسطس 2014
المشاركات
4,295
مستوى التفاعل
81
النقاط
48
الإقامة
العراق
رد: ابدا باسم الله مستعينا راض به مدبرا معينا

كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير
 

قيصر الحب

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
369,315
مستوى التفاعل
3,191
النقاط
113
رد: ابدا باسم الله مستعينا راض به مدبرا معينا

جزاك الله خيرا

يًعّطيًكْ آلِعّآفيًه
عّلِى آلِمجهوَدِ آلِرٍآئعّ
وَلآعّدِمنآ جدِيًدِكْ آلِرٍآقيً
وَدِيً وَآحتِرٍآميً
 
إنضم
23 أبريل 2014
المشاركات
82,276
مستوى التفاعل
1,624
النقاط
113
الإقامة
العراق
رد: ابدا باسم الله مستعينا راض به مدبرا معينا

جزاك الله خير وبارك الله فيك وجعلها في موازين حسناتك وأثابك الله الجنه أن شاء الله على ما قدمت
 

MS.Shaghaf

مشرفه عامه و مسووله المسابقات
إنضم
8 سبتمبر 2013
المشاركات
247,193
مستوى التفاعل
1,002
النقاط
113
الإقامة
سليمانية
رد: ابدا باسم الله مستعينا راض به مدبرا معينا

بارك الله فيك

تح ـياتي
 

мя Зάмояч

People change even Satan used to be an angel
إنضم
6 ديسمبر 2016
المشاركات
91,180
مستوى التفاعل
2,452
النقاط
113
الإقامة
Leave Me
رد: ابدا باسم الله مستعينا راض به مدبرا معينا

عآشـت الأيادي على المجهود الجميل والموضوع
 

رماد الشوك

Well-Known Member
إنضم
7 ديسمبر 2016
المشاركات
67
مستوى التفاعل
5
النقاط
8
رد: ابدا باسم الله مستعينا راض به مدبرا معينا

الله يعطـيك العافية على الطرح القيم
بـــــــــارك الله فيـــك وجــــزاك خيـــــــــــراً
وجعلـه الله في موازيـن حسنـاتك
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )