انتبه .. فقد أجلبوا عليك بخيلهم وَرَجِلِهم !!
ما كدتُ أقوى على كتابة هذا الموضوع .. فقد كنت أتردد وأقول لنفسي :
أأوصي أمة محمد صلى الله عليه و سلم و أحفادَ الصحابة رضوان الله عليهم أن لا يُسرق منهم (( شهر رمضان )) وهم
الذين يعرفون قيمته وقدره ؟؟
ولكن ما إن وقفت على استفتاء وأسئلة طُرحت على فئات من المجتمع رجالاً ونساء .. موظفين وطلاباً ..
عن حالهم وعن أوقاتهم في (( شهر رمضان ))
فجاءت الاعترافات التي تؤكد أننا لم نُخطئ حين اخترنا هذه العنوان ..
(( احذر .. لصوص رمضان!! ))
فمن قائلٍ : أقضي الليل أمام شاشات التلفاز ..
وأطالع القنوات الفضائية حتى طلوع الفجر مع بعض زملائي !!
وقائل : إنه تحت أضواء الملاعب ضمن سلسلة مباريات مقامة في ليالي
(( شهر رمضان )) !!
وقائل : على موائد البلوت والورق في المجالس وعلى الأرصفة !!
وقائل : أقضي الأوقات بالتنزُّه في الحدائق تارة .. وفي الأسواق تارة !!
ما إن وقفت على ذاك حتى وجدت بناني تخط هذه الوصية والأسى يُقطّع نياط القلب ..
فالتفتُّ يمنةً ويسرة .. فوجدت أن لصوص رمضان قد أجلبوا بخيلهم ورجلهم .
بل .. وبلغ بهم الحد أن أغلقوا بعض القنوات قبل رمضان استعداداً للإثارة وإغواء المسلمين وشغلهم عن ربهم في لرمضان
قولوا بربكم :
ماهو موسم الفوازير ؟؟ .. أليس رمضان؟؟!!
ما هو موسم المسلسلات الساخرة بديننا ؟؟ .. أليس رمضان؟؟!!
إلى الله المشتكى ما الذي جرى .. ألسنا أحفاد هؤلاء الذين يحكي لنا معلى ابن الفضل خبرهم أنهم : كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه ستة أشهر أن يُتقبّل منهم رمضان ؟؟؟
ولكن .. حينما تقرأ في كتاب الله قوله تعالى:
(( شَيَاطِينَ الانس وَالجن يُوحِي بَعْضُهُمْ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا))
وتقرأ ..
(( ثُمَّ لآتينهم من بين أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيمانهم وَعَنْ شمائلهم وَلا تجد أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين ))
تدرك حينها مدى الهجمة التي يواجهها هذا الشهر المبارك (( شهر رمضان ))
لقد أدركوا أن قوافل التائبين تنطلق من رمضان ..
وأدركوا أن أمجاد الأمة صُنعت في رمضان ..
وأدركوا أن الكريم يعتق الرقاب من النار في رمضان ..
وأدركوا أن لرمضان قدراً عظيماً .. ومحبة واشتياقاً في قلوب المؤمنين !!
فهل يا تراك بعد ذلك تجلس إليهم وتقع في شراكهم ؟؟؟
إنك لتعجب والله من ذاكم الذي يتحرز كل الحرز في نهار رمضان أن يصل إلى جوفه قطرة ماء .. وحين تسأله ينظر إليك باستغراب نهاني الله عن الشرب في نهار رمضان..
وما إن يقبل اليل حتى تراه منهمكاً بين تلك الأوحال من قنوات هابطة ومسلسلات ماجنة !!
أهذا وقت مشاهدة مثل هذه التفاهات في شهر كان السلف يتركون فيه حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟؟
ألم ينهك ربك عنها ؟؟؟
ألم يقل الله:
(( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يخوضون في آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يخوضوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فلا تقعد بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ))
أليس معنى قوله عليه الصلاة والسلام :
(( من لم يدع قول الزور ))
هو كل قول محرَّم أو عمل أي فعل محرَّم ؟؟
يا إخوتاه ..
لنتعاهد على أن نجعل شهرنا هذا هو الفراق بيننا وبين تلك القنوات التي دمرت البيوت والأخلاق والأُسر !!!
من كتاب إضاءات رمضانية للدكتور محمد بن سليمان المحيسني
