عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,771
- النقاط
- 113
أُهدي هذا المقالَ لكل من أتعبَه مرضٌ، سواء كان عينًا أو حسدًا أو سحرًا، وأرجو من الله
أن يبثَّ الأمل في حياتكم، ومن يخاف الرقية الشرعية أدعو الله في ثنايا هذه الكلمات أن يُذهب
عنه هذا الخوف، ويبدله خوفًا وتوكلًا على مولاه سبحانه نعم المولى ونعم النصير.
أولاً: الفوائد التي تعود على الإنسان بعد عزمه على الرقية - سواء فعلها بنفسه، أو ذهب
لغيره - كثيرةٌ؛ منها أنه بإذن الله يزول عنه ما كان يعانيه من قبل، سواء كان عجزًا أو كسلًا، أو بغضًا
أو نفورًا من أشخاص قريبة منه، وما شابَهَه من الأعراض حين يبدأ.
وما أذكره هنا ليس أعراض المرض، أو كيفية العلاج، بل أهم عنصر في نجاح الرقية وشفائك
بإذن الله وحوله وقوته، وهو تعلُّقك بالله فترة علاجك.
انظر - يحفظك الله ويرعاك - عندما تظهر أعراض المرض، سواء كان عينًا أو حسدًا أو سحرًا - نظرةً
إيجابية، وليس نظرة سلبية وسوداوية؛ حتى تستطيع الاستمرار إلى أن يشفيك الله.
تأمل معي الآن نِعَم الله عليك، واستشعر بقلبك الآتي:
1- عندما تشعر بالآلام التي تصيبُك في فترة الرقية، انظر إليها بأنها رِفعة لدرجتك، ومغفرة
لذنوبك بإذن الله، كما جاء في الحديث الشريف الذي روَتْه أمُّنا عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من مسلم يُشاك شوكة فما فوقها إلا كُتبت له
بها درجة، ومُحيت عنه بها خطيئة)).
٢- أنت الآن تقرأ أو تسمع كلام الله عدة مرات في اليوم، وتشرب وتغتسل من ماء مقروءٍ
عليه القرآن، هذه وحدها نعمةٌ عظيمة؛ فاحمدِ الله عليها.
٣- عندما تستيقظ في الليل بسبب أرقٍ أو وجَعٍ أو ضيق، قم بين يدي الله، وصلِّ صلاة الليل
وتضرَّع إليه؛ فإنه اختارك من بين آلاف نائمين؛ فاحمده، وتقرَّب إليه.
٤- تذكَّر نبي الله أيوب وصبره على الابتلاء، وتدبَّر كلامه الذي ذُكر في هذه الآية العظيمة:
﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]
واستشعر قرب الله منه حين أجاب دعوته: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ
وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 84].
الفاء هنا في كلمة ﴿ فَاسْتَجَبْنَا ﴾ تدل على سرعة استجابة دعاء سيدنا أيوب عليه السلام، وإذا
تأملناها تزيدنا يقينًا وإيمانًا واستشعارًا لقرب الله منا سبحانه وتعالى.
٥- تعلَّم واسمع دروسًا عن أسماء الله وصفاته، خاصة صفات القوة والعظمة؛ كالجبار، القهار، القوي، الكبير ... إلخ.
فهذا يقوِّي عَلاقتك بالله، ويجعلك لا تخافُ إلا منه، فما أصابك سواء من عمل الإنس أو الجن فهم خلقٌ
والله أكبر على ما أصابك، واستشعر هذه الآية: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102]
فما أصابك الآن لم يحدث إلا بإذن من الله، والحكمة يعلمها علامُ الغيوب؛ فظنَّ به خيرًا ولا تَهَب إلا منه، واعلم:
((أن ما أصابك لم يكن ليُخطئَك، وأن ما أخطأك لم يكن ليُصيبَك))، واصبر واحتسب؛ لأن ((عجبًا لأمر المؤمن
إن أمره كله خير - وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن - إن أصابته سرَّاءُ شكر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبر
فكان خيرًا له))، واشكر الله على نعمِه الكثيرة عليك التي قد حُرِمَها غيرك، واعلم أن الله يريدُ لك خيرًا على أن
وفَّقك لقراءة هذه الكلمات، وما أصابك الآن إما أن يكون ابتلاءً لتنتبه وتحاسب نفسك ربما ضَللْتَ
الطريق، أو تهذيبًا لك، أو رفعة لدرجتك في الدنيا والآخرة.
اللهم اشفِ من أتعبَه مرضه، وتأخَّر شفاؤه، وكثر داؤه، وقلَّ دواؤه، وأنت سبحانك عونه وشفاؤه
يا مَن غمر العباد بفضله وعطائه، اللهم آمين.
فوزية عبدالرحيم محمد.