Al_Ramadi Angel
:: ضيف شرف ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2012
- المشاركات
- 900
- مستوى التفاعل
- 7
- النقاط
- 18
- الإقامة
- العراق / الرمادي
- الموقع الالكتروني
- www.sunnti.com
استئناس الميت بزيارة أهله
هل يثبت في ذلك نص ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن المسائل المتعلقة بالميت في قبره تعتبر من الغيب الذي لا يجوز للمسلم الخوض فيها إلا بدليل صحيح صريح من الكتاب والسنة، ولا شك أنه ورد في السنة النبوية زيارة القبور والسلام على أهلها، وهنا مسألة: استئناس الميت في قبره بزيارة أهله هل ثبت في ذلك أثر؟
قال ابن تيمية في الفتاوى (24/364) ـ بعد أن ساق بعض الأحاديث منها حديث قليب بدر، وحديث السلام على أهل القبور، و"ما من رجل يمر بقبر رجل" والإكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ـ: "فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع فى الجملة كلام الحي ولا يجب أن يكون السمع له دائما بل قد يسمع فى حال دون حال كما قد يعرض للحي".
وقال ابن القيم في كتاب "الروح": " وفي الصحيحين عنه من وجوه متعددة أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربى حقا فقال له عمر يا رسول الله ما تخاطب من أقوام قد جيفوا فقال والذي بعثنى بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون جوابا وثبت عنه صلى الله وآله وسلم أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه.
وقد شرع النبي لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به .
قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبى الدنيا في كتاب القبور باب معرفة الموتى بزيارة الأحياء .
حدثنا محمد بن عون حدثنا يحيى بن يمان عن عبد الله بن سمعان عن زيد بن أسلم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت قال رسول الله ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم ".
قلت:
حديث قليب بدر الجواب عليه من قول عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْقَلِيبِ وَفِيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ لَهُمْ ـ مَا قَالَ إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ ـ. إِنَّمَا قَالَ : ( إِنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ ) . ثُمَّ قَرَأَتْ { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى } { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِى الْقُبُورِ } تَقُولُ حِينَ تَبَوَّءُوا مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ. متفق عليه.
وفي لفظ لأحمد: قَالَتْ عَائِشَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لأَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ وَهِلَ إِنَّمَا قَالَ: (وَاللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ ...) الحديث.
قال ابن رجب الحنبلي في كتابه "أهوال القبور" نقلا عن كتاب "الآيات البينات في عدم سماع الأموات" للألوسي. تحقيق الألباني:
" وقد وافق عائشة على نفي سماع الموتى كلام الأحياء طائفة من العلماء ورجحه القاضي أبو يعلى من أكابر أصحابنا في كتابه "الجامع الكبير" واحتجوا بما احتجت به وأجابوا عن حديث قليب بدر بما أجابت به عائشة رضي الله تعالى عنها، وبأنه يجوز أن يكون ذلك معجزة مختصة بالنبي صلى الله عليه و سلم دون غيره وهو سماع الموتى لكلامه.
وفي " صحيح البخاري " : قَالَ قَتَادَةُ: أَحْيَاهُمُ اللَّهُ - يعني أهل القليب - حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَنَقِيمَةً وَحَسْرَةً وَنَدَمًا ". اهـ.
وأما حديث: ( ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم ). وإن صححه عبد الحق الإشبيلي فلا حجة لأحد في تصحيحه إذا ثبت ضعفه.
فقد ضعف الحديث أكثر أهل الحديث ولا تقوم الحجة به في هذا الموضوع، بل قال ابن رجب الحنبلي: غريب بل منكر. كما سيأتي.
قال الألوسي في "تفسيره": واحتج من أجاز السماع في الجملة بما رواه البيهقي والحاكم - وصححه - وغيرهما :
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقف على مصعب بن عمير وعلى أصحابه حين رجع من أحد فقال : أشهد أنكم أحياء عند الله تعالى فزوروهم .
وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم أحد عليهم إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة ".
وأجاب المانعون أن تصحيح الحاكم غير معتبر وأنّا إن سلمنا صحته نلتزم القول بأن الموتى الذين لا يسمعون هم من عدا الشهداء؛ لأن الشهداء يسمعون في الجملة لامتيازهم على سائر الموتى بما أخبر عنهم من أنهم أحياء عند الله عز و جل . "الآيات البينات" .
قال الألباني في التخريج على الكتاب المذكور عن الحديث الذي صححه الحاكم: " ولذلك مال الذهبي إلى أنه موضوع وهو غلو وأعله الحافظ ابن رجب بالاضطراب والإرسال وقد بينت ذلك في " الضعيفة " ( 5220 ) . ومثله حديث أبي رزين " أن أهل القبور يسمعون السلام عليهم ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا" . فهو منكر كما بينته في المصدر المذكور رقم ( 5225 ). اهـ.
وقال الألوسي أيضاً: "واحتجوا أيضا بحديث : ( ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه ) .
وأجاب المانعون: إن الحافظ ابن رجب تعقبه وقال : " إنه ضعيف بل منكر ". انتهى من كتاب ""الآيات البينات".
قال الألباني في تخريجه "الآيات البينات" معلقاً على ما أورده الألوسي عن ابن رجب: "ذكر ذلك في " الأهوال " ( ق 83 / 2 ) وهو كما قال وقد بينت ذلك في " الضعيفة " ( 4493 ) وأشد ضعفا منه ما أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 6723 ) عن زيد بن أسلم قال : مر أبو هريرة وصاحب له على قبر فقال أبو هريرة : سلم . فقال الرجل أسلم على القبر ؟ فقال أبو هريرة : إن كان رآك في الدنيا يوما قط إنه ليعرفك الآن . قلت : ففيه يحيى بن العلاء وهو وضاع". اهـ.
وأجابت اللجنة الدائمة على من أجاز السماع للموتى (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 646ـ650) فتوى رقم ( 5965 ) :
س: لقد قرأت في بعض كتب شيخ الإسلام حول تكليم الموتى فذكر: أن ذلك يكون من الشيطان، حيث يخرج من القبر ويكلم القادم إليه، وغير ذلك، فهل قصة مطرف التي ذكرها ابن القيم من هذا النوع؟ وما هو الحد الفاصل بين تكليم الموتى إن كان من شيطان أو لا؟
ج: دنو أرواح الأموات من قبورهم يوم الجمعة أو ليلتها ومعرفتهم من زارهم أو مر بهم وسلم عليهم أكثر من معرفتهم بهم في غير يوم الجمعة أو ليلتها، والتقاء الأحياء والأموات ذلك اليوم، كل هذا من الأمور الغيبية التي استأثر الله بعلمها فلا تعلم إلا بوحي من الله لنبي من أنبيائه ولم يثبت في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم، ولا يكفي في معرفة ذلك الأحلام فإنها تخطئ وتصيب، فالقول بها والاعتماد عليها رجم بالغيب.
ثانيا: ما قرأته في كتاب [زاد المعاد] لابن القيم رحمه الله في هذا الموضوع مبني على ما رواه أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب [القبور] -باب معرفة الموتى بزيارة الأحياء- من أحاديث غير ثابتة، وآثار وأحلام، وفيما يلي ذكر ذلك مع نقده.
قال ابن أبي الدنيا : حدثنا محمد بن عون ، ثنا يحيى بن يمان ، ثنا عبد الله بن سمعان ، عن زيد بن أسلم ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم .
في سنده يحيى بن يمان ، قال ابن حجر في [التقريب]: ( يحيى بن يمان العجلي الكوفي صدوق عابد يخطئ كثيرا وقد تغير). وفي سنده أيضا عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي المدني ، قال ابن حجر في [التقريب]: (متروك اتهمه أبو داود وغيره بالكذب).
وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا محمد بن قدامة الجوهري ، ثنا معن بن عيسى القزاز ، أخبرنا هشام بن سعد ، ثنا زيد بن أسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا مر الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وعرفه، وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام .
في سنده محمد بن قدامة الجوهري الأنصاري أبو جعفر البغدادي ، قال ابن حجر في [التقريب]: (فيه لين)، وفي سنده أيضا هشام بن سعد المدني أبو عباد أو أبو سعد القرشي ، ضعفه يحيى بن معين والنسائي، وقال حرب: لم يرضه أحمد، وذكره ابن عبد البر في باب من نسب إلى الضعف ممن يكتب حديثه، وقال ابن سعد : كان كثير الحديث يستضعف وكان متشيعا، وقال ابن حجر في [التقريب]: صدوق له أوهام، ورمي بالتشيع.
وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا محمد بن الحسين ، حدثني يحيى بن بسطام الأصغر ، حدثني مسمع، حدثني رجل من آل عاصم الجحدري قال: (رأيت عاصما الجحدري في منامي بعد موته بسنتين، فقلت: أليس قد مت؟! قال: بلى، قلت: فأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة، أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني فنتلقى أخباركم، قال: قلت أجسادكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات، بليت الأجسام، وإنما تتلاقى الأرواح، قال: قلت: فهل تعلمون بزيارتنا إياكم، قال: نعم، نعلم بها عشية الجمعة ويوم الجمعة كله وليلة السبت إلى طلوع الشمس، قال: قلت: فكيف ذلك دون الأيام كلها؟ قال: لفضل يوم الجمعة وعظمته).
في سنده رجل مبهم، وفي سنده يحيى بن بسطام ، قال ابن حجر في [لسان الميزان]: قال أبو حاتم : صدوق، وقال ابن حبان : لا تحل الرواية عنه؛ لأنه داعية إلى القدر؛ ولأن في روايته مناكير، وذكره العقيلي في [الضعفاء]، وقال أبو داود : تركوا حديثه، قال له معتمر بن سليمان : أنت قدري؟ قال: نعم.
هذا ولو صح سنده لم يصح مستندا؛ لأنه رؤيا من غير معصوم فلا تقوم بها حجة.
وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا خالد بن خداش ، ثنا جعفر بن سليمان ، عن أبي التياح قال: كان مطرف يغدو فإذا كان يوم الجمعة أدلج، قال: وسمعت أبا التياح يقول: بلغنا أنه كان ينور له في سوطه فأقبل ليلة حتى إذا كان عند مقابر القوم وهو على فرسه فرأى أهل القبور كل صاحب قبر جالسا على قبره فقالوا: هذا مطرف يأتي الجمعة، قلت: وتعلمون عندكم يوم الجمعة، قالوا: نعم، ونعلم ما تقول الطير، قلت: وما يقولون؟ قالوا يقولون: سلام سلام . ]الروح[ لابن القيم (ص6)، و]زاد المعاد[ (1 / 113) طبعة الحلبي.
خالد بن خداش هو أبو الهيثم المهبلي ومولاهم البصري قال فيه ابن حجر في [التقريب]: صدوق يخطئ، ثم هذه الرواية منام فلا تقوم به حجة تعارض الأصل المحقق وسنة الله الكونية الثابتة في أن الأموات لا يكلمون الأحياء وأن الأحياء لا يسمعون كلام الأموات إلا معجزة لنبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكذلك لا يخرجون من قبورهم إلا يوم القيامة، كما قال سبحانه: سورة المؤمنون الآية 15( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ) سورة المؤمنون الآية 16 ( ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ )
أما رد السلام فقد ورد فيه حديث ضعيف، وذكره الشيخ ابن عبد الهادي في [الصارم المنكي]، ولو فرضنا صدق المنام لم يدل على صحة ما ذكره ابن القيم فيما تقدم نقله عنه؛ لأنه بلاغ من غير معصوم عن مجهول.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ..عبد الرزاق عفيفي ..عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
الخاتمة بجوابٍ للشيخ الألباني نأتي بالخلاصة منه على السؤال:
قلتَ في مسألة: إن الموتى لا يسمعون، وقد جاء في أحاديث إثبات السماع للموتى مثل: ( إن الميت يسمع قرع نعال المشيعين عند انصرافهم عنه ) فهل يصح هذا الحديث؟ وكيف نوفق بينه وبين ما سبق أن قلت في هذا الخصوص؟
جواب الشيخ الألباني للسائل وكان بطريقة المناقشة والحوار:
"أولاً: هذا الحديث صحيح؛ لأنه مخرج في صحيح البخاري : ( إذا وضع الميت في قبره وانصرف الناس عنه إنه ليسمع قرع نعالهم وهم عنه مدبرون ) هذا الحديث صحيح، لكن هذا كذاك، أي: هذا مستثنى من القاعدة العامة؛ لأنه يقول: (حين) فهو ليس في كل حين يسمع، فنفس الحديث يعطيك تخصيصاً ولا يعطيك العموم: ( يسمع قرع نعالهم حين ...) فما معنى (حين)؟ أي: وقت، ( حين يولون عنه مدبرين ) لكن هل يعني الحديث: أن الموتى كلما مر مار من المقابر فهم مشغولون بسماع قرع نعالهم؟ الجواب: لا.
الخلاصة: أن الكلام العربي أول ما ينبغي أن يفسر به هو على الحقيقة، فقوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا وضع الميت في قبره فإنه ليسمع قرع نعالهم وهم عنه مدبرون ) فهو يسمع قرع النعال على الحقيقة، بل أنا أقول خلاف ما قلت أنت، فلا يمكن أن نتصور أنه يسمع كل شيء؛ لأنه هو بكل شيء سميع، وهذا أمر مستحيل! لكن ما دام أن الأصل أن الموتى لا يسمعون كما شرحنا لكم آنفاً، فإذا جاء نص ما يعطي لميت ما أو موتى سماعاً ما نستثنيه من القاعدة، نقول: إن المشركين في القليب سمعوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن ما كان يجري حولهم من أحاديث الصحابة، وحينما قال عمر: يا رسول الله! إنك لتنادي أجساداً لا أرواح فيها.
لا نقول إنهم سمعوا قول عمر؛ لأن سماعهم لقول الرسول معجزة للرسول فيوقف عندها.
كذلك في هذا الحديث: يسمع الميت قرع نعالهم وحسب، وما نزيد على ذلك، لسببين اثنين:
أولاً: أنه خلاف الأصل، وهو: أن الموتى لا يسمعون.
ثانياً وأخيراً: أن الأمور الغيبية -وهذا من الغيب في البرزخ ـ لا يُتوسع فيها أبداً، والحق الوقوف عند النص، وعدم الزيادة عليه". اهـ.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الاثنين 12/ 1 / 1434هـ.