ابنتي والتكليف
بنيتي الحبيبة: بالأمس كُنتِ تلعبين وتمرحين وتحلمين أن تكبري لتكوني إمرأة رائعة، وها أنتِ اليوم عند نقطة البداية التي أَرَدتِ يا شمس حياتي الساطعة، سَتَطَأ روحكِ النقية عتبة التكليف بكل أمل وافتخار، وستودعين مرحلة الطفولة لتدخلي مرحلة أخرى مليئة بالعطاء والازدهار. بُنيتي، يا ثمرة حياتي، مبارك لكِ تكليفكِ، ومسددة على طريق الهدى خطواتكِ، فقبل الآن لم يفتح سجل أعمالك، أما اليوم فحالكِ كحالي؛ كلانا نتنافس ونتسابق في الخيرات، ونسعى لملئ صحائف الأعمال بالحسنات، وبات يمكنكِ الترقي والعروج وبلوغ أوج السمو والكمالات، إنه سن التكليف، وربما يجدر بي أن أسميه 
سن التكريم والتشريف.لم لا؟! وقد دعاكِ المنان قبل أخيكِ بست سنوات، وفتح أمامك أبواب الارتقاء وقطف الحسنات، فبينما يلعب هو كنتِ أنتِ تحت خيمة التكليف ترفلين بالرحمات، وتتلقين الفيوضات، فما أكرم المولى الرحيم الذي شَمَلَكِ بِلُطفه، وأفاضَ عليكِ من نعمه، وسَمحَ لكِ بدخول ساحة ضيافته.
لقد ابتَدَأت اليوم مرحلة تكليفكِ وها أنتِ تتلقين دعوة الحضور لموائد الكرم الإلهية، والنهل من نمير الألطاف والهبات الربانية، بَدَأَتْ بطيكِ لسنوات الطفولة البهية، واكمالكِ لتسعِ سنوات هلالية، فَتَشَرفتِ بتلقي الخطاب الإلهي وكُلِفتِ بالامتثال للأوامر واجتناب النواهي وتحمل المسؤولية.
وقد بَذَلتُ جهدي لاعدادكِ لهذه المرحلة قبل حُلولها، وَمَهَدتُ السبيل لحسن استقبالها، فَحَمَلتُكِ منذ الصغر على طاعة الله سبحانه وتعظيمِ أمره، ودربتكِ بالتدريج على إتقان عبادته والخضوع له، واستثمرتُ السنوات الذهبية من عمركِ بغرس حُبه في نفسكِ لتتعلقي به، وتتعاملي مع كلِ أمرٍ يردكِ من زاوية حبه وشكره؛ كي يسهل عليكِ الالتزام ولا تقعي في فخ التضييع والاهمال، وتتجنبي تَبعات التقصير في العبادات والأعمال.
وها أنا اليوم أحتفلُ بيوم تكليفكِ أجمل احتفال؛ لأجعله يوما مميزا في حياتك، لقد دَعوتُ جميع الأهل والأصدقاء، وحرصتُ على جعل فقراته حافلة ببيان تكريم الخالق سبحانه للأبناء، ذَكَرتُ بعض أحكام الإسلام، وَعَطرتُ الكلام بذكر المصطفى وآل بيته الكرام عليهم السلام، ثم قدمنا الهدايا لكِ، وأنشدنا معا الأناشيد الدينية التي تبهج روحكِ؛ لتحفر ذكرى هذا اليوم في سجل ذاكرتكِ، ويكون يوم عهدكِ لخالقكِ بحسن التزامكِ بدينك، وبداية انطلاقكِ إلى رحاب طاعته وَطَيّكِ لطريق رضاه بمحض إرادتك.
وكُنتِ بفستانك الأبيض كبياض قلبك يا فتاتي رائعة متألقة، وترقرقت دموعي عندما رَأيتُ الأكف وهي ترتفع لتدعو لك بأن تكون مسيرتك موفقة، وبانتظار إمام زمانك عامرة حتى تأتي النتائج بإذن الله تعالى مباركة
الاستاذة ام باقر العارضيـــــــــــــــــــــــ❀•▣
▣•❀ــــــــــــــــــــــــاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
