ابو مناف البصري
المالكي
(اتطرق اليوم الى التوحيد)
من جملة الطاعات القلبية الداخلية: التوحيد، بل هو أعظم الطاعات على الإطلاق. ويقابله الشرك وهو أعظم المعاصي على الإطلاق. ومن هنا ورد في بعض الأدعية: ربِّ إني أطعتك في أحبِّ الأشياء إليك وهو التوحيد. ولم أعصِكَ في أبغض الأشياء إليك وهو الشرك (18).
وللتوحيد مراتبُ عديدةٌ، يتلقى الإنسان منها بمقدار ما يستحقُّ أو يتحمل، ويقابله الشرك.
وأهمُّ تقسيمٍ جامعٍ لدرجات التوحيد، وهو تقسيمها الرباعيُّ المشهور:
1ـ التوحيد الساذج: وهو الذي يؤمن به عموم الناس. وهو نفي الشريك المماثل لذاته سبحانه في الذات والصفات، فإنه لا يشبهه شيء.
ومن هنا يكون الخلق والرزق والقدرة وغيرها منحصرةً به، ومعه تكون أهليةُ العبادة منحصرةً به. فلا تجوز العبادة لغيره، كائناً من كان.
2ـ التوحيد في الأفعال: ومؤدّاه أنه لا فاعلَ حقيقياً إلا الله سبحانه، وله التأثير الحقيقيُّ في خلقه دون أيِّ شيءٍ آخر. والأسباب كلها ترجع إليه، سواءٌ كان ذلك على المستوى الطبيعي، أم المستوى الإختياري، فهو الذي يوجد النار ويوجد حرارتها، وهو الذي يوجد الماء ويوجد برودته، وهو الذي يزجي سحابة ثم يوجد البرق أو المطر، وهكذا.
وكذلك على المستوى الإختياري، أعني ما يفعله أفراد الناس من خيرٍ وشرٍّ تجاه الآخرين. فما وصلك من الخلق، من أيِّ أنحاء التأثير، فإنما هو بقضاء الله وقدره. ولم يكن ذاك قادراً على التأثير لولا قدرة الله سبحانه.
3ـ التوحيد في الصفات: ومؤداه أنَّ كلَّ صفات المخلوقين إنما هي ظلال صفاته وناشئةٌ منها ومسببةٌ عنها. فعطاء أيِّ شخصٍ إنما هو عطاء الله سبحانه، ورحمته من رحمته، وكرمه من كرمه، وغضبه من غضبه، وانتقامه من انتقامه، ومكره من مكره، إلى غير ذلك كثير.
وفرقه عن السابق: أنَّ النظر هناك كان إلى الأعمال الناجزة، وهنا إلى الصفات الباطنة. فصفة الرحـمة والكرم أو الغضب والإنتقام إنما هي ظلالٌ من صفات الربِّ العظيم جلَّ جلاله.
4ـ التوحيد في الذات: ومؤداه أنَّ الوجود كلَّه راجعٌ إلى فيض وجود الله سبحانه ومن أنواره ومن ظلاله ومن آثار رحـمته. فالله سبحانه: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) (19) و ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) (20) و (هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ) (21) إلى غير ذلك من الآيات الكريمات.
من جملة الطاعات القلبية الداخلية: التوحيد، بل هو أعظم الطاعات على الإطلاق. ويقابله الشرك وهو أعظم المعاصي على الإطلاق. ومن هنا ورد في بعض الأدعية: ربِّ إني أطعتك في أحبِّ الأشياء إليك وهو التوحيد. ولم أعصِكَ في أبغض الأشياء إليك وهو الشرك (18).
وللتوحيد مراتبُ عديدةٌ، يتلقى الإنسان منها بمقدار ما يستحقُّ أو يتحمل، ويقابله الشرك.
وأهمُّ تقسيمٍ جامعٍ لدرجات التوحيد، وهو تقسيمها الرباعيُّ المشهور:
1ـ التوحيد الساذج: وهو الذي يؤمن به عموم الناس. وهو نفي الشريك المماثل لذاته سبحانه في الذات والصفات، فإنه لا يشبهه شيء.
ومن هنا يكون الخلق والرزق والقدرة وغيرها منحصرةً به، ومعه تكون أهليةُ العبادة منحصرةً به. فلا تجوز العبادة لغيره، كائناً من كان.
2ـ التوحيد في الأفعال: ومؤدّاه أنه لا فاعلَ حقيقياً إلا الله سبحانه، وله التأثير الحقيقيُّ في خلقه دون أيِّ شيءٍ آخر. والأسباب كلها ترجع إليه، سواءٌ كان ذلك على المستوى الطبيعي، أم المستوى الإختياري، فهو الذي يوجد النار ويوجد حرارتها، وهو الذي يوجد الماء ويوجد برودته، وهو الذي يزجي سحابة ثم يوجد البرق أو المطر، وهكذا.
وكذلك على المستوى الإختياري، أعني ما يفعله أفراد الناس من خيرٍ وشرٍّ تجاه الآخرين. فما وصلك من الخلق، من أيِّ أنحاء التأثير، فإنما هو بقضاء الله وقدره. ولم يكن ذاك قادراً على التأثير لولا قدرة الله سبحانه.
3ـ التوحيد في الصفات: ومؤداه أنَّ كلَّ صفات المخلوقين إنما هي ظلال صفاته وناشئةٌ منها ومسببةٌ عنها. فعطاء أيِّ شخصٍ إنما هو عطاء الله سبحانه، ورحمته من رحمته، وكرمه من كرمه، وغضبه من غضبه، وانتقامه من انتقامه، ومكره من مكره، إلى غير ذلك كثير.
وفرقه عن السابق: أنَّ النظر هناك كان إلى الأعمال الناجزة، وهنا إلى الصفات الباطنة. فصفة الرحـمة والكرم أو الغضب والإنتقام إنما هي ظلالٌ من صفات الربِّ العظيم جلَّ جلاله.
4ـ التوحيد في الذات: ومؤداه أنَّ الوجود كلَّه راجعٌ إلى فيض وجود الله سبحانه ومن أنواره ومن ظلاله ومن آثار رحـمته. فالله سبحانه: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) (19) و ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) (20) و (هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ) (21) إلى غير ذلك من الآيات الكريمات.