محمد يوسف
ابو الحسن
منطقة تقع في قلب بغداد امتازت ببساطتها وسكانها خليط من جميع القوميات والطوائف العراقية التي تآخت في هذه المنطقة البغدادية الصغيرة اراء كانت هناك في تلك المنطقة ذات التاريخ العتيق الذي يحاكي عراقة بغداد واطلعت على ابرز ما تحتويه المنطقة من عراقة بغدادية ونكهة كوردية خاصة لا زالت خالدة مع الزمن المنطقة.
ابو دودو تاريخياً
يشير صالح وهو من سكنة أبو دودو القدماء.. والذي تحدث عن تسمية المنطقة بهذه الاسم بالقول ان هذه المنطقة تسميتها قديمة جداً حيث كانت تسكنها العوائل اليهودية فلما هجر اليهود منها أستقطبت أناس كثر وسكنوا فيها بسبب قربها من منطقة الشورجة وبغداد عامة فسكنتها أطياف العراق من الكورد والعرب وغيرها من القوميات…..اما الحاج عبد عون محمد من سكنة هذه المنطقة ايضاً فقد أشار ان اصل تسمية أبو دودو تعود لرجل يهودي كان يسكن المنطقة وأسمهُ (داود) أو(أبو داود) كان يملك محلاً في هذه المنطقة ويقال أن هذا الشخص كان يمثل المختار في الزمن الحاضر حيث كانت وحسب الأقاويل التي سمعتها ان هذا الشخص (داود) او (ابو داود) لا تغيب عنه اي شاردة او واردة في هذه المنطقة .. ويستذكرصالح الشخصيات التي سكنت هذه المنطقة وكان منهم الفنان رضا الشاطي ( رحمه الله) اذ كان لديه محل في منطقة أبو دودو يبيع فيهِ الألعاب في الستينات من القرن الماضي وكذلك الفنان الراحل راسم الجميلي كان يتواجد في هذه المنطقة وكذلك الملحن محمد نوشي …
المعالم الاثرية في المنطقة
وعن ابرز المعالم الاثرية في المنطقة توجد بين منطقتي أبودودو ومنطقة أبو سيفين مرقد ديني أعتادت على زيارته الناس ويعتقد أنهُ يعود لاحد أصحاب الأمام علي (عليه السلام) و كذلك توجد في المنطقة مدرسة يهودية قديمة وفي الوقت الحاضر سكنتها عوائل بعدما قسمت اجزائها واصبحت عبارة عن مساكن نتيجة لعدم الاهتمام بها فقد اصبحت عبارة عن خربة فسكنتها العوائل الفقيرة والتي لم تجد مأوى لها غير ذلك المكان.
ابرز الطبقات والعشائر التي تسكنها
تعد هذه المنطقة مكان للطبقة الكادحة اذ يسكنها طبقة العُمال والعتالين وأصحاب الورش والنجارين وغيرهم من أصحاب الكسب الحر بسبب قربها من المناطق الصناعية في بغداد.. وان من ابرز العشائر الكوردية التي تسكن المنطقة هي عشائر القره لوس وعشائر كوردية من خانقين وكذلك وجود عشائر عربية فيها تعيش في المنطقة بجو من التاخي والوئام.
الفيلية والتهجير
يشير سكان المنطقة الى الفترة التي استبد فيها الارهاب في العراق بعد سقوط النظام المباد وشهدت حملات تهجير كانت منطقتهم ( ابو دودو) من اكثر المناطق امنا في البلد ولم يتم تهجير عائلة واحدة من هذه المنطقة بل يتباهى سكانها ان منطقتهم استقطبت العوائل النازحة من مناطق بغداد الساخنة وقامت بتوفير المأوى والمستلزمات المعيشية الكاملة وشاركوهم في تلك الفترة في محنتهم و يشير احد السكان بالقول لقد ولت تلك الحقبة الى الابد ولن تعود وبينما كانت الفترة التي أعقبت عام 2003م لم تؤشر فيها حالات تحسب على الإرهاب في المنطقة يستذكر السكان عملية تهجير العديد من العوائل الفيلية في زمن النظام المباد ويشير السكان الى ان فترة الثمانينات من القرن الماضي شهد اكبر حملة لتهجير الكورد الفيليون من المنطقة..ويقول الحاج عبد عون من سكنة المنطقة : انني كنت في ذلك الوقت كنت أمتلك مقهى وأذكر أيام التهجير جيداً وكان لي صديق قد هجرته أجهزة النظام المباد يدعى عبد الحسين وهو كوردي و أصبح محله حالياً مطعماً شاهداً على أيامه.. واشار محمود شاه محمد وهو احد سكان المنطقة أيضاً منذ الخمسينات ويعمل في مطعم الى إعدام الكثير من شباب المنطقة من الكورد ومن بينهم صديق له يدعى ذياب وقف بوجه النظام المباد وغيره من الشباب..ويشير سكان المنطقة العديد من العوائل الكوردية الفيلية هجرت ومنهم بيت السيد (أسد أبوعادل) وهو كوردي فيلي كان يعمل في بيع الحديد في منطقة أبوسيفين وكذلك بيت السيد أبو يوسف الذين أخذوهم من على مائدة العشاء وأن والدتهم ماتت بسبب هذه الظروف وقد شغل منازلهم أعضاء سابقين من أزلام النظام المباد.
ابو دودو اليوم والامس
يشير سكان المنطقة الى ان منطقتهم لم تشفع لها عراقتها وقدمها واصالتها العراقية في ان تحظى بفرصة الاعمار حيث انها مهملة منذ زمن النظام المباد حتى الان ويقول السكان ان عدم الاهتمام بالمنطقة متواصل منذ ذلك الوقت الى هذا الوقت بل ان عدم الاهتمام ازداد في الاونة الاخيرة بسبب تغاضي الجهات المسؤولة عن الاعمار في المنطقة فلم تشهد اي عمليات اعمار او غيرها و اوردوا ابرز الحالات التي تتعرض لها المنطقة حيث انها في فصل الشتاء تعاني من طفح المياه الثقيلة ونتيجة لقدمها وفروعها الضيقة تمتليء شوارعها بالمياه مما يعيق حركة الناس فيها فيضطر السكان ولعدم اهتمام الجهات المعنية الى ازالة هذه المياه عن طريق تأجير بعض العمال لتنظيف هذه الشوارع من المال الخاص بهم.