ابو مناف البصري
المالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
ان اثمن ما في ايدينا القرآن الكريم علما، وتشريعا،
وهداية،وأخلاقا ،وبلاغة ،وإعجازا وهو ما سأتعرض اليه في حديثي فيه
دقة المعاني، وإعجاز البيان ،وهذا جانب بسيط من روائع القرآن مع
اعترافي بعجزي عن التقاط جواهره لا يفوتني منها شيء .
وسأبدأ واتناول الإطناب وهو جزء من (علم المعاني)
البحث: في الإطناب و بعض أقسامه
الإطناب: زيادة اللفظ على المعنى لفائدة،
أو هو تأدية المعنى بعبارة زائدة عن المعتاد واللازم لتقويته وتوكيده، مثال
(رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) أي: (كبرتُ) وجاء تطويل.
الجملة للإستعطاف
١- ومنه ذكر الخاص بعد العام لتنويه بأهميته ومكانته
قال تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى إن كلمة (الصلوات)
تشمل كل صلاة اليوم ولكنه زاد (الصلاة الوسطى) للتنبيه لأهميتها
وتوكيدها
٢ -ومنها: ذكر العام بعد الخاص، كقوله تعالى:
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
والزيادة هنا هي ( للمؤ منين والمؤمنات)
وفائدته الزيادة؛ هي لبيان تعزيز الخاص
وهو(اغفرلي ولوالدي ولمن دخل..) ان يستغفر الانسان لنفسه ولوالديه وخاصته أهم ؛ اصبح الاستغفار مكررا
مرة خاص له ولوالديه وخاصته، ومرة أخرى مع المؤمنين ،والمؤمنات باعتباره وأبويه وخاصته( من المؤ منين والمؤمنات)
٣- التأكيد وتقرير المعنى في النفس، كقوله تعالى: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ، وكقوله تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.
الزيادة ( كلاسوف تعلمون ) و (إن مع العسر يسرا ) والآية الثانية مؤكدة
بمؤكدين اضافيين هما الجملة اسمية، وهي أقوى من الجملة
الفعلية ،وبالحرف( إن) وهو حرف توكيد ونصب
٤- زيادة الترغيب في العفو، كقوله تعالى: إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا.
لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
والزيادة هنا (تصفحوا وتغفروا )وهي لترغيب المخاطبين بالعفو
٥- الترغيب في قبول النصح باستمالة المخاطب لقبول الخطاب، كقوله: وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ.
تكرير (يا قوم) وهي الزيادة لتعطيف قلوبهم؛ حتى لا يشكُّوا في إخلاصه لهم في نصحه لأنهم قومه
٥-الإرشاد إلى الطريقة المثلى، كقوله تعالى: أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ
فَأَوْلَى.
والزيادة هي الثانية (أولى لك فأولى)
٦- والتنزيه، كقوله: وَيَجْعَلُونَ لِلهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ.
والزيادة هي(سبحانه) جاءت معترضة بين قسمي الجملة والجملة هي:
ويجعلون لله النات ولهم مايشتهون
٧- منها: التذييل، وهو ألإتيان بعد جملة بجملة أخرى مستقلة، تشتمل على
معناها؛ تأكيدًا للفظ الأولى، أو لمفهومها نحو قوله تعالى: وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ
وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا.
الزيادة (إن الباطل كان زهوقا) وقد اكدت الجملة بثلاث مؤكدات ؛المؤكد
الاول انها جملة اسمية، والثاني ب(إن)، والثالث التكرار
ونحو قوله تعالى: ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ.
٧_ إطناب للرغبة في إطالة الحديث مع المحبوب : كقوله تعالى: ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى)
والزيادة هي (أتوكأ عليها وأهش بها عل غنمي ولي فيها مآرب أخرى)
توضيحا لهذه الزيادة
لنفترض أنك تحمل في يدك كتاب، وانت تنتظر سيارة ؛ومر بك شخصية
هامة كبيرة تتمنى ان تتعرف إليه ، أوفتاة تحبها وسألك أيٌّ منهما ماذا بيدك
هل تكتفي بقول ( هو كتاب) ام تتحدث عن مضمونه وإعجابك به وتسأل
من سأل هل يقبله هديه له؟ ،وتجعله مادة للوصول الى علاقة معه
وفي المقلب الآخر شخص تمقته أو تمقتها وسألك أحدهما عما في يدك فإنك
تقول بفتور :كتاب او قد لا ترد ، والنبي موسى عليه السلام اتى بالجملة
الاسمية كاملة فقال : هي عصاي لتطويل الجملة وكان يكفي ان يقول.
عصاي واتى بزيادة ( اتوكأ عليها....) ومن احب من الله الى قلب موسى
ومن اهم من يكلم موسى عليه السلام أكثر من الله عز وجل؟
ما اعظم هذا الكتاب الكريم!
حسن مصطفى بغدادي
ان اثمن ما في ايدينا القرآن الكريم علما، وتشريعا،
وهداية،وأخلاقا ،وبلاغة ،وإعجازا وهو ما سأتعرض اليه في حديثي فيه
دقة المعاني، وإعجاز البيان ،وهذا جانب بسيط من روائع القرآن مع
اعترافي بعجزي عن التقاط جواهره لا يفوتني منها شيء .
وسأبدأ واتناول الإطناب وهو جزء من (علم المعاني)
البحث: في الإطناب و بعض أقسامه
الإطناب: زيادة اللفظ على المعنى لفائدة،
أو هو تأدية المعنى بعبارة زائدة عن المعتاد واللازم لتقويته وتوكيده، مثال
(رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) أي: (كبرتُ) وجاء تطويل.
الجملة للإستعطاف
١- ومنه ذكر الخاص بعد العام لتنويه بأهميته ومكانته
قال تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى إن كلمة (الصلوات)
تشمل كل صلاة اليوم ولكنه زاد (الصلاة الوسطى) للتنبيه لأهميتها
وتوكيدها
٢ -ومنها: ذكر العام بعد الخاص، كقوله تعالى:
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
والزيادة هنا هي ( للمؤ منين والمؤمنات)
وفائدته الزيادة؛ هي لبيان تعزيز الخاص
وهو(اغفرلي ولوالدي ولمن دخل..) ان يستغفر الانسان لنفسه ولوالديه وخاصته أهم ؛ اصبح الاستغفار مكررا
مرة خاص له ولوالديه وخاصته، ومرة أخرى مع المؤمنين ،والمؤمنات باعتباره وأبويه وخاصته( من المؤ منين والمؤمنات)
٣- التأكيد وتقرير المعنى في النفس، كقوله تعالى: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ، وكقوله تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.
الزيادة ( كلاسوف تعلمون ) و (إن مع العسر يسرا ) والآية الثانية مؤكدة
بمؤكدين اضافيين هما الجملة اسمية، وهي أقوى من الجملة
الفعلية ،وبالحرف( إن) وهو حرف توكيد ونصب
٤- زيادة الترغيب في العفو، كقوله تعالى: إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا.
لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
والزيادة هنا (تصفحوا وتغفروا )وهي لترغيب المخاطبين بالعفو
٥- الترغيب في قبول النصح باستمالة المخاطب لقبول الخطاب، كقوله: وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ.
تكرير (يا قوم) وهي الزيادة لتعطيف قلوبهم؛ حتى لا يشكُّوا في إخلاصه لهم في نصحه لأنهم قومه
٥-الإرشاد إلى الطريقة المثلى، كقوله تعالى: أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ
فَأَوْلَى.
والزيادة هي الثانية (أولى لك فأولى)
٦- والتنزيه، كقوله: وَيَجْعَلُونَ لِلهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ.
والزيادة هي(سبحانه) جاءت معترضة بين قسمي الجملة والجملة هي:
ويجعلون لله النات ولهم مايشتهون
٧- منها: التذييل، وهو ألإتيان بعد جملة بجملة أخرى مستقلة، تشتمل على
معناها؛ تأكيدًا للفظ الأولى، أو لمفهومها نحو قوله تعالى: وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ
وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا.
الزيادة (إن الباطل كان زهوقا) وقد اكدت الجملة بثلاث مؤكدات ؛المؤكد
الاول انها جملة اسمية، والثاني ب(إن)، والثالث التكرار
ونحو قوله تعالى: ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ.
٧_ إطناب للرغبة في إطالة الحديث مع المحبوب : كقوله تعالى: ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى)
والزيادة هي (أتوكأ عليها وأهش بها عل غنمي ولي فيها مآرب أخرى)
توضيحا لهذه الزيادة
لنفترض أنك تحمل في يدك كتاب، وانت تنتظر سيارة ؛ومر بك شخصية
هامة كبيرة تتمنى ان تتعرف إليه ، أوفتاة تحبها وسألك أيٌّ منهما ماذا بيدك
هل تكتفي بقول ( هو كتاب) ام تتحدث عن مضمونه وإعجابك به وتسأل
من سأل هل يقبله هديه له؟ ،وتجعله مادة للوصول الى علاقة معه
وفي المقلب الآخر شخص تمقته أو تمقتها وسألك أحدهما عما في يدك فإنك
تقول بفتور :كتاب او قد لا ترد ، والنبي موسى عليه السلام اتى بالجملة
الاسمية كاملة فقال : هي عصاي لتطويل الجملة وكان يكفي ان يقول.
عصاي واتى بزيادة ( اتوكأ عليها....) ومن احب من الله الى قلب موسى
ومن اهم من يكلم موسى عليه السلام أكثر من الله عز وجل؟
ما اعظم هذا الكتاب الكريم!
حسن مصطفى بغدادي